الحديث رقم 21 : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ تَجِدُ مِنْ شَرَّ النَاسِ يَوْمَ الْقِياَمَةِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَينِ الَّذِى يَأتىِ هَؤُلاءِ بِوَجْه ] ( ج 7 ص87 )
إن الرجل الذي يتظاهر بالمودة و الإخلاص لقوم ، و يقابلهم بوجهه يطفح بالبشر و الحب و يبم عن الصداقة و الصدق و يتظاهر بالجفاء و الكره لآخرين ، و يقف أمامهم موقف العداوة و البغض و هو كـاذب في كلا الموقفين ، مخادع في كلتا الحالتين ، لا يضمر للاولين في قلبه حبا و لا اخاء و لا يكن للاخرين في نفسه بغضا و لا عداء ، و لكن مقاصده الدنئة ، و غايته الخبيثة ، حملته على المكر و الخداع فقابل هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه ، فمن كانت هذه صفاته في الدنيا فهو من شر الناس عند الله يوم القيامة .
الحديث رقم 22 :
قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ تُنْكَحُ المَرأَةُ لاَرْبَعٍ لِماَلِهاَ و لحَسَبِهاَ و جماَلِهاَ و لِدِيِنهاَ فاَظْفَرْ بِذَاتِ الدَّين تَرِبَتْ يَدَاكَ ]. ( ج 6 ص 123 )
تختلف رغبات الناس في المرأة ، فمنهم من يرغب أن يتزوج المرأة الغنية ذات المال الكثير و منهم من يرغب أن تكون زوجة ذات حسب رفيع و مكانة عالية ، و منهم من يريد أن تكون جميلة و يحب آخرون أن تكون ذات دين ، هذه هي الصفات الأربع التي تنكح المرأة لأجلها ، و قد فضل النبي صلى الله عليه و سلم المرأة المتدينة على غيرها ، و رغب فيها بقوله : فاظفر بذات الدين تربت يداك أي افتقرت و العرب تقول مثل هذه الجمل ، و لا يقصدون بها الذم و القدح بل يريدون الإستحسان و المدح ، كقرلهم : قاتله الله ما أكرمه و اعلم أيها القارئ الكريم إن المرأة ذات المال و الحب و الجمال ، لا خير فيها إذا كانت مجــــــردة من ديـن و خـلق ، فإذا ظفرت بمرأة إجمع فيها الـدين و المـال ، و الحسب و الجمال فقد ظفرت بزهرة الحياة الدنيا ، واعنت على سعادة الحياة الاخرى .
الحديث رقم 23 :
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :[ قال الله تَعاَلىَ ثَلاَثَةً اناَ خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِياَمَةِ : رَجُلَ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ ، وَ رَجُلُ باَعَ حُرَّا فَأكَلَ ثَمَنَهُ ، وَ رَجُلَ استَأْجَرَ أَجيِراً فاسْتَوْفى مِنْهُ وَلَمْ يُعِْطهِ أَجْرَهُ ] ( ج 3 ص 50 )
ثلاثة أصناف من الناس يكون الله تعالى خصمهم يوم القيامة :
الأول رجل عاهد فغدر ، و كذلك كل ملك أو رئيس أعطى عهد الله و أمانه لفرد أو لأمة أن لا يمسها بسوء ، أو يدافع عنها فتقض عهد الله ، و غدر بها ، فاستباح حماها ، واستعبدها .
و الثاني رجل ظالم اخذ حراً فباعه و أكل ثمنه
و الثالث رجل استأجر أجيراً على عمل ، بأجر معين فقام الأجير بالعمل المتفق عليه و لم يعطيه المستأجر أجره فاحذر أن تكون واحد من هولاء الثلاثة ، لئلايكون الله خصمك يوم القيامة ، فتكون من الهالكين .
الحديث رقم 24 :
عَنْ عُمَرَ رَضِيَ لله عَنْهُ ، أَنَّه جاَءَ إِلَى اَلْحجِرِ الاَسْوَد فَقَبّلَهُ ، فَقاَلَ : [إِنَّى أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرُ لاَ تَضُرُّ وَ لاَ تَنْفَعُ و لَوْلاَ إِنَّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم يُقَبَّلُكَ ، مَا قَبَّلْتُكَ ] . ( ج 2 ص120 )
عُلِمَ من عَمَلِ عمر رضي الله عنه و قوله ، شدة حرصه على الإقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم ، سواء ظهرت له الحكمة من هذا العمل ، أو لم تظهر ، كما هو واضح في هذا الحديث ، و هكذا يجب أن يكون كل مسلم .
الحديث رقم 25 :
قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ الْحلاَلُ بَينُ و الْحَرَامُ بَيَّنُ و بَيْنَهُماَ أُمُورُ مُشْتَبِهَةُ فَمنْ تَرَكَ مَا شُبَّهَ عَلَيْهِ مِنَ الاثْم ، كان لِماَ اسْتَباَنَ أَتْرَكَ و مَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنَ الاثْمِ أَوْ شَكَ أَنْ يُوَاقِعَ ماَ اسْتَباَنَ و المعاَصِي حَمِى اللهِ مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمىَ يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ ] . ( ج 3 ص4 )
الحلال واضح وضوح الشمس في النهار لا يخفى على احد و مثله في الوضوح الحرام فمن منا لا يعلم أن البيع و الزواج و الطيبات من الرزق حلال و أن الربا و الزنا و شرب الخمر حرام من يشك أن الصدق و الامانة و حب الخير من الحلال الذي أمر الله به و رغبنا فيه و وعدنا عليه حسن الجزاء و أن الكذب و الخيانة و ايقاع الشر بالناس من الأمور المحرمة التي نهانا الله عنها و حذرنا سوء عاقبتها و بين هذين الأمرين الواضحين أمور مشتبهة لا نستطيع أن نجزم انها الحلال لهذا يجب علينا أن نتركها خوفا من الوقوع في الحرام لان من ترك ما هو مشكوك فيه من الاثم لا يمكن أن يرتكب ما ظهر منه و من اجترا على ما شك فيه من الاثم قارب أن يقترف الاثم الظاهر فيجب على العاقل أن لا يدنو من المعاصي و لا يحوم حولها لأن من دنا منها أو حام حولها
لا يبعد ان يقع فيها .
الحديث رقم 26 : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحاً إِذَا باَعَ ، و إِذا اشْتَرَى وَ إِذَا اقْتَضَى ] . ( ج 3 ص9 )
إن الشدة صفة مذمومة لا يتصف بها احد الا مقته الناس و كرهوا معاملته فان كان بائعا اشتد في بيعه لينال أكثر ثمن يمكنه الحصول عليه و ان كان مشتريا بالغ في المماكسة و الحط لياخذ السلعة بأبخس ثمن و اذا استدنت منه و تعسر عليك الوفاء لعذر شرعي اشتد بالمطالبة
و سعى لدى الحكام لسجنك مع علمه بعجزك و ضعف حالك فعلى المؤمن أن يكون سمحا في بيعه و ابتياعه و اقتضائه ليظفر برحمة الله .
الحديث رقم 27 :
قال النبي صلى الله عليه و سلم [ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَ المِسْكِينِ كاَلْمَجاَهِد فىِ سَبِيلِ اللهِ أَوِ القاَئِِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهاَرَ .] ( ج 6 ص 189 )
إن النبي صلى الله عليه و سلم قد حث الأغنياء و الأقوياء على مساعدة الفقراء و الضعفاء في مناسبات عدة و رغب في الإحسان بأسالب شتى و قد بين في هذا الحديث الشريف أن فضل الساعي على الأرملة و المسكين كفضل المجاهد الذي بذل ماله و دمه في سبيل الله أو كفضل العابد الذي يقوم الليل في طاعة مولاه و يصوم النهار محتسبا اجره على الله فلو إمتثلنا أمر الله و رسوله فساعد غنينا فقيرنا و عطف قوينا على ضعيفنا و اخرج كل منا زكاة ماله لما وجد فينا فقير يتربص بالغنى الدوائر فالنظام الإسلامي حفظ لكل من الغني و الفقير حقه و يوقفه عده كما أنه يقضي على تلك الفوضى الاجتماعية التي عمت البلاد و انذرت الإنسانية بالفساد .
الحديث رقم 28 :
[ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الكَباَئِرِ قَالَ : الْإِشْرَاكُ بِاللهِ ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ ، وَ قَتْلُ النَّفْسِ ، وَ شَهاَدَةُ الزورِ ] . ( ج 3 ص 151 )
لاشك في أن أكبر الكبائر أن تجعل لله شركاء ، و هو الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك ، و قد اوجد الخلق من العدم و أمرهم أن لا يشركوا به شيئاً ، و الشرك من الذنوب التي لا تغفر .
قال الله تعالى [ إن الله لا يغفر أن يشرك به ] .
و من الكبائر أن تعق أيها الإبن والديك ، و تؤذيهما بلسانك أو يديك أو بسوء أفعالك ، و هما اللذان بذلا أموالهما و راحتهما في سبيل سعادتك ، و تأمين راحتك أمن الوفاء أن تقابل احسانهما بالاساءة ، و عطفهما بالقسوة و نعمهما بالكفران ..؟
و من الكبائر أن تقتل نفسا لم تقاتلك و تزهق روح أخيك من غير جريمة أتاها نحوك ، أو اعتداء صدر منه اليك فمن قتل مؤمنا متعمدا استحق القتل في الدنيا ، و العبذاب في الآخرة ، و من الكبائر ايضا أن تشهد لاحدا و على احد بشيء لم تشاهده بعينك و لم تفق على حقيقته بنفسك ، أو تشهد بخلاف ما تعلم ، فتؤدي باطلا أو تضيع حقا فهذه هي شهادة الزور التي تخذل الحق ، فتؤدي باطلا أو تضيع حقا فهذه هي شهادة الزور التي تخذل الحق ، و تنشر الفساد في الارض .
الحديث رقم 29 :
قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ سَبْعَةَ يُظِلُّهمُ اللهُ تَعاَلَى فىِ ظِلَّهِ يَوْمَ لاَ ظِـلَّ
إِلاَّ ظِلَّهُ : إِماَمَ عَدْلُ ، وَشاَبٌ نَشَأَ فىِ عِباَدَةِ اللهِ ، وَرَجُلُ قَلْبُهُ مُعَلّقُ فىِ الْمَساَجِدِ ،
وَ رَجُلاَنِ تَحاَبَّا في اللهِ اجْتَمَعاَ عَلَيْهِ ، وَ تفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلُ دَعَتْهُ امْرَأَة ذَاتُ مَنْصَبٍ وَجَمالٍ ، فَقاَلَ إِنَّى أخَافُ اللهََ ، وَرَجُلُ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفاَهاَ حَتىَّ لاَ تَعْلَمَ شِماَلُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَ رَجُلُ ذَكَرَ اللهَ خَالِياً فَفاَضَت عيناه ] . ( ج 2 ص116 )
تحشر المخلوقات يوم القيامة جميعهم ، على إختلاف أجناسهم و الوانهم و على تباين مللهم و عقائدهم ، يقفون في صعيد واحد للحساب ، فتدلو الشمس من رؤوسهم ، و يكثر الإزدحام ، و يعظم الكرب و يشتد الحر فمنهم من يصل العرق إلى كعبيه
و منهم إلى ركبتيه و منهم من يلجمه العرق الجاما ، يلتمس طريق النجاة فلا يهتدى إليه ، و يفتش عن ظل يتقي به حر الشمس و لهيبها فلا يجده ، و لكن الله تعالى يمن على سبعــة من أهل هذا الموقف ، فيظلهم في ظله ، في ذلك اليوم الذي لا ظل فيه إلا ظله .
الاول إمام عدل : و هو الملك أو الرئيس الذي يحكم شعبه بكتاب الله و يسوسهم بسنة رسول الله ، و يعاملهم بما أمر الله يسهر على مصالحهم و يحافظ على أرواحهم
و أعراضهم و أموالهم .
الثاني شاب نشأ في عبادة الله : قام بما أمره من الطاعات ، و انتهى عما نهاه عنه من المعاصي و المخالفات .
الثالث رجل قلبه معلق في المساجد : و أن كان تاجرا في تجارته أو موظفا في وظيفته أو معلما في مدرسته ، ينتظر الصلاة فإذا قال المؤذن حي على الصلاة أسرع الى المسجد لأدائها ، لا يشغله عنها شاغل .
الرابع رجلان تحابا في الله احب كل منهما أخاه في الله : إجتمعا على طاعة الله
و إفترقا عليها .
الخامس رجل دعته الى الفاحشة امرأة ذات منصب و جمال : فابى و امتنع مع وجود الرغبة و القدرة و قال لها إني أخاف الله .
السادس رجل تصدق : على المحتاجين بصدقة فاخفاها مخلصا لله حتى لا تعلم شماله ما تنفق بيمينه .
السابع رجل ذكر الله : منفردا لم يطلع عليه احد من الخلق ففاضت عيناه بالدموع من خشية الله .