لكي يرى العضو شكل الحروف و يفهمها كما ينبغي و أنها في غير مواضعها الذي وضعنا، فعلى الرادّ في الموضوع أن يكمل القراءة و يقرأ كل ردود صاحب الموضوع ليفهم الموضوع و الله المستعان
و عليه أضيف فأقول :
ها هو الرجل الصالح الخضر و موسى عليه السلام يسيران فيرى الخضر طفلاً فيأخذه بعنفوان فيهزه فيقتلع رأسه من على جسده، فيرديه أرضا مقتولا مذبوحا، فيصيح موسى عليه السلام مندهشا مفزوعاً مرهوباً من الأمر الجلل فيقول له.
(( أتقتل نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً ))
جاء هول ووقع الحادثة على موسى عليه السلام، فما بال من مرّ على هذه الحروف إذا وقع الخبر على نفس والدة ووالد الطفل ، ولدا الطفل و كان يكبر أمامهما كقرّة العين ، فحين يبكي تتألم الأم بمرارة برغم تعبها على تربيته وولادته ورعايته و هذا أبوه يكدّ و يتعب لقاء توفير لقمة العيش له ، فلأجله تهون عليه كل الأشياء ثم يأتي رجل لا تعرفه ام الغلام و لا يعرفه والد الغلام و هو غريب لم يروا له خِلْقة فيذبح لهم فلذة الكبد من غير سؤال حتّى عن اسمه و اسم من ربياه.
و هل سيقتنع الوالد و الوالدة أن ولدهما سيكون عليهم كرباً و هَمْ ؟
لو كانت في هذا الزمان ألا يسمى الفاعل إرهابي، ارهب موسى و أرهب عائلة الطفل
لكن حين عرف موسى عليه السلام الحق اقتنع و ستقتنع والدة ووالد الغلام حتما لأنه لم يقدم الخضر على فعل شيء و هو لا يستطيع ان يعطي له تأويل الكلام بكل ثقة و إيمان
ثم ...
كيف بمن كلّم الله تكليما جزع و اندهش للأمر ، و من في هذا القرن يرون بأم العين أناس للهو تجري و تطرب و في ملذات الحياة انغمسوا و في محرمات ما حرّم الله تاهوا و للخيرات لم يسابقوا و هم كثر ، كثر فوق هذه الأرض حتّى أصبح قبيحهم يذمّ عالما من علماء الأمة و ذميمهم يطعن في مجددي القرون و الربّانيين ، و سفهائهم يستدلون بمن لا يعرفون الوضوء او الصلاة أو نبي آخر الزمان كونهم لا يعترفون به ، فيستدلون بالنجوم و نسوا الشمس التي بفضلها استنارت تلك النجوم .
ولو رجعوا إلى الأصل لعرفوا الأعراف من أي أصل و جذع نبتت و ما تفرقت بهم السبل كما أصبحوا .
حّتى أن الذي لا يواكب الصلاة في وقتها يعدّ خارجا عن الأصول برغم إقراره بأركان الإسلام و الإيمان على نفسه و لكنه عمل بالبعض و تاه عن البعض فلن تشفع فيه الأخرى و مهما فعل، و هذه أحاديث رسول الله عن من خرج عن الجماعة و هي كثيرة و متعددة و هذه أحاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم عن الكفر و الكافر و هذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النفاق و المنافقين لكن بعض الخلق لا يقرؤون إلا ما ترتاح له عقولهم و تطمأن له قلبوهم ، و فوق كلّ هذا آيات ربّانية جاءت كسورة التوبة نزلت من غير بسملة كتحذير للأمة من بعض ما سقطوا فيه اليوم و تاهوا و السلام
ثم احتار الخلق و قال ما ذنب النفس التي قتلت و تقنبلت و ذبحت و بأي حقّ و لو عرفوا السبب لبطل العجب و ما تعجبوا ، و لعرفوا بأن النفس التي أمر الله بقتلها لها سبب و أسباب تدعوا لذلك فهل عرفتموها يا أولي العقول ، حتّى لا نظلم الناس هكذا و حتّى لا نكون ممن جاء فيهم هذا الكلام .
فوضعنا بين أيديكم سؤال لو أجبتم على شطره الأول حتما ستعرفون حل الشطر الثاني و هو الأصعب.
كثير من الإخوة يحسبها أسئلة تعجيزية و هي ليست كذلك بل لو بحثوا و سئلوا ما قالوا عن إخوانهم ما قاله الجّهال على موسى عليه السلام
و هذا درساً لنا و مثال
مازلت انتظر ......