السلام عليكم أستاذنا وشيخنا.. ليكون هدفنا أسمى من أن نأتي بحجج وبراهين من المشككين فقط بغرض دحض الرأي الآخر
وسبق وأن أشرت الى هذا فالصوفية بريئة من بعض التصرفات الجاهلية الي أشرت اليها في طرحك..
خد الحق من أصحابه وليس من اعدائه..
الرد على ما ذكرت بلسان أحد المتصوفين وليس بلسان الجاهلين لمعنى التصوف والحاقدين.. ليس على الصوفية فحسب بل على دين الله وانصاره
يقول الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني : ( في زمن المادية المعطلة للشعور الباطن..
وفي وقت الشتات النفسي المنفعل عن ضياع الحقوق ..
وفي أيامٍ كاد مفهوم العاطفة فيها أن يتحول إلى معنى الغريزة ..
وأصبحت اللطائف الروحية كلاماً في الأفواه ، وطقوساً في الثياب ، وعباراتٍ للتصدير..
كان لا بد لنا كأمة ما تزال في جذورها بقية حياة ، وفي أغصانها أثرحيوية ، أن نتلمس تحت قشورنا الترابية الجدباء بقايا مناهلنا وأغوارَ ينابيعنا ،لأنها أمل إنسانيتنا المتبقية ، وقبس دياجيرنا المختبئ ..
لكن الإنسان إذا كان عدواً لما يجهل ، فقد تسوقه جهالته إلى خسارة ما ينفعه ، وتضييع ما يصلحه ..
ولم يُضَيَّع بسبب الجهالة شيءٌ كما ضُيّع ( التصوف ..
وصار بعضهم يمتهن مهنةالحديث عنه بما لا صلة له به ..
واختلط الحكم عليه بالحكم على أدعيائه ..
وكادت الحقيقة الناصعة أن تغيب عن العيون مع شدة إشراقها ..
وأصبح طلاب الحقيقة في حالة هي أقرب إلى الحيرة والضياع ..
وظهر في المجتمع طرفا نقيض لايمثل أي منهما وجه الحقيقة ..
طرفٌ متعنتٌ يطلق الأحكام الجائرة إلى درجة يصنف فيها التصوف نوعاً من أنواع الانحراف المعرفي وشكلاً من أشكال الكفر أو الزندقة أوالضلالة أو البدعة.
وطرفٌ قدَّس التصوف وجهلَ مضمونه ، وقلَّد بعض هوامشه القشرية وجهل حقيقته ومعناه .
وبين التفريط والإفراط تتألق الحقيقة المشرقة .
قال ابن خلدون في مقدمته : ( وأصل - التصوف - أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين .. طريقةَ الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه ، والانفرادُ عن الخلق في الخلوة للعبادة وكان ذلك عامّاً في الصحابة والسلف، فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا اختُصَّ المقبلون على العبادة باسم الصوفية .).اهـ .