أخ بشير -بارك الله فيك- قضية الانتساب قد أوضحت فيها ما أعتقده في التعقيب السابق و مقال لي سابق أيضا فما لدي وضحته والله أعلم .فقط أريد أن أناقش بعض النقاط التي ذكرتها في تعقيبك.
أبدأ معك من النقطة الثالثة قلت: لم أقل أجمع السلف على جواز الانتساب إليها بل قلت أنها مرادفة للتسميتين السابقتين (اهل السنة وأهل الأثر)
أقول : كلا بل قلت : السلف قد أجمعوا على جواز التسمية بالسلفية ، أنظر قولك (قد أجمعوا)قد: حرف تحقيق لأنه دخل على فعل
ماض (أجمعوا)
أخ بشير هاهو كلامي في التعقيب الأول:الدليل اجماع السلف على جواز الانتساب الى الجماعة و هي مرادفة للسلف ، وايضا الانتساب للأثر وهو من هذا الجنس.
لاحظ أني حكيت الجواز على الانتساب للجماعة ثم قست عليها الانتساب للسلف.وعلى كل هذا هومقصودي أرجو أنه اتضح لك ولذا فلا داعي لاعادة البحث فيها.
أما في خصوص النقطة الرابعة نعم قلت: هناك شبه اجماع من الخلف-وقصدي بالخلف هنا من تأخر عن زمن السلف وليس الخلف بالمعنى المذموم- على جواز الانتساب الى مذهب من المذاهب الفقهية الأربعة حكى الاتفاق العلامة محمد بن ابراهيم في فتاويه،بل و ذكر هذا ابن قدامة المقدسي في عقيدته"لمعة الاعتقاد"على أنه اعتقاد أهل السنة.
كلامي عن الانتساب لمذهب من المذاهب الأربعة وقد ذكر محمد بن ابراهيم الاتفاق ولذلك لم أقل الاجماع وكلامه في مجموع فتاويه و سأنقل لك الموضع لا حقا لأن المصدر ليس أمامي الان.
وأما كلام ابن قدامة فهو في اخر اللمعة وأنقله من الذاكرة قال:
(وأَمَّا النِّسْبَةِ إِلى إِمَامٍ في فُرُوعِ الدِّينِ كَالطَّوائِفِ الأَرْبَعِ فَلَيْسَ بِمَذْمُومٍ، فَإِنَّ الاخْتِلاَفَ في الفُرُوعِ رَحمةٌ، وَالمُختَلِفُونَ فِيها مَحمُودُونَ في اخْتِلافِهمْ، مُثَابُونَ في اجْتِهَادِهِم، واختِلاَفُهُم رَحْمَةٌ وَاسِعةٌ، واتِّفَاقُهُم حُجَّةٌ قَاطِعةٌ).
قلت في النقطة الخامسة:5-عرف لنا بارك الله فيك الاجماع السكوتي .
الاجماع هو اتفاق مجتهدي عصر من العصور على حكم الحادثة.
و الاجماع السكوتي ما جاء عن طريق فعل أو قول البعض وسكوت الباقين ،وهو مختلف في حجيته ،لكن أخ بشير مع احترامي لك لا أحب هذا النوع من الحوار بطرح أسئلة تنم على انتقاص المناقش فنحن أخوان في الله نتناقش فلا داعي الى هذه الأسئلة -بارك الله فيك-
ثم قلت:-قلت : مقصودي فبما سبق الاشارة إلى جواز الانتساب إلى ما يدل على المنهج السليم لفهم الاسلام .
أقول : إذا ظهرت على الساحة جماعة تدعو إلى الاسلام كالإخوان المسلمين أو جماعة التبليغ أو حزب التحرير أو جماعة العدل
والاحسان أو الجبهة الاسلامية للانقاذ ودعت إلى المنهج السليم لفهم الاسلام ولم تتسم بالسلفية فهل هي فرقة ضالة أم لا؟
أقول :ليس المشكل في التسمية بل ينظرالى طريقة سير هذه الجماعات و لا أريد أن أدخل في نقاش حولها لأنه لابد أن نناقش القضايا التي ينبني عليها موقفنا من هذه الجماعات.
قلت في تعريف السلفية:أما تعريفها من الناحية الشرعية: فالسلفية : هي الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة (القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية).
أقول :أنا معك ألف في لمائة كما يقال.
قلت :7-نحن والله لا ننكر التسمية بالسلفية بل ننكر الفهم الأعوج والتصور المريض للمنهج الرباني الذي ارتضاه الله لنا .
أقول :ونحن هدفنا هو حمل الناس على المنهج السلفي الحق وتصحيح التصورات الخاطئة عنه سواء من المنتسبين اليه أو من غيرهم ،و حتى أكون واضحا معك فاني أعتقد أنه من خير الكتب التي تمثل الاتجاه السلفي كتب المتقدمين كالخلال وابن خزيمة والبربهاري وابن بطة واللا لكائي و...ومن بعدهم كابن تيمية وابن القيم ،ومحمد بن عبد الوهاب وكتب أئمة الدعوة النجدية هذه هي الكتب التي أطالعها كثيرا ,وأدمن النظر فيها وان كنت أقرأغيرها أيضا.
وأما في خصوص ما ذكرت على أنه الواقع فقد أتفق معك في التنديد ببعض الممارسات باسم السلفية أو أختلف .لذا دعوتك الى الدخول في صميم الموضوع بطرح كبرى القضايا التي تثير الجدل كقضية التوحيد والحاكمية والولاء والبراء والتمذهب وغيرها