مداخل ابليس للنفس

[قدوري رشيدة]

يسلم أحدا من بنى أدم عليه السلام من همزات الشيطان وأتباعه سواء من الجن أو من الإنس .. فقد كُتب عليه أن يغوى بنى أدم كلهم عن الطريق الحق .... إلا عباد الله الصالحين .. فالعداوة بين إبليس وأدم وبنيه بدأت منذ بداية الخلق ولن تنتهى إلا مع نهاية الخلق

وقد قال الله تعالى فى كتابه عن الحوار بينه وبين إبليس اللعين

سورة ص
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)ا

ومن صحيح البخارى : عن أبى هريرة رضى الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان ، غير مريم وابنها)) - ثم يقول أبو هريرة : (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم


وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.


ولإبليس اللعين ستة طرق للدخول إلى قلبك الذي يجب أن يكون معلق بالله فقط ، فيجب عليك معرفتها لكي تأخذ الحذر وتحكم على نفسك أين وصل إبليس من تمكنه منك وإذا وجدت نفسك في مراتب عالية فإنك بذلك عدو إبليس اللدود .. أعانك الله


الطريقة الأولى

يقول لك أكفر فلو فعلتها ارتاح باله ولم يحمل لك هم.

مثل:
‏صحيح البخارى : عن أبى هريرة ‏رضي الله عنه قال : قال رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم :
ا(يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا ، من خلق كذا ، حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته)ا


الطريقة الثانية
فإذا سلمت من الأولى فإنه يزين لك بدعة من عمل أو قول فتظن أنك على حق وتنسى أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا يقبل منه صرف ولا عدل ، قالوا : وما الحدث يا رسول الله ؟ قال : بدعة بغير سنة ، مثلة بغير حد ، نهبة بغير حق / رواه أبو داود


الطريقة الثالثة

فإذا سلمت من الأولى و الثانية انتقل إلى الثالثة وهي عمل كبيرة من الكبائر حتى يجعلك تذنب ولكن مع التوبة والإستغفار يغفر لك الله كما قال أهل العلم لا صغيرة من الإصرار ولا كبيرة مع الإستغفار.

مثل: عقوق الوالدين – ترك فرض كالصلاة كصلاة الفجر وصلاة الجمعة – شرب الخمر – الزنا – قتل النفس .... إلخ


الطريقة الرابعة

فإذا سلمت من الطرق السابقة جاء لك بصغيرة تكون معك كل الوقت ومعظمه حتى تنقص من حسناتك وعلو درجاتك في الجنة مع الصديقين و الشهداء، وإن شاء الله بالتوبة تُغفر تلك الصغائر.

مثل : الغيبة – النميمة – عدم الانتباه والخشوع فى الصلاة - إذاء الغير ولو بكلمة سيئة – عدم صلة الرحم – الإساءة للسائلين والمحتاجين – التكبر على الفقراء - ..... إلخ

صحيح البخارى : عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.

صحيح البخارى - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس.

الطريقة الخامسة
]
فإذا تبت من كل ذلك فأنت تعتبر الآن في المراتب العالية عند إبليس، فيأتي لك بطريقة خامسة و هي أن يشغلك بالأقل أجراً من الأعلى، فيجعل همك مثلاً على إماطة الأذى وبالرغم من أنها من الإيمان إلا أنها ليست الأعلى أجراً وهكذا.


الطريقة السادسة و الأخيرة-
فإذا سلمت من كل ذلك استخدم أصعب و أقوى أساليبه التي لم يسلم منها الأنبياء عليهم الصلاة السلام، وهي تسليط الأهل والأقربون ومن حولك من الناس لشتمك وإهانتك وإيذائك.



فهل عرفـت مرتبتـك عند ابليـس اللعيـن ؟؟


وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))
(فصلت:36)


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (6)ا
(سورة الناس)


‏عن ‏‏عبد الله بن مسعود ‏قال ‏: قال رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم :

إن للشيطان ‏لمة بابن ‏آدم (لمة الشيطان: وسوسة) ،‏ ‏وللملك ‏لمة (لمة الملك: إلهام) ، ‏فأما لمة ‏‏الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، وأما ‏لمة ‏الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك (أى لمة الملك) فليعلم أنه من الله فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى (اى لمة الشيطان) فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ثم قرأ ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء)) / رواه الترمذى


*

بسم الله الرحمن الرحيم


سورة البقرة

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)ا

* * *
سورة الأعراف

وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ (202)ا

ا((وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ)) يمدونهم أى يزيدونهم ويشجعونهم ، والغي هو الجهل وطريق الخطا والضلال.
و قيل: المعنى أن هو لا الإنس من قرناء الشياطين وإخوانهم يقصرون عما يعملون من السيئات، ولا الشياطين تمسك عنهم بل تزين لهم أعمالهم وتزيدهم فى طغيانهم.

فاتقوا صحبة السوء وأصدقاء السوء وكل من يدعو إلى قول أو فعل سوء فإنهم شياطين الإنس أو شياطين أنفسنا فاستعذ بالله منهم.

* * *
سورة الحجر

قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)ا

* * *
سورة الإسراء

وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65)ا

* * *
الزخرف

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)ا

* * *
سورة الفرقان

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29)ا

* * *
سورة النساء

إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)ا

* * *
سورة الأنفال

وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)ا

* * *
سورة إبراهيم

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)


نعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه

نعوذ بالله السميع العليم من شياطين الإنس والجن

نعوذ بالله السميع العليم من شرور أنفسنا وهوى أنفسنا

نعوذ بكلمات الله التامات من همزات الشياطين ومن أن يحضرون

نعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة

اللهم أعنا على أنفسنا وعلى شرور أنفسنا

اللهم إنا نعوذ بك من الشيطان وأتباعه

اللهم يا خير حافظ احفظنا من إبليس وأعوانه

اللهم يا سميع الدعاء آيس الشيطان منا كما آيسته من رحمتك

اللهم آمين
منقول

[أبو مسلم]

السلام علكيم بارك الله في أختنا رشيدة وجزاك الله خيرا ولله إن حبائل الشيطان كثيرة ولا ينتهي من إلقا ئها في طريق أبناء أدم حتى في أ خر لحظة من حياته نسأ ل الله العفو والعافية وأن يوفقنا إلى التوبة الصادقة النصوحة لنغيض بها الشيطان ونعوبالله منه .

[قدوري رشيدة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم

السلام علكيم بارك الله في أختنا رشيدة وجزاك الله خيرا ولله إن حبائل الشيطان كثيرة ولا ينتهي من إلقا ئها في طريق أبناء أدم حتى في أ خر لحظة من حياته نسأ ل الله العفو والعافية وأن يوفقنا إلى التوبة الصادقة النصوحة لنغيض بها الشيطان ونعوبالله منه .

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته... اللهم آمين

سعدت بمرورك شيخنا الفاضل

وجزاكم الله كل الخير وأصلح بمثلكم العباد والبلاد

احتراماتي

[zembla]

شكرا و جزاك الله خيرا

[قدوري رشيدة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zembla

شكرا و جزاك الله خيرا

لا شكر على واجب

آمين