اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميره 2008
تندلع في أرجاء العالم العربي، منذ بضعة سنوات، حرب دينية غير مقدسة أشعلتها المخابرات الأمريكية بين جناحي الفكر الإسلامي وهما فئة السلفيين وفئة المتصوفين· وللأسف، فقد انزلقت إليها بسرعة مثيرة للشبهة قيادات هذان الجناحان، فالمتصوفة التي كثيرا ما اتهمها السلفيون -وخاصة الوهابيون في القرن التاسع عشر- بالدروشة والبدعة والزندقة، وأنها طرق تدعو إلى الكسل وتعلم الخبل، جاء دورهم منذ مطالع هذا القرن أن يردوا الضربة للسلفيين فيتهمونهم بصناعة الإرهاب العالمي الذي ألصقت عليه العلامة التجارية للإسلام ونحن ندري أين يصنع·· تماما كالمصنوعات الإسرائيلية التي تملأ الأسواق العربية وعليها علامات أوروبية ويابانية وصينية بل أحيانا عربية وإسلامية؟؟؟
وقد وصلت هذه المعركة المصنعة في الخارج بين السلفيين والمتصوفين إلى الجزائر وشاركت فيها قيادات من هذه الجمعيات التي ترى نفسها المحتكر الوحيد للجنة، فكفر بعض السلفية في الأمير عبد القادر وقالوا إنه صوفي زنديق عميل لفرنسا وللغرب يعتمد الفكر الحلولي لابن عربي، وبعض آخر ممن يدعون أنهم من سلالة هذا الأمير الخطير أخرجوه عن ثقافته وعصره وطريقة حياته وقالوا إنه لم يكن متصوفا هؤلاء امتدت أياديهم إلى تاريخنا الوطني وأنه لم يؤلف كتاب المواقف، وأن من أرخوا له مثل تشرشل وابنه محمد وغيرهم ماهم إلا كذابون·· بل وصل بهم الأمر إلى بيع قبره الفارغ في دمشق الذي بجانب قبر الصوفي محي الدين بن عربي، وقصة بيع قبر الأمير سأرويها في مكان آخر·
ومن المعروف أن التصوف بدأ في الجزائر نخبويا نظريا، لكنه تحوّل ابتداء من القرن العاشر إلى ظاهرة سياسية شعبية، ردا على تردي الأوضاع الذي حصل في منطقة المغرب العربي خلال القرون الثلاثة التي سبقت، وكان رائده السياسي الشعبي بومدين شعيب الذي برهن بالملموس على وحدة هذه الأمة مشرقها ومغربها، فإذا كان الأمير عبد القادر قد انتخبه المشارقة ملكا عليهم، فإن ذراع بومدين شعيب التي قطعت خلال جهاده ضد الصليبيين دفنت في القدس وعظمها المشارقة حتى صارت زاوية وحيا انطلقت منها ثورة البراق في فلسطين في عشرينيات القرن الماضي·
وكعادتهم أراد الساسة استغلال تأثير الدين في الناس لحسابهم، فلم يسلم المتصوفة ولا أهل السلف من تدخلاتهم وأوصلوا بعضهم البعض إلى العديد إلى أعواد المشانق· ولقد استفادت دول الاستبداد مثل تركيا العثمانية الطورانية من هذه الحروب واستفادت دول الاستعمار مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وفعلت ما فعلت في الجزائر والسودان وإيطالبا والجزيرة العربية·
واليوم، وبعد أن شارفت قوى الاستعمار والاستعمار الجديد ومعها نظامها العربي المفضوح على الإفلاس، ولم يعد لها سوى الرحيل تأتيهم خشبة الخلاص من حرب جناحي الإسلام وكل مثقل بتاريخه الذي منعه من الطيران والتحليق، فالسلفيون العرب يئنون بتاريخهم في استعمال جلسات توزيع المال لتخدير الناس بدل جلسات الدروشة وحفلات الزار، وبتمويل حرب أفغانستان ضد السوفييت الذي أسقطوه لحساب أمريكا التي استدارت عليهم وهاهي تحاربهم بمالهم ورجالهم، والصوفيون مثقلون بتاريخهم في تأييد كل من جاء للتحكم في رقاب الأمة من ترك وفرنسيين وإنجليز وأمريكان وتخدير العقل بفتاوى التكفير والزندقة·· ضد الكتاب والمثقفين تماما كما فعل المأمون مع ابن حنبل وكما فعل المنصور مع ابن رشد ولازال جسد الحلاج الذي شوي على النار حتى تساقط قطعة قطعة ساخنا ولازال دم احمد عزة تلميذ المهدي السكلاوي طازجا·
فما معنى أن يمنح المتصوفة والسلفيون خشبة الخلاص لأعداء الأمة والدين ويفتحون هذه المعركة بينهم·· لمن يبيع هذان الجناحان دينهما وأمتهما··· إنهم تماما كالذين باعوا تاريخ الأمير عبد القادر ليسخفوا تاريخ كفاح العرب والمسلمين بدءا من الجزائر·· ليحوّلوا الجزائر من وطن إلى مقبرة·
وكما تدخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في قضية بيع قبر الأمير الفارغ، أعتقد أن عليه أن يتدخل هذه المرة إنطلاقا من موقعه الكفاحي الوطني الجزائري والقومي العربي·· قبل أن يبيعوا قبور شهدائنا السابقين واللاحقين فقبورنا سيدي الرئيس ليست فارغة·
بقلم : سهيل الخالدي -إعلامي
|
صراعهم هذا يخدم الغرب والصهيونية العالمية لاجل تحقيق اهدافهم النرجسية بافكارهم البالية يحسبون انهم يخدمون الدين ولكن هم يقدمونه على طبق من الماس للغرب . فيقتلون فينا الهوية والذاكرة والذات البطولية
فهؤلاء باعونا منذ زمن باعوا ضمائرنا وانسانيتا فحتى التاريخ وهو ما عدنا نملك يريدونا ان يسومونا عليه .