العلمانية بمعناها الواسع هي رفض الكهنوت و سلطة رجال الدين و هي الوقوف ضد احتكار الخطاب الديني من طرف السلطة السياسية او من طرف فئة معينة من اجل مصالح فئوية ضيقة . فالتوظيف السياسي للدين و احتكار الحقيقة الدينية باب من أبواب الاستبداد و لهذا لم يوجد في الإسلام كهنوت يحتكر سلطة فهم الدين و يفرضه على الغير بالقوة . و لهذا السبب لم يعرف الإسلام محاكم التفتيش كالتي عرفتها الكنيسة . و العلمانية من الناحية التاريخية هي ثورة ضد استبداد الكنيسة الكاثوليكية و تحالفها مع الإقطاع في اوروبا أما في عالمنا الإسلامي فالعلمانية دخلت علينا بصورة مشوهة عبر الأحزاب القومية بدء بحزب اتاتورك و التي كانت احزاب قمعية و معادية للدين ذاته . و لهذا اعتقد ان العلمانية لا تتنافى مع الإسلام عقيدة و شريعة . لان العلمانية المعادية للدين عند بعض العلمانيين المتطرفيين هي انحراف عن مفهوم العلمانية الأصلية و هي إسقاط للعلاقة المتعارضة بين الدين و العلم و بين الدين و الحريات في الغرب على الواقع الإسلامي . و إذا كان الدين عندنا لا يتعارض مع العلم و لا يتعارض مع الحرية و الديموقراطية فليس علينا ان نخاف من العلمانية . لكن التطرف الديني من جهة و الذي لا يمثل الدين الصحيح و التطرف العلماني اللاديموقراطي هو الذي يخلق انطباعا بتعارض العلمانية و الدين . و واجبنا اليوم هو التخلص من كل أشكال التطرف الديني و العلماني .