صور لبر الوالدين
1- كان طالبا عند الشيخ ابن باز غفر الله له, والآن عند الشيخ الراجحي حفظه الله, وإنما
أذكر هذا ليظهر فضل العلم, اتفق مع إخوته أن تكون بيوتهم قريبة من بعض( لأجل والدتهم )
وعندما كبرت العائلات واحتاجوا لمنازل أكبر جمعوا أموالهم وأوقاتهم لبناء فلل
بجانب بعض في حي آخر, ولمّا تمّت وسكنوها, ومرّت فترة يسيرة, ظهر من الوالدة
عدم ارتياح, وأحبت الرجوع للمنزل القديم, فلم يتلكأ أحد في تلبية رغبتها, برغم أنها
ضيقة, وقديمة, مع ما صرف في الفلل الجديد.. كلهم يقول: لأجل أمـــــي.
- 2- -تقول إحدى الفاضلات: لم نكن نعرف والدي في وجبة الإفطار, لم يكن يفطر معنا,
بل كان يوصلنا للمدارس, ويذهب للفطور مع والدته, وذلك كل يوم
- 3- رجل عندما يجلس مع والدته تحدثه بأمور نسائية فهي كبيرة في السن لا تفقه
غيرها, فلانه ولدت, وفلانه خطبت...
ومع ذلك يظهر التفاعل معها, وكأنه يعرف شيء, ولا يمل من قصصها التي تكررها
عن زمانهم, بل هو نفسه يسألها عنها لعلمه أنها تحبها ( وكذا كل كبيرة ), ولذلك
كان قريبا من نفسها جدا..
ولا ينسى أن يفسر لها آية, أو يشرح لها حديثا, بطريقة مبسطة جد
- 4-والد أحدهم مريض مذ أربع سنوات, يغمى عليه ويُفيق, و قبل فترة مات دماغيا,
والآن يعيش على الأجهزة, ولا يعلم من يدخل من يخرج, ومع هذا لم يستطع ابنه
الوحيد ( بين بنات ) أن يتركه, فهو مرافق له في المشفى, مع تكرار الطبيب عليه
أنه لا يحتاج مرافقا البتة..
ولكن قلب الابن البار لا يصبر..
يخرج لقضاء حوائج أمه وأخواته, ثــم يعود مباشرة..
و يتغيب عن الكلية - وهو في رابع صيدلة - ليجلس عند والده..
يقول:
لا أشعر بالراحة إلا هنـــا, أقرأ عليه القرآن, انظر إليه, انتبه للممرضات ربما
يقسو عليه أحد..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ[11'>
إخواتي وحبياتي في الله ، لا أخفيكم أني من يوم ما علمت بهذا
الحديث الشريف ، ما أقبلت على شيء فيه أذية الآخر ولو كان من أحقر ما لا
ينصرف إليه البصر ، إلا وسئلت نفسي ، هل هذا سوف يسبب سب ولعن لوالدي
، أو يكون دعاء لهما بالخير والبركة ، فإن كان في الشر امتنعت وإن كان في الخير
بادرت ، فاستنتجت من هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم
لما سئل عن أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال ، الصلاة على وقتها ،
قلت ثم أي؟ قال ثم بر الوالدين ، قلت ثم أي؟ قال : الجهاد في سبيل الله . قال :
حدثني بهن ، ولو استزدته لزاد ني . [12'>
-5-أيضا اعرف أخت عندها والدها يحب أن يخبز الخبز في البيت وكانت والدتها
تخبز إرضاء له رغم توفر الخبز وبشتى أنواعه وبأرخص الأثمان . ولكن كبرت الأم
ولم تعد تقدر على الخبز فكانت اختنا تأتي لزيارة والديهما وتبدأ بالخبز وكلها فرح
وسعادة لإسعادها والديها !!
-6-موقف آخر تحكيه لنا وهي تتألم غاية التألم، لأنها تحكي عن ولدها وفلذة كبدها
الذي توفي وهو في ريعان شبابه ، بعد إصابته بالداء العضال تقول:
لم يعلمني بما أصابه ، وكان حريصا على إخفاء الأمر عني، لعلمه بما سيسببه لي
هذا الخبر من ألم ، حتى أنه أوصى الأهل بأن يظل الأمر طي الكتمان
وتقول:لا يخرج من البيت قبل أن يقبل يدي ويقول: رضاك يا أمي
في كل يوم يسألني : تريد شيئا يا أمي؟ ارضي عني
-7-ابن من شدة بره بوالده لم يرفع عينيه في والده يوما حتى
أحس الأب بدنو الأجل ، فطلب أن يحضر ابنه( فلانا) وينظر في عيني والده ، لأنه
لا يعلم إلى تلك اللحظة -ما هو لون عينيه!
ونعرض هنا سؤالاً طرح على شيخنا بن عثيمين رحمه الله وجواب الشيخ عليه :
السؤال..؟
بارك الله فيكم السائل م. د. أ. سوداني يذكر في هذه الرسالة يقول نعلم أن ديننا الحنيف أمرنا بطاعة الوالدين في كل أمر يرضى الله عز وجل والسؤال هو هناك
بعض من الآباء وأقصد الأب نجده قاسيا في معاملته لأبنائه معاملة نحس من خلالها بالخوف والفزع ومنهم من يضرب ويسب ويلعن وإذا تعدى الابن هذه المرحلة وكبر تغير الحال لأسوأ منها وجاءت المرحلة الثانية إذا ما تزوجتْ بنت فلان فإني غير راضٍ عليك وإذا ما أعطيتني كذا فإن غير راضٍ عليك وأشياء عدة في هذا المجال وكل ذلك بحجة أنت ومالك لأبيك فهل من نصيحة وتوجيه لهؤلاء الآباء فضيلة الشيخ؟
الجواب:-
الشيخ: نعم نصيحتي للآباء والأمهات أن يتقوا الله عز وجل في تربية أولادهم من بنين وبنات وأن يعينوهم على برهم وذلك باللطف والتوجيه السليم وعدم العنف وليعلموا أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله (رفيق يحب الرفق في الأمر كله) وأنه تعالى يعطي على الرفق ما لا يعطيه على العنف وأُبِلِّغُهُمْ بأن العنف يؤدي إلى القطيعة والعقوق لأن النفوس مجبولة على كراهة من يسيء إليها وعلى محبة من يحسن إليها أما بالنسبة للأولاد فإني أنصحهم بأن يصبروا ويحتسبوا الأجر من الله عز وجل ويسألوا الله تعالى ألا يسلط عليهم آباءهم وأمهاتهم وليعلموا أن لكل أزمة فرجة وأن الله تعالى يجزي الصابرين أجرهم بغير حساب ثم إذا أمرهم آباءهم أو أمهاتهم بأمر فيه مشقة عليهم وليس فيه مصلحة للأبوين أو أمروهم بأمر--- فيه ضرر في دينهم أو دنياهم فإنه لا يجب عليهم طاعة الوالدين في ذلك لأن طاعة الوالدين إنما تجب فيما إذا كان الأمر ينفع الوالدين ولا يضر الأولاد وليفضلوا دائماً جانب الصبر والاحتساب وانتظار الفرج وليدعوا الله تعالى بذلك فإن الله تعالى يقول
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون } .
هنا الفتوى
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة إلى زوجة الابن
غاليتي كوني خير سكن لزوجك فأشد ما تكونين له إعظاماً أشد ما يكون لك إكراما وأشد
ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة ..... واعلمي يا اخبتي انك لاتقد رين
على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت
ليألفك ويطمئن بك لتنالي رضاه والأهم من ذلك رضا خالفك عنك .
فقد قال تعالى في محكم كتابه:
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } [23'>
وردت في القران الكريم والتي يجب أن تحفظيها عن ظهر قلب
ولتكن دائما في ذهنك.
فلن يطمئن زوجك ويهدئ و تسكن نفسه وأنت على خلاف دائم مع والدته تتناحران
وتتشاجران
أحسني معاملتك مع أمه وكوني طيبه الأخلاق معها , ومقدرة لها .
ولا تحسبي نفسك بطيب خلقك مع أم زوجك وطيب معاملتك بأنك متفضلة عليها بذلك ,
لا وألف لا , فهي صاحبة الفضل عليك , الم تحمل زوجك في بطنها تسعة أشهر؟ الم
ترضعه ؟ الم تقم بتربيته التربية الحسنه ؟ الم تسع للبحث له عن زوجه صالحه
واختارتك أنت غاليتي من بين كل البنات , فما جزاء الإحسان إلا الإحسان .
قصـــة(1)
برّت أم زوجها.. فكان لها بمثل
وقد سمعتها من صاحبتها.. تقول هذه الأخت:
عندما كنت وزوجي في محلٍ لبيع الذهب..انتقيت من بين الخواتم خاتماً معيناً.. فسألني زوجي
لمن هذا الخاتم؟! فقلت لوالدتك..!
تقول.. فماهو إلا أن انحنى على ركن الخواتم لينتقي آخر منها.. فبادرته بالسؤال..ولمن هذا الخاتم؟!!
فرد عليها زوجها:لأمكِ..
قصـــة (2)
برها بأم زوجها تسبب في إسلام إمرأة
فهذه امرأة تروي قصة إسلامها تقول أول مرة سمعت فيها كلمة الإسلام : كانت
أثناء متابعتي لبرنامج تليفزيوني فضحكت من المعلومات التي سمعتها ... بعد عام من
سماعي كلمة " الإسلام " استمعت لها مرة أخرى .. ولكن أين؟
في المستشفى الذي أعمل فيه حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة مريضة .. جلست الزوجة
تنظر أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي وكنت ألاحظ عليها علامات القلق ، وكانت
تمسح دموعها، فمن من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها ، فأخبرتني أنها أتت من بلد
آخر مع زوجها الذي آتى بأمه باحثا لها عن علاج لمرضها العضال ..
كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها بالشفاء والعافية ، فتعجبت لأمرها
كثيراً !!، تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ؟ تذكرت أمي وقلت في
نفسي : أين أمي؟ قبل أربعة أشهر أهديتها زجاجة عطر بمناسبة " يوم الأم " ولم أفكر منذ
ذلك اليوم بزيارتها! هذه هي أمي ، فكـيف لو كـانت لـي أم زوج ؟! لقد أدهشني أمر
هذين الزوجين .. ولا سيما أن حالة الأم صعبة وهي أقرب إلى الموت من الحـياة ..
أدهشتني أمر الزوجة.... ما شأنها وأم زوجها ؟! أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من أجلها ؟
لماذا؟ لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ؟ تخيلت نفسي لو أني بدل
هذه الأم ، يا للسعادة التي سأشعر بها ، يا لحظ هذه العجوز ! إني أغبطها كثيرا ... كان
الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها ، وكانت مكالمات هاتفية تصل إليه من الخارج يسأل
فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها .. دخلت يوما غرفة الانتظار فإذا بها جـالسة ،
فاستغللتها فرصــة لأسألها عما أريد .. حدثتني كثيرا عن حقوق الوالدين في الإسلام،
وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه ، وكيفية التعامل معهما ... بعد أيام
توفيت العجوز ، فبكى ابنها وزوجته بكاءا حارا وكأنهما طفلان صـغيران .. بقيت أفكر في
هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين في الإسلام ... ، وأرسلت إلى أحد المراكز
الإسلامية بطلب كتاب عن حقوق الوالدين .. ولما قرأته .. عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل
خلالها أني أم ولي أبناء يحبونني ويسألون عنــي ويحسنون إليّ ، حـتى آخر لحظة من
عمري .. ودون مقابل .. هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام
سوى حقوق الوالدين فيه، الحمد لله تزوجت من رجل مسلم ، وأنجبت منه أبناء ما برحت
أدعو لهم بالهداية والصلاح .. وأن يرزقني الله برهم ونفعهم ..
(أم عبد الملك – أمريكية – مسلمة نشرت قصتها مجلة " الدعوة " السعودية )