استسلام مدينة المسيلة
ومن نتائج هذه الانتفاضات الأخيرة أن لحقت بالمدينة ضربة قاضية حيث تحمل سكانها عبء غرامة حربية باهضة قدرت آنذاك بـ 47.000 فرنك فرنسي قديم ،ثم بعد حين أعاد السكان شراء ممتلكاتهم التي حجزت دون عودة القسم الذي كان يقع غرب واد القصاب الذي آخذته السلطات الفرنسية عنوة لتخصصه لتشييد مراكز استيطان للوافدين الفرنسيين و الأوربيين .
ومن نتائج استسلام مدينة المسيلة, شروع القوات المحتلة في التنظيم الإداري ، فقد أنشئ قطاع المسيلة بموجب قرار 29 سبتمبر سنة 1884 وتلاه القرار المؤرخ في 22 مارس سنة 1890 الذي الحق بالمدينة دواوير عديدة منها دوار أولاد عدي القبالة الذي يتكون آنذاك من اتحاد دواوير (القلعة ، وأولاد قسيمة والبراكتية) وقبائل السوامع (دوار بوحمادو ،وبئر العانات) ،وأولاد ماضي (دوار السعيدة الذي يتكون من (البريري ،أولاد عبد الحق ,وأولاد معتوق) ومسيف الذي كان يتكون من (دوار الشلال ,ودوار سيدي حملة) وبصدور قرار 04 افريل سنة 1913 أنشئ بالمسيلة 21 دوار للبلديات المختلطة ،،دوار الكسنية ,عين ولمان ،ملوزة ,دوار الخرابشة،دوار المعاضيد ، أولاد حناش، وتقليعت. وأسست الإدارة الاستعمارية مركزا استعماريا استيطانيا يضم حوالي 24 مزرعة بالمسيلة نفسها في سنة 1920.
نظام البلديات المختلطة
كان نظام البلديات المختلطة عبارة عن تعديل للمكاتب العربية فكان المتصرف الإداري هو الشخص الذي يعتبر أعلى سلطة على مستوى المنطقة حيث انه كان مسؤولا مباشرة أمام الحاكم العام بالجزائر عن طريق رئيس عمالة قسنطينة التي تبعتها المسيلة وخولت له سلطة كاملة بخصوص الشؤون القانونية والإدارية وقضايا الأمن كان يساعده في تنفيذ هذا النظام بشاغات وقيادات محلية اختيروا خصيصا لهذا الغرض وذلك لتحقيق أهداف الإدارة الفرنسية ،وكان يوجد إلى جانب المتصرف الإداري مجلسا للبلدية المختلطة بالمسيلة ،وكان رئيس العمالة يعين الأعضاء الذين يمثلون الأهالي من أجل تسهيل مهمة السيطرة الكاملة على السكان ،والتنظيم الإداري كان على هذا النحو اعتقادا من الفرنسيين الذين ظنوا أن أغلبية السكان كانوا عبارة عن أناس بدائيين تتحكم فيهم الأعراف والعادات القبلية ويخضعون لأوامر ونواهي شيوخهم وهم الذين زعمت الإدارة الفرنسية أن بعضهم كانوا حلفاء طبيعيين لها ، أما الادعاء الآخر هو أن الإدارة لم تهتد إلى نظام يبسط سيطرتها على هؤلاء القوم ويفي بالأغراض التي سطرتها.
ولكن هذا التنظيم قد جوبه بسلوك سلبي من جانب المواطنين وهذا ما يدعم رأينا في أن السكان كانوا غير معترفين به ضمنيا وغير ممتثلين له لأنه كان يجسد نوعا من الاستبداد الاستعماري غير مبال بإرادة الأهالي الذين وجدوا ضالتهم في التمسك بالقوانين والأعراف القبلية التي كانت مستمدة في روحها من الشريعة الإسلامية التي كانت سارية المفعول منذ دخول الإسلام إلى المنطقة.
3- السكان والتركيب الاجتماعي :
أنشئت البلدية المختلطة للمسيلة بموجب قرار حكومي مؤرخ في 29/09/1884 م وكانت آنذاك تتألف من عدة قبائل منتشرة على مساحة المسيلة ، وقد تدعم هذا التنظيم الإداري الفرنسي بالقرار الحكومي المؤرخ في 22/05/1890 الذي الحق بها بعض شتات القبائل المتفرقة في بعض جهات بريكة مثل قبائل السوامع والى غاية منتصف ذلك القرن فان النزاعات بين قبائل المسيلة لم تحسم نهائيا لان هذه الخلافات كان سببها النزاع على الأرض وعدم الامتثال للنظام البلدي الذي أرادت السلطات الاستعمارية إخضاعهم له وتدعيم تطبيقه في البلاد هذا إلى جانب تطبيق سياسة فرق تسد.
لقد جاء في تقرير المتصرف الإداري لمدينة المسيلة إلى رئيس الدائرة الخاصة بشؤون المسلمين بقسنطينة أن حدود القبائل القديمة لم يكن معروفا ونتيجة لذلك فانه لم يكن في مقدور السلطات الفرنسية حل مثل هذه الخلافات التي كانت تنشب بين الحين والآخر ماعدا قبيلة أولاد دراج ،وحسبما قال به المتصرف الإداري لمدينة باريكة فان هذه القبيلة قد تواجدت بنفس البلدية المختلطة واستوطنت عائلات منها بدوار عين الكلبة –برهوم-مقرة والجزار وغيرها من الأماكن.
وأشارت إحدى التقارير المؤرخة في 13/04/1867 م إلى حدود قبائل أولاد دراج فأقرت انه يحدها من الشرق أولاد نجاع وأولاد دوة من الدائرة الترابية لباتنة فأكدت المادة الأولى من القرار إلى أن قبائل أولاد دراج تحتل مساحة ترابية شاسعة من بوسعادة وقسم من تراب سطيف مقاطعة قسنطينة وهي تتوزع على تسعة دوائر هي : 1-المطارفة 2-أولاد دهيم 3-مرابطين الجرف 4-وحل الدير Hall eddir 5-وكدية وتلين 6-السوامع 7-البراكتية 8-أولاد ولهة 9-وأولاد قسمية.
لقد تضمنت بعض الدراسات انه في نهاية القرن 11 كانت قبائل أولاد دراج تتكون من :1-أولاد عدي 2-المطارفة 3-أولاد دهيم 4-المعاضيد . ورد كذلك أن لجنة (ما) اقترحت توحيد هذه القبائل تحت اسم أولاد عدي الظهارة (أولاد دهيم, ومرابطين الجرف،وأولاد سلمان, وحل الدير) وأولاد عدي القبالة (الطلبة ,كدية وتلين ، وأولاد قسمية). وانحدر المعاضيد من قبائل أولاد دراج حيث طردهم أولاد عدي من موطنهم الأصلي واحتلوا أراضيهم حوالي سنة 1450 وعلى اثر ذلك لجأالمعاضيد إلى جبال الحضنة (p.51 du s.c ) وما نلاحظه هنا فيما يخص هذه الحوادث هو غياب كل الوثائق التي تساعد على فهم طبيعة ونتائج هذا الصراع بصورة جيدة.
أما قبيلة أولاد سيدي حملة التي انحدرت من سلالة سيد عربي قديم من أولاد ماصي ،وقبيلة السوامع المجاورة لها والتي تنحدر من قبائل أولاد دراج فإنها (أي أولاد سيدي حملة والسوامع) قد تصارعتا لعدة مرات خاصة أثناء ومنذ الانتفاضة سنة 1871 ،وفي سنة 1936 اندلعت بينهما حرب خاطفة أطلق عليها اسم حرب النقرة la neggra وبموجب بعض الأحلاف التي تربط هاتين القبيلتين ببعض القبائل الأخرى فقد استنجدت كل فئة بالقبائل الموالية لها ،فطلب السوامع النجدة من أولاد دراج ،واستنجد أولاد سيدي حملة ببعض قبائل أولاد ماضي.
ويمكن الإشارة إلى انه توجد بعض العائلات من قبائل المسيلة بعدة بلديات أخرى مثل تواجد بعض السوامع بنواحي تبسة وبسكرة وغيرها ،ولإدخال هذه القبائل تحت حكم الإدارة الفرنسية ،فان هذه الأخيرة رأت أن تضع على رأس هذه القبائل بشاغا اختارته من بين سكان المنطقة وقدمت له كل الدعم لأحكام سلطة فرنسا على القبائل التي كانت تعيش في حالة غياب للسلطة السياسية ولولا تفشي الأمراض والأوبئة بسبب بعض المجاعات لما كفوا عن محاربة كل العناصر الدخيلة بمنطقة الحضنة (استنادا لاعترافات المتصرف الإداري).
جدول : 1 يحدد خريطة القبائل التي كانت تسكن تراب المسيلة :
القبائل
الموطن
السوامع
بوحمادو –بئر العانات
أولاد ماضي
-أولاد سيدي حملة-أولاد عبد الحق
-أولاد معتوق –البريرى –واد الشلال
أولاد منصور اوماضي
-تارمونت –لقمان
ملوزة
ملوزة
بني ولمان
بني ولمان
أولاد دراج
-المطارفة –أولاد دهيم –مرابطين الجرف-حل الدير –كدية وتلين –سلمان –البراكتية –أولاد ولهة –أولاد قسمية
الخرابشة
الخرابشة
أولاد دان danne
قصابية kessabia
الدريعات
الدريعات
المسيلة
المسيلة
المرجع : دراسة خاصة بسكان مدينة المسيلة سنة 1938.
كل هذه القبائل كانت تقطن مساحة تقدر بحوالي 365.000 هكتار مربع ،ويشكلون عدد سكان المسيلة والذي كان يقدر آنذاك بحوالي 60.000 نسمة (حسب تقرير المتصرف الإداري المؤرخ في 05/09/1941 ،ص1).
تصنيف سكان المسيلة
ويمكن تصنيف سكان المسيلة إلى صنفين رئيسيين :
1-قبائل البدو الرحل 2-القبائل المستقرة
في الصنف الأول توجد قبائل السوامع وأولاد دراج وأولاد ماضي ،ويضم الصنف الثاني قبائل ملوزة وبني ولمان والخرابشة والدريعات والمسيلة نفسها ، كان البدو يسكنون الخيم ويربون الخيل والإبل والغنم ويتكلمون اللغة العربية ،ويتجمعون في نزلة (النزلة من 4 إلى 8 خيم) في الغالب تحط خيامها قرب أي مكان تتوفر بها المياه وأحيانا يشتغلون بالزراعة وأسباب عدم استقرارهم أ حلهم وترحالهم هي محاولة للنزوح إلى المناطق الدافئة في فصل الشتاء أثناء البرد و تهاطل الامطار والجليد ، والصعود إلى التل بسبب اشتداد موجات الحرارة التي تأتي مع الشهيلي ، ابتداء من فصل الربيع الذي يليه الصيف بحرارته الشديدة ليوفر الرحل العشب لماشيتهم ودوابهم وأنعامهم ؛وبحث بعضهم عن العمل في المزارع أثناء موسم الحصاد وجمع العولة (ما يعولون به أنفسهم إلى غاية حلول الفصل التالي والرحلة المقبلة) وبهذه الطريقة يكملون دورتهم الاقتصادية السنوية كما سنرى.
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن مرابع بعض القبائل كانت ومازالت تستحوذ على نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية بالمنطقة ،كذلك أن الجمل هو الآخر قد لعب دورا لا يستهان به في مساعدة البدو على النقل والتنقل أثناء عملية الترحال وفي الواقع إن هذا الحيوان الأليف الصبور هو مصدر الحياة والحضارة ذاتها ،فلولاه لما كان تعمير هذه المناطق ممكنا ،كما انه يعتبر بحق من مميزات الحياة البدوية ،ومما توارثه سكان هذه المنطقة هو الأكل البسيط والتعود على الصبر والقناعة ،بالإضافة إلى التحلي بالصفات الحميدة كالكرم والشجاعة والمحافظة على الشرف ومساعدة المحتاج وعمل التويزة.
أما الصنف الثاني من السكان فانه عموما ينحدر من الصنف الأول حيث استقر بالتدرج في قرى صغيرة يسكنون بيوتا شيدت من الطين والحجر وسقفت من الجريد والخش و"العقد "وأغصان الأشجار باستثناء بعض الأغنياء منهم الذين استعملوا الأجور والجير هؤلاء السكان كانوا الابيريون إلا القليل من الغنم والخيل ويربون البقر والماعز والحمير والبغال ليركبوها ،كان يعيش معظمهم على زراعة الحبوب ،هذه هي باختصار أصول وتشكيلات قبائل المسيلة ،فماذا إذن عن النمو السكاني والتقسيم الاجتماعي للعائلات ؟.
النمو السكاني والتقسيم الاجتماعي للعائلات
عندما نتفحص الجدول رقم (2) فانه يعطينا صورة واضحة عن التفاوت الاجتماعي الذي وجد بين فئات المجتمع وهذا الجدول قد صمم على أساس الدخل السنوي المقيم بالفرنك الفرنسي القديم ، فإننا نلاحظ الفرق الكبير بين فئة ميسورة جدا تشكل فقط نسبة 5 % من عدد السكان تحصل على دخل سنوي يصل إلى 6000 فرنك وفئة تعيش في فقر مدقع تشكل نسبة 59 % لا تحصل إلا على دخل ضئيل يقل عن 1000 فرنك سنويا ،انظر الجدول رقم (2).
جدول (2) التكوين الاجتماعي
الفئة الاجتماعية
النسبة % من عدد السكان
الدخل السنوي بالفرنك
-ميسورين جدا
-ميسورين
-يعيشون في ظروف متوسطة
-فقراء
-فقراء جدا
5
12
24
31
28
6000 قرنك
4000 الى 6000 فرنك
2000 الى 4000 فرنك
1000 الى 2000 فرنك
أفل من 1000 فرنك
المرجع : تقرير المتصرف الإداري مؤرخ في 05/09/1941 ،ص1 .
أما نمو عدد السكان فانه كان يزداد باطراد نتيجة لزيادة عدد المواليد السنوي ،وهذا نتج بالدرجة الأولى عن فكرة التباهي بالعائلات الكبيرة وفترات التخلف والفقر الشديد التي حلت بالمنطقة قبل وأثناء فترات الإحصاء- انظر الجدولين رقم (3) و (4).
جدول (3) نمو السكان
السنة
عدد السكان
1926
1931
1936
1941
42.146
48.401
53.788
60.000
كان عدد أفراد كل عائلة يتراوح بين 06 و07 أشخاص
المرجع : تقرير المتصرف الإداري المؤرخ في 05/09/1941 ،ص1
جدول (4) عدد المواليد السنوي
السنة
عدد المواليد
السنة
عدد المواليد
1927
1928
1929
1930
1931
1932
1933
0.949
0.863
1.038
0.969
1.001
0.991
1.168
1934
1935
1936
1937
1938
1939
1940
1.418
1.438
1.479
1.256
1.203
1.348
1.142
المرجع السابق .
من الحياة الاجتماعية
ونستطيع أن نلمس بعض العلاقات من الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة من خلال استجواب بعض المسنين ذلك أن تاريخ الأسرة وان كان يرمي بأبعاده إلى ما قبل دخول الإسلام إلى المنطقة بكثير من الخصائص فإنها أخذت طابعها بعد استقرار وثبوت نظام القيم التي سادت فقد اتسمت علاقات الأسرة بالنظام الأبوي أي أن الأب هو الحاكم المصغر الذي كان يتناسب مع النظام الاجتماعي السياسي العام الذي كان يرتكز على علاقات الاستبداد حيث كان الأب يمثل صورة مشابهة عن الحاكم الاستبدادي ، فقد كان الآباء يمهدون عن طريق التربية والتنشئة خضوع الأبناء عن طريق العقاب الجسدي والتوجيه الخلقي الذي كان يتماشى مع تطور المجتمع ، أما عن المرأة فإنها قد دفعت إلى المرتبة الإنسانية الثانية عن طريق العلاقة التي كانت تقوم دوما على أساس التبعية الشبه المطلقة التي كانت تربط البنت بابيها أو أخيها أو زوجها أو أبنائها ،ولا نسرف أو نبالغ في القول إن قلنا أن المرأة كانت هي المنتج الاقتصادي الوحيد في حياة البدو الرحل أما تأخرها فقد نتج عن ضعفها إلى جانب ارتباط "الجنس" بالمرأة فنجد أن الضعف حولها إلى خادم في البيت وخارجه وجعلها منها الجنس أداة للاستمتاع.
الحمام المغربي (المور)...
الاغتراب السياسي
وعلى وجه العموم فان الاغتراب السياسي الذي عاشه سكان المنطقة نتيجة لغياب السلطة السياسية بسبب تسلط القوى الأجنبية عليهم (أتراك ثم فرنسيين واروبيين) .إلى جانب استمرار الاستبداد والتسلط والظلم الاجتماعي , جعل جل الناس يلجأ ون إلي نزعة دفاعية يحتمي بها الأفراد في الدفاع عن أنفسهم وذلك بالاحتماء بالأسرة التي كانت و ما تزال حجر الزاوية في تركيبة النظام الاجتماعي الجزائري بصفة عامة مثله في ذلك مثل كل المجتمعات العربية التي كانت ترزح تحت الاستعمار أو الهيمنة الأجنبية هذا إلى جانب لجوء الريف أي القبائل المقيمة حول المسيلة إلى إبراز خشبتي نجاة من أي اعتداء وهي القبيلة والدوار وروابط الدم والنسب والعائلات الكبيرة والتحالف مع القبائل الأخرى الموالية .
و لم تستطع فرنسا إبادة السكان المحليين , ولو استطاعت لما ترددت في هذا الأمر مثلما فعل غيرهم بالهنود الحمر بأمريكا .ربما الذي منعها هو الانتفاضات الشعبية التي حالت دون تحقيق أهدافها في الجزائر . وعندما لم يتحقق لها ذلك أطلقت علي الناس أوصافا غير لائقة من خلال "نظام الحالة المدنية" وتسجيل أسماء الجزائريين وألقابهم وتغييره من الاسم العربي الثلاثي إلي اللقب والاسم كما هو معمول به حتي الآن . ومما زاد الطين بلة أن اليهود كانوا يرافقون الفرنسيين في هذه العملية وكانوا يحملون معهم قواميس للحشرات والنباتات وعيرها من الأسماء وعندما لا يستجيب لهم أي أحد يختارون له الاسم الذي يليق في نظرهم بحالته وموقفه منهم .هذه العملية كان المقصود منها اهانة الكرامة البشرية .لذلك كله, أطلق الجزائريون أنفسهم علي هذه العملية تسمية" النقمة" وهي العبارة التي يفهم منها العقاب المبالغ فيه مصحوبا بالكراهية ...و"النكوة " هي الأخرى قد يفهم منها في العربية " النكاية" في الجزائريين المنتفضين من حين لآخر .لأنه ابتداء من دخول فرنسا إلي الجزائر حتي اندلاع الثورة المباركة كانت الانتفاضات الشعبية هنا وهناك بمعدل انتفاضة كل تسع سنوات (أنظر كتاب ياسمينة زمولي :الألقاب العائلية الجزائرية).
4- الحياة الاقتصادية :
أضاف الفتح الإسلامي الأول إلى النظام الاقتصادي التقليدي ؛زراعة الحبوب في الشتاء ،قطعان الماشية فلاحة الأشجار قصب السكر والأرز والبقول والحناء وتقنيات تحسين نظام الري . ويبدو أن المؤرخين قد وضعوا أمام القراء حكما قياسيا على مجيء الهلاليين إلى شمال إفريقيا الذي يظهر وكأنه أعطى السكان الرحل نوعا من الأولوية على الزراعة المتسمة بالاستقرار (روني ديمون) لقد توارث الجزائريون في مختلف مناطق الوطن حياة إنتاجية تعتمد أساسا على الزراعة وكانت البداوة وما يتصل بها من إنتاج رعوي من مورثات الماضي العربي والسعي وراء الماء بالحل والترحال والكلأ باعتبارها من لوازم الأقطار العربية التي تحتل البوادي والصحاري جزءا كبيرا منها.
أما فيما يخص منطقة المسيلة فنجد أن الرحالة المغربي الشريف الإدريسي في مؤلفه نزهة المشتاق ...يصف المسيلة وضواحيها أثناء العهد الحمادي ،وما كانت عليه الدولة الحمادية "وفيها كانت ذخائرهم مدخرة وجميع أموالهم مختزنة ...لا يدخلها الفساد ولا يعتريها تغيير ، وبها من الفواكه المأكولة والنعم المنتجة ما يلحقه الإنسان بالثمن اليسير" ثم يتطرد فيقول : "لحومها كثيرة ..تصلح فيها السوائم و الدواب لأنها بلاد زرع وخصب وفلاحتهم إذا كثرت أغنت وإذا قلت كفت فأهلها ابد الدهر شباع وأحوالهم صالحة " (عبد الرحمان الجيلالي ج2 ص220)... ويصف موقع المسيلة فيقول:" عامرة في بسيط من الأرض ولها مزارع ممتدة أكثر مما يحتاج إليها "،إلى أن يصل إلى تحديد أنواع المنتجات و القبائل التي تسكن المنطقة فيقول :" لها سوائم خيل وغنم وأبقار وجنات وعيون وفواكه وبقول ولحوم ومزارع وقطن وقمح وشعير ويسكنها من البربر بني برزل وزنداج وهوارة وصدراتة ومزاتة وهذه المدينة أيضا عامرة بالناس والتجار وهي تقع على نهر به ماء كثير مستنبط وجه الأرض... ليس بالعميق وهو عذب فيه سمك صغير ...فيه طرق حمراء حسنة ولم ير في بلاد الأرض المعمورة سمك على صفته وأهل المسيلة يفتخرون به ,ويكون مقدار هذا السمك من شبر إلى ما دونه ...وربما اصطيد منه الكثير فاحتمل إلى القلعة،...وتخرج من المسيلة إلى مقرة مرحلة, وهي مدينة صغيرة وبها مزارع وحبوب وأهلها يزرعون الكتان وهو عندهم كثير" (المرجع السابق, ص .223-224).
تردي أحوال الفلاحة
وبمضي الوقت وتتردي معه أحوال الفلاحة فأصبحت تتم بطريقة تقليدية, حيث كان الفلاحون يستعملون وسائل أقل ما يقال عنها أنه وسائل جد بدائية إلى أن تخلفت الزراعة بالمسيلة , فأصبح الفلاح يمارس زراعة معاشية متنوعة كالحبوب والخضر والفواكه وكان يعتمد كلية على وسائل متخلفة في استخراج المياه واستخدام الأسمدة الحيوانية .وبالإضافة إلى هذه الأشغال الزراعية قام الفلاحون بالمسيلة بتربية الحيوان كما سبق وان ذكرنا في موضع آخر خاصة في الأراضي التي تتعذر زراعتها بسبب طبيعة الأرض الرعوية وفترات الجفاف التي كانت تدوم أحيانا وقتا طويلا ...
ونجد كذلك أن المسيلة كباقي معظم مناطق الوطن صار جزءا كبيرا من الماشية فيها يتركز في يد فئة قليلة من الملاك . وهذا بطبيعة الحال قد طرح عدة مشاكل من بينها مشكلة الرعاة في مواجهة طبقة الملاك الذين لا يقومون بالرعي وإنما يستأجرون الرعاة ليتكفلوا بمهمة الرعي . جرت العادة أن يدفع صاحب القطيع للراعي مقابل العمل الذي يقوم به عن كل 10 أغنام ربقة وهي مصطلح محلي يعادل "قلبتين" شعير وجزة صوف تدفع له مباشرة في الشروع في العمل بالإضافة إلى خروف واحد يسلم له عادة في فصل الربيع الثاني لان العمل غالبا يبدأ في فصل الربيع وينتهي في فصل الربيع الذي يليه والقطيع في اغلبه يتكون من 16 ربقة يأخذ الراعي على الأقل خروفين اثنين موازيز (إنجاب متأخر) والباقي من الإنجاب المبكر ،وهذا يطلق عليه في املكن عديدة نظام القطيع الواحد (أي أن المالك شخص أو عائلة واحدة).
أما نظام الخلط أو ما يسمى محليا (نظام الخلطة) وفيه يكون القطيع ملكا لعدة عائلات وهو يقوم على أساس العدد ولو كان قليلا فمثلا مقابل 2 شياه يأخذ الراعي مقابل عمله ربقة كاملة غير منقوصة ،وحاليا الربقة صارت تتألف من 5 شياه بدل 10 شياه يأخذ الراعي كمقابل عمله 4 قلبات شعير وجزة صوف وخروف واحد ومن المؤكد أن العمال الذين بقومون بتربية المواشي لا يأخذون شيئا زائدا على ما ذكرناه كالنقود وبعض المصاريف الأخرى كالهدايا وغيرها بل يقدم لهم الملاك سلفة في صفة مبلغ من النقود أو الحبوب كمساعدة ثم يخصمونها منهم من الشيء الذي يدفعون لهم عن تسليم (الربقات).
وعندما يصاب القطيع بعاهة وتهلك بعض المواشي بسبب البرد أو الجوع أو المرض مثلا ،فان المالك يطالب الراعي بمحاسبته بجلود المواشي وآذانها وعندما تذبح حلالا يأخذ الراعي حقه فيها وهو ما خوله له العرف فيأخذ الراعي رأس الغنم وأرجلها وأحشائها ويقدم اللحم غير منقوص إلى مالك القطيع ولو كان ذلك قديدا.
أما رعي البقر فالقائم بذلك يعمل مقابل اجر يدفع له نقدا ويقوم الراعي بعمله نهارا ثم يسلم القطيع لصاحبه ليلا ،أما رعي الإبل فانه مقابل كل 10 نوق يحصل الراعي على نعجة كل سنة في فصل الربيع و 4 قلبات شعير و"حلاق وبر " ويأخذ نصف الحليب إذا كانت مرابض الإبل قريبة من مسكن صاحبها.
أما الصنف الآخر من الرعاة فهم الأولاد الذين يقومون بمهنة الرعي وهذه الفئة كانت كثيرة وكما سبق و إن اشرنا فان الرعاة يصعدون بمواشيهم إلى التل في فصل الصيف وذلك خوفا من الناموس والحرارة هنا بالمنطقة حتى في السنوات الصابة ووفرة الكلاء والماء.
وتجدر الإشارة هنا إلى ظاهرة الخماسة التي كانت تسود بالمنطقة فقد كان الخماس الذي يقوم بفلاحة الأرض يحرث ويسقي ويدرس ليأخذ خمس المحصول الزراعي إلا انه لا يخسر شيئا إلا قوة عمله ،فسألت بعض شيوخ المنطقة الذين لهم دراية بهذا الشأن :من الذي كانت حالته أحسن من الأخر الراعي أم الخماس ؟ فقيل لي على الفور الراعي بطبيعة الحال( قام بذلك الشيخ مبارك المرواني غضبان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته )...
جدول رقم (5) الإنتاج الحيواني
الفصيلة
عدد الرؤوس + كمية المشتقات
الانتاج الحيواني
-أحصنة
-حمير
-بقر
-غنم ضأن
-معز
-جمل
-منتجات اخرى
00.550
00.400
04.000
70.000
20.000
03.000
02.500
مشتقاته
-حليب
-لحم
-طيور
-صوف
-شعر المعز ووبر الإبل
10.000 لتر (إنتاج تجاري)
30.000 كلغ
15.000 رأس
70.000 كلغ
10.000 كلغ (إنتاج تجاري)
المرجع :تقرير المتصرف الإداري سنة 05/09/1941 ،ص2.
ولما كان سكان المسيلة من أصل ريفي فأنهم قد جمعوا بين خدمة الزراعة والبستنة ورعي الحيوانات ،والميزة الحسنة التي كانوا يتحلون بها وكانت تتحكم فيهم هي روح التعاون والتويزة بسبب استخدام المياه التي أصبحت نادرة ويمثل تعاونهم في بني السدود وحفر السواقي كانت هذه الأشغال من الأعمال الجماعية التي تجسد روح التعاون فقد كانت الجماعة هي التي تنظم استعمال أراضي العرش وتستغلها سواء في الزراعة أو الرعي ولمعرفة مصادر معيشة السكان انظر الجدولين (5) و(6) .
جدول رقم (6) الإنتاج الزراعي
الناتج الزراعي
الكمية (المعدل السنوي بالقنطار
ملاحظة
الحبوب
-القمح الصلب
-القمح اللين
-الشعير
-الذرة
-005.250
-000.140
-150.000
-000.010
كان معظمها تستهلك محليا وفي سنة 1941 أصبحت الدواوير الواقعة جنوب المسيلة اكثر احتياجا
منتجات زراعية اخرى
-التين الأخضر
-زيتون
-تمر
-خضر جافة
-بطاطس
-فواكه
-000.050
-000.030
-000.006
-000.110
-000.020
-000.200
المرجع السابق.
إلا أن مصدر النقود التي كانت تدخل المسيلة فتاتي عن طريق التجارة بجزء من المنتجات الحيوانية والزراعية التي توضحها الجداول السابقة إلى جانب دخل القليل من السكان الذين اضطرتهم ظروف العيش إلى الهجرة إلى فرنسا لبيع قوة عملهم هناك . ومن الملاحظ انه كان لا توجد بالمسيلة أية مناجم للمواد الأولية التي تحتاجها الصناعة الحديثة إلا انه كانت توجد بعض الحرف اليدوية القديمة جدا والتي كانت تحمل بصمات واضحة للثقافة العربية الإسلامية.
القابضة البلدية
- المسيلة( المدينة) :
تقع مدينة المسيلة على بعد 61 كلم جنوب برج بوعريريج ،كان يسكنها حوالي 7000 نسمة ،من بينهم 225 فرنسيا وأوروبيا و 460 يهوديا جزائريا وأكثر من 6000 ساكن أصلي كانت توجد بالمسيلة عدة بساتين أشجار لفواكه متنوعة ؛خاصة البرقوق المشماش وكانت المسيلة تصدر جزءا كبيرا منه إلى مدينة سطيف وفرنسا (إحصائيات ما بعد الحرب العالمية الأولى).
ماذا فعل اليهود عندما سقطت فرنسا في أيدي الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية؟
عندما تشكلت حكومة فيشي الفرنسية الموالية إلي ألمانيا وخوفا من وصول النازيين إلي المدن الجزائرية, خاصة بعد سماعهم بالحرب الدائرة في شمال إفريقيا أبرزها حرب العلمين بين رومل ومونت جمري ,قام اليهود بشراء ألبسة عربية وارتدائها ,وشراء خيم عربية وقطعان من الغنم والماعز و بعض الإبل وسكنوا البادية مع البدو الرحل وذلك تحسبا لأي طارئ عند قدوم الهتلريين حتي لايمكنهم التمييز بينهم وبين البدو .وبالفعل اختلطوا بسكان البادية وتعاملوا معهم كأي دخيل مسالم يتعين عليهم حسن معاملته .وداموا علي هذه الحال حتي حطت الحرب العالمية الثانية أوزاها ليعودوا إلي المدن من جديد.
جامع اليهود والنزل وساحة الشهداء الحالية في اتجاه طريق بوسعادة
المستوطنون : ابتداء من سنة 1920 شرع بعض الأوروبيين الفرنسيين يستوطنون بالمدينة ،وبمزارع كبيرة نوعا ما حول أطراف المدينة وكانت تلك المزارع تعتمد في ريها على واد القصاب خاصة بعد مشاريع الري التي أقيمت عليه واستطاع الوادي أن يوفر المياه المنتظمة لأكثر من 14000 هكتار رغم الجفاف الذي كان يسود المسيلة من حين لآخر ونشير هنا إلى أن السد يقع على بعد 15 كلم شمال المدينة وانتهت أشغال بنائه حوالي سنة 1938 حسب تقرير المتصرف الإداري بالمدينة آنذاك ،ضمن بعد ذلك التاريخ ري بعض السهول المحيطة بالمسيلة وخاصة التي كانت لا تصلها المياه.
امتازت مدينة المسيلة بمساجدها وبساتينها ...وأثار الرومانيين بتار مونت Ad Aras.... وبشيلقة البيزنطية Zebi وبأشجارها المثمرة ومنها الزيتون والبرقوق ،وسد وادي القصاب (منبعا) وشط الحضنة (مصبا) الذي تقع المدينة بينهما ،وسهولها المنبسطة التي تنتج حنطتها الجيدة ولحومها الطيبة كما قال العلامة ابن خلدون .
مدرسة الذكور
الخاتمة
و في بداية القرن العشرين , بلغت السيطرة الاستعمارية في الجزائر أوجها رغم المقاومة الشعبية المشتتة التي شملت كامل أنحاء الوطن , وعندما هدأت الأوضاع لفرنسا بعد دوي المعارك في الأرياف ترك المجال أمام أسلوب جديد من المقاومة التي انطلقت من المدن لتعم فيما بعد الأرياف وتتكل كل المجهودات باندلاع ثورة التحرير المباركة في الفاتح من نوفمبر1954 .
وأخيرا فاني أتمنى أن تتاح لي فرصة الحديث عن المدينة أثناء ثلاث فترات زمنية جد هامة وهي :
أولا : المسيلة أثناء الثورة الجزائرية 54-1962 م
ثانيا : المسيلة بعد الاستقلال
ثالثا : المسيلة منذ التنظيم الإداري الجديد ،التقسيم الولائي لسنة 1974 م.
بعض المراجع :
-كتب
-وثائق رسمية
-مجلات
أولا - الكتب :
1-عبد الرحمان بن خلدون ،كتاب العبر، طبع بولاق (7 أجزاء) سنة 1867.
وتاريخ البربر (جزأين) تحقيق De Slane الجزائر سنة 1847.
2-الشريف الإدريسي ،صفة المغرب وأراضي السودان ومصر والأندلس ، تحقيق dozy و degoeje ،طبع ليدن سنة 1866.
3-عز الدين بن الأثير,الكامل في التاريخ,نشر في تورنبرج (4 أجزاء) ليدن 1891 .
4-ابن دينار القيرواني ،المؤسس في أخبار افريقية وتونس ، طبع بتونس ،سنة 1286 هـ.
5- توفيق المدني ، تاريخ الجزائر, ط (2) دار المعارف سنة 1963.
6- توفيق المدني ،هذه هي الجزائر (القاهرة, 1953)
7-عبد الرحمن الجيلالي ،تاريخ الجزائر ،الجزء الثاني(الجزائر :المطبعة العربية،1955).
8- رابح نونار ،المغرب العربي تاريخه وثقافته (الجزائر:ش.و.ن.ت سنة ,1981).
روني ديمون : طبقة الفلاحين الأفارقة تعاني من متاعب في جنوب الصحراء وشمالها (باريس :المعهد الوطني الفلاحي , ؟).
9- مذكرات كارل ماركس : نشرت في جريدة المجاهد الأسبوعية عدد 3 (جويلية 1966).
10- عثمان الكعاك ،موجز تاريخ الجزائر العام (بتونس :مطلعة العرب, سنة 1925 ).
شارل أندري جوليان :تاريخ افريقيا الشمالية :من الفتح الإسلامي إلى سنة 1830 ،الجزء الثاني (تونس :الدار التونسية للنشر ،مطبعة شركة فنون الرسم والنشر والصحافة ، 1983).
11- تاريخ المغرب(1981) :
أ-الجزء الأول:العصور القديمة التاريخية والحضارية والسياسية ، د،رشيد الناضوري،
ب-الجزء الثاني : العصر الإسلامي –د،السيد عبد العزيز سالمم ،
جـ الجزء الثالث :العصور الحديثة وهجوم الاستعمار د،جلال يحيى ،
د-الجزء الرابع :الفترة المعاصرة حركات التحرر والاستقلال (بيروت :دار النهضة العربية،).
12- مجلة الثقافة :السنة الخامسة،العدد 28 /أوت-سبتمبر 1975 م/العدد 18 سنة 1973م
مجلة الجيش : ديسمبر 1975.-13
14- Burney, C.B.M. , The Strong age of Northern Africa, London,1960.
15- Rinn, L., Histoire de L'insurrection de 1871 en Algerie ,Alger,1891.
16- Cat ,Petite Histoire de L'Algerie ,2 volummes ,Alger,1889.
17- Louis Bertrand ,le Jardin de la mort, Paris ,1904.
18- Savornin, J.,Etude Beologique de la région de hodna et du Plateau Sétifien ,Alger, 1920
19- Pult, Notice Historique de la commune Mixte de M'sila ,1895." Manuscrite de la commune Mixte ,M'sila".
20- De Galland ,Exucusion à Bousaàda et M'sila ,Paris, 1899.
21- Gautier, E.F., Structeure de l'algerie,Paris,1920.
22- Gautier, E.F.,L'islamisation de L'Afrique du Nord,les Siècles obscure du Maghreb,Paris,1927.
23- De Beylie "Général", la kalaà de Beni Hammad, une Capitale Berbere du 11- Siècle, Paris,1908.
ثانيا - وثائق رسمية :
1- Robert,M.,Boudouin,Administrateur Adjoint de la commune mixte de M'sila ,Manographie (M'sila : le 10 mai 1938).
2- Etude sur L'habitat Rural dans la commune Mixte de M'sila (faite eu 1938).
3- L'administrateur, Rapport à le préfet (affaires musulmanes),Constantine; N°3531 eu Réponse à circulaire N°2452 du 22 février (?)
4- L'administrateur ,Rapport, ci –Jaint : une notice de reuseignements généreux concernant la commune mixte de M'slla ./.(M'sila ,le 05 septembre 1941).
ثالثا - المجلات :
راجع بعض المقالات عن الحماديين والمسيلة والقلعة في :
-مجلة الثقافة : وزارة الإعلام والثقافة
-مجلة الأصالة : وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية.
المسيلة في 28/06/1987.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) من خرجي المملكة عبد المؤمن سلطان الموحدين /والمهندس الايطالي ليوناردو دافنشي تأثرت أوربا بمعمارها وظهر ذلك في قصور بالرمو في صقلية[1]
(2 ) هو أبو علي الحسن بن رشيق المتوفى سنة 463 هـ قضى الشطر الاول من حياته ملازما بلاط المعز بن باديس (406-453 هـ) الحافل بالشعراء والأدباء والعلماء يقول عنه صاحب الأنباء ان "ابوه رشيق مملوك رومي لرجل ازدى من أهل المحمدية "المسيلة " وقد مدح واديها بشعره فقال :
تحكى غواربه غوارب بزل : : جاءت بغير قوادم وهوادى
وقد روى الشاعر عن نفسه انه اجتمع بأحد شعراء الأندلس بالمحمدية سنة 401 هـ حيث أنها كانت أثناء هذه الفترة وقبلها بيئة ثقافية مقصودة فقد نزلها قبل ولادته بنحو 40 عاما الشاعر العبقري ابن هانئ ونشر بها أدبه وتأثر ابن الرشيق بالآراء النقدية لعبد الكريم الهشلي وكان سياسي مثله وظهر ميله تجاه الأدب باكرا وقرض الشعر بالمسيلة وكانت نفسه تواقة للمعرفة وصحبة العلماء.
وله من الغزل العفيف :
وقائلة ماذا الشحوب وذا الضنى :: فقلت لها قول المشوق المتيم
هواك أتاني وهو ضيف اعزه :: فأطعمته لحمي واسقينه دمي
ويقول راثيا القيروان أثر هجمات بني سليم :
أحست وقد لعب الزمان بأهلها :: وتقطعت بهم عرى الاقران
وبكل لبكر كالمهاة عزيزة :: تسبي العقول بطرفها الفتان