الحقد عند بعض الناس لا يمكن أن يموت..بل يظل في نفوسهمجمرة متقدة تحرقهم..وتذكرهم على الدوام بالذنب الذي ارتكبه الانسان في حقهم.. رغم توبة ذلك الانسان ودمه العميق على ما ارتكب.
فأولائك الناس لا يعرفون لا النيان ولا الصفح.. وأبلغ لذة عند الفرد منهم أن يذكر المذنب في كل مناسبة بذنبه ليشفي منه غليله.
ولكن الانسان اذا ندم حقا.. وكان ندمه ظاهرا وتوبته واضحة.. وأبينا نحن الا أن نظل حاقدين عليه..لا نثق فيه بل نذكره دائما بذنبه.. فمما لا يقبل الريب أن حقدنا الخسيس عليه مقرونا بظلمنا الصارخ اياه لا بد أن يذله.. ويدفعه الى بغضنا..ثم الى الثار منا بمعاودة اقتراف الذنب في حنق وسخط واصرار.
على اننا بالحقد لا نلهب الثورة فقط في صدر النادم ونوئسه من جدوى الخير.. بل نسمم في الوقت نفسه عقولنا وقلوبنا بذلك الحقد الغاشم الذي ننهش به المذنب وننهش ايضا انفسنا.