السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكر لكم هذه المبادرة.
كنت ألتقي أحد الأحبة ممن لهم باع طويل في هذا الفن و كان شديد اللهجة معي حينما يتعلق الأمر بإعراب القرآن.
عبارة دائما يكررها على مسامعي إياك..إياك الخوض في إعراب القرآن. دون الإلتزام بضوابط إعرابه.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
نصيحتي لمن يريد أن يرتقي هذا العلم الفضيل أن يفهم معنى ما يريد إعرابه مفردا أو مركبا قبل الإعراب، و عليه أن يلتزم بمراجعة كتب التفسير ، و كتب الأعاريب السابقة.
فمن المعلوم أن الإعراب فرع المعنى؛ لذا فالمعنى القرآني هو الذي نعنى بإبرازه من خلال الإعراب.
قال ابن هشام:
قد زلت أقدام كثير من المعربين راعوا في الإعراب ظاهر اللفظ ولم ينظروا في موجب المعنى ، من ذلك قوله تعالى:
أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء
فإنه يتبادر إلى الذهن عطف (أن نفعل) على (أن نترك) وذلك باطل، لأنه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاؤون، وإنما هو عطف على (ما) فهو معمول الترك.
والمعنى: أن نترك أن نفعل ما نشاء في أموالنا .
وموجب الوهم المذكور أن المعرب يرى (أن) والفعل مرتين وبينهما حرف عطف ..
بالتوفيق
أخوكم يوسف زكرياء