فصل جنس العرب هبة ربانية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فصل جنس العرب هبة ربانية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-09, 20:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










Linkicon فضل جنس العرب هبة ربانية

فضل جنس العرب هِبَة ربانية
في يوم 29/2/1428هـ كتبت هنا عن «حماية اللغة العربية» وأنها واجبة في ضوء ما كتبه من توغلت الهزيمة إلى نفوسهم بالطعن في شرف اللغة العربية وفضلها، وأن كتاباتهم، امتدت للطعن أيضاً في فضل جنس العرب، واكتفيت بإيراد الآية الكريمة «الله أعلم حيث يجعل رسالته» (الأنعام/124).
وقد أشار كثير من الفضلاء الذين ذبّوا عن حمى اللغة العربية إلى أن العلماء قد ألّفوا في ذلك كتباً متخصصة، وأشير إلى أن ذلك حصل أيضاً في فضل العرب منذ القدم ككتاب ابن قتيبة (ت276هـ) «فضل العرب والتنبيه على علومها» وكتاب الحافظ العراقي (806هـ)، «محجة القرب في فضل العرب»..
وهناك من ألف في الشعوبية (بغض العرب) وهو كثير لا يتسع له المقام، ومن أراد الأدلة الشرعية فعليه الرجوع للكتب المؤلفة في فضل العرب وفي الرد على الشعوبيين.
وسأكتفي بإيراد موجز لما كتبه الشيخ ناصرالدين الألباني بعد تخريجه لبعض الأحاديث في فضل العرب وأنها مكذوبة، وقد أشار إلى الأحاديث الصحيحة في الموضوع، وإلى تحقيق ابن تيمية للمسألة في َ«اقتضاء الصراط المستقيم 1/419-461» يقول الألباني «بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم، بل

هذا هو الذي أؤمن به، وأعتقده، وأدين الله به، وإن كنت ألبانياً، فإني مسلم، ولله الحمد، ذلك لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة والجماعة ويدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب..» الأحاديث الضعيفة/ 163.
على أن الشيخ الألباني عندما قرّر الحقيقة نبه تنبيهاً مهماً، حيث قال: «ولكن هذا ينبغي ألا يحمل العربي على الافتخار بجنسه، لأنه من أمور الجاهلية التي أبطلها نبينا محمد العربي صلى الله عليه وسلم..
كما ينبغي ألا نجهل السبب الذي به استحق العرب الأفضلية، وهو ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم، الأمر الذي أهَّلهم لأن يكونوا حملة الدعوة الإسلامية إلى الأمم الأخرى».
وإذا كان هذا التفضيل لجنس العرب وليس لأفرادهم هو الحق، فقد يقال: إن تقرير ذلك يعارض قول الله تعالى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» الحجرات/13 وقول النبي الكريم «لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى» وأقول إن هذا في التفاضل بين الأفراد وليس بين الأمم والأجناس.
وقد قرأت في بحث للدكتور الفاضل حاتم بن عارف العوني أن معنى هذين النصين وما في معناهما أن الذي ينفع الإنسان من جهة نفسه تقواه، وأن ما يستحقه من رفعة المكانة عند ربه هو ما عمل من الباقيات الصالحات، وأنه السبب الأكبر لرفعة المكانة عند الله يجازيه عليه في الآخرة.
وأما ما يحققه الإنسان بفضل جنسه أو بفضل أصوله أو فروعه فذلك هبة ربانية كبقية الهبات مثل الغنى والقوة، وهو محض تفضل من الله فلا يصح أن يكون سبباً للتواكل ولا مدعاة للعنصرية والتفاخر.
هذه إضاءة لا يسمح المجال بأكثر منها، وأدلها في ما سبق الإشارة إليه، وهي ليست جديدة فقد أثارها كارهو العرب منذ قوضت عروشهم، وتصدى لدفعها علماء الإسلام من العرب والعجم..
وحسب العرب فضلاً اختيار الرسول منهم، واختيار لغتهم للكتاب، وذلك تفضيل لا يضره إنكار من يرد الأدلة ليبحث لدعواه عن دليل، ولن يقلل منه اتهام الداحضين للباطل بما يشيع في وسائل الإعلام من ألفاظ يُروج لها ثم لا تلبث أن تهوي هي ودعاواها كما تهوي الرمال بعد هدوء العاصفة، وهي واحدة مما يتعرض له العرب في زمننا..
وسوف تتلاشى بتلاشي القوة الدافعة، فالقوة الكامنة في أمة العرب والإسلام أثبتت أن لها من الأصالة ما يحطم الموجات ويصد الزوابع المرسلة من بعيد. حسب العرب فضلاً اختيار الرسول منهم واختيار
لغتهم لكتاب الله









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-11-09, 20:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صح شيء في فضل العرب ؟

الحمد لله
من المقرر في قواعد الشريعة المقررة في القرآن الكريم أن ميزان التفاضل والمنافسة بين الناس هو التقوى والعمل الصالح ، كما قال سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات/13.
ومن المقرر أيضا في السنة النبوية أن العروبة مفضلة على غيرها من الأجناس ، فقد اختار الله سبحانه وتعالى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم من العرب ، وجعل القرآن – الذي هو الرسالة الخالدة – عربيا ، واتفق أهل السنة والجماعة على أفضلية العروبة على غيرها من الأعراق والأنساب .
وليس بين التقريرين السابقين تعارض :
فتفضيل العروبة هو تفضيل جنس وليس تفضيل أفراد ، فالعجمي المتقي الصالح خير من العربي المقصر في حق الله تعالى ، وتفضيل العروبة إنما هو اختيار من الله تعالى ، قد تظهر حكمته جلية ، وقد لا تكون ظاهرة لنا ، إلا أن في العرب من الصفات والخلال ما يشير إلى وجه هذا التفضيل .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد ، فإن في غير العرب خلقا كثيرا خيرا من أكثر العرب ، وفي غير قريش من المهاجرين والأنصار من هو خير من أكثر قريش ، وفي غير بني هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من أكثر بني هاشم " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (19/29-30)
وقد كتب كثير من العلماء كتبا خاصة في هذا الموضوع ، كالإمام ابن قتيبة في كتابه " فضل العرب والتنبيه على علومها"، والإمام العراقي في "محجة القرب في فضل العرب"، ونحوه للإمام الهيثمي ، ومن المتأخرين العلامة مرعي الكرمي في رسالته : " مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب "، والشيخ بكر أبو زيد في " خصائص جزيرة العرب "، كلها تقرر الحقيقة السابقة .
ولعل أفضل من شرح المسألة وبينها بالبيان الشافي شيخ الإسلام ابن تيمية ، فنحن ننقل نص كلامه هنا ، مع شيء من الاختصار غير المخل إن شاء الله .
يقول رحمه الله :
" الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم : عبرانيهم ، وسريانيهم ، رومهم ، وفرسهم ، وغيرهم .
وأن قريشا أفضل العرب ، وأن بني هاشم أفضل قريش ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم ، فهو أفضل الخلق نفسا ، وأفضلهم نسبا .
وليس فضل العرب ، ثم قريش ، ثم بني هاشم ، بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم - وإن كان هذا من الفضل - بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا ، وإلا لزم الدور .
ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني ، صاحب الإمام أحمد ، في وصفه للسنة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العلم ، وأصحاب الأثر ، وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها ، وأدركت مَن أدركت مِن علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة ، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم
فكان من قولهم :
أن الإيمان قول وعمل ونية ، وساق كلاما طويلا إلى أن قال :
ونعرف للعرب حقها ، وفضلها ، وسابقتها ، ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حب العرب إيمان ، وبغضهم نفاق ) – رواه الحاكم في "المستدرك" (4/97) وقال الذهبي : الهيثم بن حماد متروك ، وانظر "السلسلة الضعيفة" (1190)- ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف .
ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الإصطخري عنه إن صحت ، وهو قوله وقول عامة أهل العلم .
وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم ، وهؤلاء يسمون الشعوبية ، لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل ، كما قيل القبائل للعرب ، والشعوب للعجم .
ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب .
والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق : إما في الاعتقاد ، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس ، مع شبهات اقتضت ذلك .
ولهذا جاء في الحديث : ( حب العرب إيمان ، وبغضهم نفاق ) .
مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ، ونصيب للشيطان من الطرفين ، وهذا محرم في جميع المسائل .
فإن الله قد أمر المؤمنين بالاعتصام بحبل الله جميعا ، ونهاهم عن التفرق والاختلاف ، وأمر بإصلاح ذات البين ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله )
وهذان حديثان صحيحان ، وفي الباب من نصوص الكتاب والسنة ما لا يحصى .
والدليل على فضل جنس العرب ، ثم جنس قريش ، ثم جنس بني هاشم :
ما رواه الترمذي من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال :
قلت : يا رسول الله ! إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم ، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ، ثم خير القبائل فجعلني في خير قبيلة ، ثم خير البيوت فجعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا ، وخيرهم بيتا ) قال الترمذي : هذا حديث حسن ، وعبد الله بن الحارث هو ابن نوفل .
[ الحديث رواه الترمذي (3607) وأحمد (17063) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ] .
والمعنى أن النخلة طيبة في نفسها وإن كان أصلها ليس بذاك ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه خير الناس نفسا ونسبا .
وروى الترمذي أيضا من حديث الثوري ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله ابن الحارث ، عن المطلب بن أبي وداعة قال : جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنه سمع شيئا ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال :
من أنا ؟ فقالوا : أنت رسول الله صلى الله عليك وسلم . قال : أنا محمد ، بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، ثم قال : إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا ، وخيرهم نفسا ) قال الترمذي : هذا حديث حسن .
[ رواه الترمذي (3532) ، وأحمد بنحوه (1791) ، وحسنه محققو المسند ]
وقوله في الحديث : ( خلق الخلق فجعلني في خيرهم ، ثم خيرهم فجعلهم فرقتين ، فجعلني في خير فرقة ) يحتمل شيئين :
أحدهما : أن الخلق هم الثقلان ، أو هم جميع ما خلق في الأرض ، وبنو آدم خيرهم ، وإن قيل بعموم الخلق حتى يدخل فيه الملائكة ، فكان فيه تفضيل جنس بني آدم على جنس الملائكة وله وجه صحيح .
ثم جعل بني آدم فرقتين ، والفرقتان : العرب والعجم . ثم جعل العرب قبائل ، فكانت قريش أفضل قبائل العرب ، ثم جعل قريشا بيوتا ، فكانت بنو هاشم أفضل البيوت .
ويحتمل أنه أراد بالخلق بني آدم ، فكان في خيرهم ، أي ولد إبراهيم ، أو في العرب ، ثم جعل بني إبراهيم فرقتين : بني إسماعيل ، وبني إسحاق ، أو جعل العرب عدنان وقحطان ، فجعلني في بني إسماعيل ، أو بني عدنان ، ثم جعل بني إسماعيل أو بني عدنان قبائل ، فجعلني في خيرهم قبيلة وهم قريش .
وعلى كل تقدير فالحديث صريح في تفضيل العرب على غيرهم .
ومثله أيضا في المسألة ما رواه أحمد ومسلم والترمذي من حديث الأوزاعي عن شداد بن عمار عن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .
وهذا يقتضي أن إسماعيل وذريته صفوة ولد إبراهيم ، فيقتضي أنهم أفضل من ولد إسحق ، ومعلوم أن ولد إسحق الذين هم بنو إسرائيل أفضل العجم ، لما فيهم من النبوة والكتاب ، فمتى ثبت الفضل على هؤلاء فعلى غيرهم بطريق الأولى ، وهذا جيد ...
واعلم أن الأحاديث في فضل قريش ثم في فضل بني هاشم فيها كثرة ، وليس هذا موضعها ، وهي تدل أيضا على ذلك ، إذ نسبة قريش إلى العرب كنسبة العرب إلى الناس ، وهكذا جاءت الشريعة .
فإن الله تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها ، ثم خص قريشا على سائر العرب بما جعل فيهم من خلافة النبوة وغير ذلك من الخصائص ، ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة واستحقاق قسط من الفيء إلى غير ذلك من الخصائص ، فأعطى الله سبحانه كل درجة من الفضل بحسبها ، والله عليم حكيم .
( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) و ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) وقد قال الناس في قوله تعالى : ( وإنه لذكر لك ولقومك ) وفي قوله : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) أشياء ليس هذا موضعها .
وفي المسألة آثار غير ما ذكرته ، في بعضها نظر ، وبعضها موضوع .
وأيضا فان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم ، فبدأ بأقربهم نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انقضت العرب ذكر العجم ، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك .
وسبب هذا الفضل - والله أعلم - ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم ، وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع ، وإما بالعمل الصالح ، والعلم له مبدأ ، وهو قوة العقل الذي هو الحفظ والفهم ، وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة ، والعرب هم أفهم من غيرهم ، وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ، ولسانهم أتم الألسنة بيانا ، وتمييزا للمعاني جمعا وفرقا ، يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل .
وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق ، وهي الغرائز المخلوقة في النفس ، وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم ، فهم أقرب للسخاء والحلم والشجاعة والوفاء وغير ذلك من الأخلاق المحمودة " انتهى.
"اقتضاء الصراط المستقيم" (148-162)
وانظر : "منهاج السنة النبوية" (4/364)
والله أعلم .










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-09, 20:35   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ألف ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى
رسالة سماها مبلغ الأرب في فخر العرب وذكر فيها الأحاديث الواردة في فضل العرب والنهي عن بغضهم مما قد يكون قريبا مما ذكرت ، وإليك بعض هذه الأحاديث: روى الحاكم والبيهقي عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وصحبه وسلم: لما خلق الله الخلق اختار العرب، ثم اختار من العرب قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة . سكت عنه الذهبي
وأخرج الحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير والأوسط عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم .
قال الهيثمي: وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به، وبقية رجاله وثقوا
وقال الهيتمي في مبلغ الأرب: حديث سنده لا بأس به، وإن تكلم الجمهور في غير واحد من رواتـه.
وأخرج الطبراني في المعجم الأوسط عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل، فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسما، وقسم العجم قسما، وكانت خيرة الله في العرب، ثم قسم العرب قسمين، فقسم اليمن قسما، وقسم مضر قسما، وقسم قريشا قسما، وكانت خيرة الله في قريش، ثم أخرجني من خير ما أنا منه . قال الهيتمي في مبلغ الأرب : سنده حسن
وروى مسلم وغيره عن واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم
وأخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن سلمان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان؛ لا تبغضني فتفارق دينك. قلت: يا رسول الله كيف أبغضك وبك هدانا الله! قال: تبغض العرب فتبغضني قال: هذا حديث حسن غريب وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي في التلخيص: قابوس بن أبي ظبيان تكلم فيه
وأخرج الحاكم والطبراني عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حب قريش إيمان وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان وبغضهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني .
والله أعلم.










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-09, 20:36   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلم نقف على آية صريحة أو حديث صحيح يبين مكانة اللغة العربية.
ولكن وردت آيات كثيرة في كتاب الله تعالى ذكرت فيها اللغة العربية أو اللسان العربي.
فمن ذلك على سبيل المثال، قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف:2].
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:195].
قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر:28].
إلى غير ذلك من الآيات.
وقد ورد حديث ضعيف في فضل اللسان العربي: أحب العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي.
قال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم: قال الحافظ السلفي: هذا حديث حسن، فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين أو أراد حسن متنه على الاصطلاح العام..... وابن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات، وقال الثعلبي: لا أصل له...
وعلى هذا؛ فإننا لم نقف على نص صريح صحيح يبين مكانة اللغة العربية، ولا شك أنها من أرقى اللغات الإنسانية؛ بل هي أرقاها وأوسعها على الإطلاق. ويكفيها شرفاً ومكانه أن الله تعالى أنزل بها كتابه.
والله أعلم.










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-09, 20:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضل العرب
تتابع الأئمة على ذكر مسائل في مصنَّفاتهم في بيان عقيدة السلف الصالح، هي أقرب إلى أن تعدَّ من المسائل العملية التكليفيَّة من أن تُعدَّ من المسائل الإخباريَّة الاعتقادية، مثل: الموقف من الصحابة، ومن ولاة الأمر، ومن العلماء وأئمة الدين، ومن المبتدعة وفرقهم، إلى غير ذلك. وإنما حملهم على ذكرها: أن هذه الأمور علامات فارقة، ومعالم منهجية لأهل السنة والجماعة وقد عُلم ـ بالتتبع والاستقراء ـ أن من خالفهم فيها: خالفهم في غيرها مما تدخل في أصول الاعتقاد وثوابت المنهج.
ومن هذه المسائل المهمة: بيان فضل العرب، وأن جنسهم أفضل من سائر الأجناس.
وقد نصَّ عليها: أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرمانيُّ المتوفي سنة (280 هـ) رحمه الله في كتابه "السُّنة".
والكرمانيُّ ـ هذا ـ من تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وصفه الذهبي بالإمام العلامة الفقيه، رحل وطلب العلم. وقال: مسائل حربٍ ـ يعني عن الإمام أحمد ـ من أنفس كتب الحنابلة، وهو كبير في مجلدين. قال أبو بكر الخلال (311 هـ): كان رجلاً جليلاً، حَثَّني المرُّوديُّ على الخروج إليه [1].
أما كتابه "السنة" فلم أقف عليه، ويمكنني أن أزعم ـ في حدود علمي ـ أنه مما فقد من تراثنا العظيم، غير أن عزائنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد حفظ لنا من كلامه ما نحن بصدده، فنقل عنه في كتابه القيم: "اقتضاء الصراط المستقيم ..." (ص: 148) عنه أنه قال في وصفه للسنة:
"هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر، وأهل السنة المعروفين بها، المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق، والحجاز والشام وغيرهم، عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها - فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة، وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و عبد الله بن الزبير الحميدي، و سعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا، وأخذنا عنهم العلم.
فكان من قولهم: إن الإيمان قول وعمل ونية، ...- وساق كلاماً طويلاً إلى أن قال: - ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق". ولا نقول بقول الشعوبية وأرذل الموالي، الذين لا يحبون العرب، ولا يقرون بفضلهم، فإن قولهم بدعة وخلاف." انتهى.
وهذا الحديث الذي استشهد به الكرمانيُّ ضعيف[2]، بل إن كل الأحاديث الصريحة بذكر تفضيل العرب ضعيفة لا يصح منها شئ [3]، ويغني عنها أحاديث صحيحة في فضل قريش وبني هاشم، منها ما رواه مسلم في "صحيحه" (12/17) عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم: عبرانيهم وسريانيهم، روميهم وفرسيهم، وغيرهم، وأن قريشاً أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهو: أفضل الخلق نفساً، وأفضلهم نسباً.
وليس فضل العرب، ثم قريش، ثم بني هاشم: بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم - وإن كان هذا من الفضل - بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك يثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه أفضلُ نفساً ونسباً، وإلا لزم الدور. [4] انتهى.
قلت: وهذا مما ينبغي التنبه إليه، أعني: كون العرب أفضل بأصل خلقتهم، وفي ذريتهم، وليس بشئ طارئٍ عليهم مثل: الإيمان والتقوى، "وإلا لزم الدور"، ولم يبق للتفضيل معنىً.
وأصل هذه المسألة مبني على تأويل قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [القصص: 68]، وقوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 31 - 32]، وقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124]، وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53]. وقد فصَّل القول في بيان هذا وتقريره العلامة ابن القيم رحمه الله في صدر كتابه القيم "زاد المعاد"، فليرجع إليه.

فإذا تقرر هذا فلابد من الإشارة إلى أمور:
الأول: إن هذا الحكم متجه إلى جنس العرب ولا يستغرق جميع أفرادهم، "فإن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، فرب حبشيٍّ أفضل عند الله من جمهور قريش"[5].

الثاني: إن معرفة الإنسان العربي بهذا الاصطفاء والتكريم الإلهيِّ لجنسه يجب أن يحمله على استنفار مزايا الخيريّة في تكوينه القوميِّ، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "إن الفضل: إما بالعلم النافع، وإما بالعمل الصالح، والعلم له مبدأ، وهو: قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ، وتمام، وهو: قوة المنطق، الذي هو البيان والعبارة، والعرب هم أفهم من غيرهم، وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة، ولسانهم أتم الألسنة ...، وأما العمل: فإن مبناه على الأخلاق، وهي الغرائر المخلوقة في النفس، وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم، فهم أقرب للسخاء، والحلم والشجاعة، والوفاء، وغير ذلك من الأخلاق المحمودة، لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير، معطلة عن فعله ..." [6].

الثالث: ومن هنا يُعلم بطلان ما ذكره العلامة المؤرخ ابن خلدون رحمه الله، في "مقدمته" من المطاعن في العرب، وقد رأيتُ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله، ذكر في بعض كتبه: أن كلام ابن خلدون إنما هو في الأعراب وليس في جنس العرب، وهذا ـ والله أعلم ـ بعيد، يأباه مجموع كلام ابن خلدون، ولعلنا نوفق لدراسة الخلفيات الفكرية لابن خلدون، والدوافع الحقيقية لكلامه[7].

الرابع: وليحذر المسلم من التفاخر بالأنساب والأحساب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء: مؤمن تقي أو فاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب" [8]. وقال صلى الله عليه وسلم ـ أيضاً -: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، ألا وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى، ألا قد بلغت؟ قالوا: نعم قال: ليبلغ الشاهد الغائب" [9].

الخامس: وعلى المسلم غير العربي أن يدرك العلاقة الأصيلة بين العروبة والإسلام، ولا يَحملنَّه ما اقترفته الأنظمة القهرية المتسترة بالقومية العربية من ظلم وبغي وفساد على كراهية العرب، والطعن في جنسهم، فإن ذلك هو غاية أولئك الأدعياء. ولما ذكر شيخ الإسلام أن فرقة من الناس ذهبت إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم ـ وهؤلاء يسمون الشعوبية ـ، ومن الناس من قد يفضِّلُ بعض أنواع العجم على العرب، علَّق على ذلك بقوله رحمه الله: "والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق: إما في الإعتقاد، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس، مع شبهات اقتضت ذلك"[10]. نعوذ بالله ـ سبحانه ـ من الشبهات المضلَّةِ والشهوات المهلكة، إنه ولي التوفيق.

[1]الذهبي: سير أعلام النبلاء: 13/244، رقم 127.

[2]رواه الحاكم عن أنس، وضعفه الألباني (الضعيفة: 1190، وضعيف الجامع 2683).

[3]وقد خرج معظمها العلامة الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (160، 161 ، 163، 1190 – 1192).

[4]الاقتضاء: 148، ط: الفقي رحمه الله.

[5]الاقتضاء: 164 – 165.

[6]الاقتضاء: 160 – 161، باختصار.

[7]وإن مما يحسن التنبيه إليه: أن من غوغاء زماننا، من المتسترين بلباس السنة، والمتظاهرين بالاتباع وما أكثرهم من قد حفظ تلك الكلمات البشعة الثلاث التي صدرت من ابن خلدون رحمه الله، وصاروا يرددونها في مجالسهم وعند أمثالهم من العوام. وعلامة هؤلاء: مناصبة علماء الأمة العداء، والوقيعة في أهل الحديث والأثر، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، إن فكروا فلا يفكرون إلا بنحو تفكير الخوارج، وإن خطبوا لا يتكلمون إلا بجنس كلام الخوارج، وإن فعلوا فلن يفعلوا إلا فعل الخوارج.

[8]رواه أبو داود، وصححه ابن تيمية في الاقتضاء: 73 و 144.

[9]رواه أحمد (5/411)، بسندٍ صحيح كما قال ابن تيمية: 144.

[10]الاقتضاء: 149.









رد مع اقتباس
قديم 2010-11-09, 20:39   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قبل سنوات طويلة كنت أتصفح كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفةَ أصحاب الجحيم" لابن تيمية، وكما حصل مع محقق الكتاب حامد الفقي فقد اعترتني الحيرةُ حيث تداخلت القواعد وتلاشت الحدود بين الضوابط التي كان الشيخ يسعى لترسيخها عبر مئات الصفحات، فالتشبه المحرم بالكفار في لباسهم وعاداتهم ومحاكاتهم في اللغة أو الألفاظ، توسعت تطبيقاته عند من نقل الشيخ عنهم من المحدثين والفقهاء ، حتى دخل المسلمون من(العجم) وغير العرب في حكم الفئة التي يتحتم تمايز المسلم عنها، مع تأكيد الشيخ نفسه على أن التشبه المحرم يجوز إذا ترتب على ذلك مصلحة عامة راجحة، ومن عادة الشيخ الاستطراد والإسهاب في الاستشهاد حداً يصيب قارئه بالدوار وهذا ماحصل معي، وخلفت تلك القراءة أسئلة كثيرة لم يشفها عشرات الأسئلة التي وجهتها إلى بعض مشايخي وآخرين من طلبة العلم.
إن العلاقة المعقدة بين العرب وبين الفرس وشعوب الشرق من أمم العجم موغلة في القدم، ولكنها اتخذت صبغة دينية مع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لمكانته بين المسلمين وتأثيره العميق في التشريع الإسلامي حتى اليوم، فقد وضع الخليفة الثاني إجراءات تقلل من توافد أبناء الفرس -والشعوب التي اعتنقت الإسلام في عهد الفتوحات- إلى الحجاز مركز السلطة الروحية والسياسية وقتها، وخشية تأثير ثقافة أبناء الحضارة الفارسية، اعتمد الخليفة إجراءات صارمة في الملابس والعادات تقلص من مظاهر ذلك التأثير الكاسح، وفي وصاياه للجيوش الفاتحة مايثبت ذلك حين يوصيهم بالتزام (المعديَة) وهي طرائق العرب باللباس والعادات، وبلغ الأمر غايته حين كان يتولى بنفسه تأديب الجواري اللواتي يلبسن كما تلبس الحرائر من نساء عرب المدينة، ولكن التأثيرالفارسي الثقافي تعاظم بعد ذلك ليبلغ شتى مناحي الحضارة الإسلامية، ويضع بصمته على الفلسفة والفنون والآداب وعلوم القرآن، ولم يكن مستغرباً أن يلقى الخليفة عمر حتفه على يد نجار فارسي لايزال الشيعة الإيرانيون حتى اليوم يحيطون مثواه الرمزي في إيران بهالة من التقديس.
وعمر شأنه شأن المؤسسين الكبار للأمم لم يجد بداً من أن يستنسخ من الحضارة الفارسية المندحرة عسكرياً معظم التراتيب الإدارية في تسيير شئون الدولة وديوان الجند وغيره، وغصَّت إثر ذلك دواوين الخلفاء والأمراء بالكتاب من أبناء فارس ، ولكن الخليفة العظيم كان له رؤية خاصة تجاه سالم مولى أبي حذيفة وهو أحد الموالي الذين أسلموا وهم صغار في حياة الرسول ، وسالم من أهل اصطخر الفارسية، وكان له مكانة خاصة عند الرسول ولدى سيده أبي حذيفة، بدأتْ تلك العناية مبكراً منذ سنوات مراهقته، وقد كانت الرغبة عارمة في إدماجه بالمكيين القرشيين ليكون بَضْعة منهم فقد سمح الرسول لزوجة أبي حذيفة بإرضاعه من حليبها بعد أن ظهر شعر لحيته، وبعض أزواج الرسول اعتبرن ذلك خاصاً بسالم من دون الناس، لأن المشكلة التي كان يواجهها بيت أبي حذيفة من وجود رقيق أو خدم يكثر اختلاطهم بمحارم أسيادهم تعاني منها معظم البيوت في المدينة وغيرها وخصوصاً عند ذوي اليسار منهم، ولكن السنة النبوية لم تنقل لنا وقائع أخرى تسامح فيها الرسول كما حصل مع سالم.
قام أبو حذيفة ابن عتبة بن ربيعة بتزويج مولاه سالم بن معقل من بنت أخيه فاطمة بنت الوليد ابنة خال معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأموي، وحين صارع عمر سكرات الموت قال" لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته " لولا أن سالماً كان قد لقي حتفه قبل ذلك بعشر سنوات في حروب اليمامة التي عرفت بحروب الردة وهو لم يبلغ الثلاثين، ومايحملني على التأكيد على مثال سالم هو أن الاعتناء به بدأ في حياة الرسول في المدينة، وفي مرحلة متأخرة بعد تضاؤل أهمية المستضعفين والسابقين من الموالي وغيرهم ، واعتناق عدد كبير من سادة قريش وزعماء العرب للإسلام.
شق سالمٌ طريقه بصمت جامعاً بين العلم بالقرآن وصادقِ الإيمان وقوة الشخصية وسداد الرأي، وكانت شمائله تتهذب وملكاته تكتمل تحت عين الارستقراطية القرشية ورعاية النبي ومحبته له، وجاء انتقاده العلني لتجاوزات خالد بن الوليد في بني جذيمة، إحدى الوقائع التي أضيفت إلى رصيده ورسخت له مكانة في الظل لم يكن حتى لكبار القرشيين من بني العاص بن وائل أن ينالوها، فضلاً عن عمَّار بن ياسر أو سلمان الفارسي.
أصهر سالم وهو الفارسي في أكبر بيوت العرب مجداً ورفعة في الجاهلية، بيت ادخر له التاريخ صولجان الخلافة والملك لاحقاً، وقد عُهِدَ في بني أمية استدخال الأشخاص ذوي القدرات الفائقة وإلحاقهم نسباً بالبيت الأموي، وقصة أبي سفيان مع زياد بن أبيه بعدما رأى إعجاب عمرَ به، وماقام به ابنه معاوية لاحقاً مع زياد تؤكد ذلك.
ربما يقال إن حس عمر السياسي وقدرته الفائقة على التنبؤ رشحاه وهو صاحب المبادرات الجريئة أن يخطو خطوة تجهض مطامح القرشيين المتطلعين إلى حكم رقعة تعج بعشرات القوميات التي لايشكل فيها العرب سوى نسبة ضئيلة للغاية، وأن يعيد صياغة مفهوم الحكم بعد السقيفة وفق رؤية جديدة تجعل أبناء فارس شركاء في الحكم، وغني عن القول أن الفرس من الموالي والأحرار في صدر الإسلام كان لهم منزلة خاصة لم تكن لمن عداهم من الأفارقة أو من مسلمي بلاد السند وما وراء النهرين وغيرهم ممن اندمجوا في الإسلام وقنعوا بما أوتوا، يشهد لذلك نصوص كثيرة رغم ضعفها تتحدث عن فضل أبناء فارس.
وفي المقابل فإن الاعتداد المبالغ به بالعنصر العربي نجده عند مثل ابن تيمية الحراني الكردي، حيث ذكر في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم أن معتقد أهل السنة والجماعة أن جنس العرب أفضل من جنس العجم المسلمين، وأن من يفضلون بعض العجم على العرب هم من المنافقين المشكوك في صحة إسلامهم، وابن تيمية عاش في القرنين السابع والثامن الهجريين/ الثالث عشر الميلادي، والقادة والحكام المتنفذون في عصره كانوا من المماليك، وقد يكون هذا الميل العاطفي عند الشيخ للعرب هو الذي دفع أحد متأخري الحنابلة لأن يدعي له نسباً في قبيلة بني نمر










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-09, 20:41   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضل العرب

--------------

مناظره بين النعمان بن المنذر وكسرى أنو شروان
روى بن القطامى عن الكلبى قال:



قدم النعمان بن المنذر على كسرى وعنده وفود الروم والهند والصين فذكروا من ملوكهم وبلادهم : فافتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جمع الأمم لا يستثنى فارس ولا غيرها:


فقال كسرى وأخذته عزة الملك:- يانعمان لقد فكرت فى أمر العرب وغيرهم من الأمم ونظرت فى حالة من يقدم من وفود الأمم ، فوجدت للروم حظا ً فى اجتماع ألفتها وعظم لسطانها وكثرة مدائنها ووثيق بنيانها وان لها دينا يبين حلالها و حرامها ويرد سفيهها ويقيم جاهلها ورأيت الهند نحوا من ذلك فى حكمتها وطبها وكثرة أنهار بلادها وثمارها وعجيب صناعتها وطيب أشجارها ودقيق حسابها وكثرة عددها وكذلك الصين فى أجتماعها وكثرة صناعات أيديها وفروسيتها وهمتها فى ألة الحرب وصناعة الحديد وان لها ملكا يجمعها ، والترك والخزر على مابهم من سوء الحال فى المعاش وقلة الريف والثمار والحصون وما هو رأس عمارة الدنيا من المساكن والملابس لهم ملوك تضم قواصيهم وتدبر أمرهم ، ولم أر للعرب شيئاً من خصال الخير فى أمر دين ولا دنيا ولا حزم ولا قوه : ومع أن مما يدل على مهانتها وذلها وصغر همتها محلتهم التى هم بها مع الوحوش النافره والطير الحائره يقتلون أولادهم من الفاقه ويأكل بعضهم بعضاً من الحاجه قد خرجوا من مطاعم الدنيا وملابسها ومشربها ولهوها ولذاتها ، فأفضل طعام ظفر به ناعمهم لحوم الأبل التى يعافها كثيراً من السباع لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها ، وان قوى أحدهم ضيفاً عدها مكرمه وان أطعم أكله عدها غنيمه تنطق بذلك اشعارهم وتفتخر بذلك رجالهم (ماخلا هذه التنوخيه التى أسس جدى اجتماعها وشد مملكتها ومنعها من عدوى فجرى لها ذلك الى يومنا هذا وان لها مع ذلك أثاراً ولبوساً وقرى وحصوناً وأمور تشبه بعض أمور الناس يعنى اليمن)


ثم لاأراكم تستكبنون على مابكم من الذله والقله والفاقه والبؤس حتى تفتخروا وتريدوا أن تنزلوا فوق مراتب الناس.

قال النعمان أصلح الله الملك : حق لأمة الملك منها أن يسموا فضلها ويعظم خطبها وتعلوا درجتها الا أن عندى جوابا فى كل ماينطق به الملك فى غير رد عليه وتكذيب له فان أمننى من غضبه نطقت به .



قال كسرى : قل فأنت أمن.



قال النعمان : أما أمتك أيها الملك فليست تنازع فى الفضل لموضعها الذى هى به من عقولها وأحلامها وبسطة محلها وبحبوحة عزها وما أكرمه الله به من ولايه آبائك وولايتك وأما الأمم التى ذكرت فأى أمه تقرنها باعرب الأفضلتها.



قال كسرى:- بماذا.



قال النعمان:- بعزها ومنعتها وحين وجوهها وبأسها وسخائها وحكمة ألسنتها وشدة عقولها وأنفتها ووفائها .


فأما عزها ومنعتها فأنها لم تزل مجاوره لأبائك الذين دخلوا البلاد ووطدوا الملك وقادوا الجند لم يطمع فيهم طامع ولم ينلهم نائل


حصونهم ظهور خيلهم ومادهم الأرض وسقوفهم السماء وجنتهم السيوف وعدتهم الصبر ،
اذا غيرها من الأمم انما عزها الحجاره والطين وجزائر البحور.



وأما حسن وجوهها وألوانها فقد يعرف فضلهم فى ذلك على غيرهم من الهند المنحرفه والصين المنحفه ةالترك المشوهه والوم المقسرة.



وأما أنسابها وأحسابها فليست أمه من الأمم الا وقد جهلت آباءها وأصولها وكثيراً من أولها حتى أن أحدهم ليسأل عمن وراء أبيه دنيا فلا ينسبه ولا يعرفه ، وليس أحد من العرب الا ويسمى آباءه آبا فأبا حاطوا بذلك أحسابهم وحفظوا به أنسابهم فلا يدخل رجل فى غير قومه ولا ينتسب الى غير نسبه ولا يدعى الى غير أبيه .



وأما سخاؤها فأن أدناها رجلاً الذى تكون عند البكره والنا عليها بلاغة فى حمولها وشعبه وريه فيطرقه الطارق الذى يكتفى بالفلذة ويجترى بالشربه فيعقرها وله ويرضى أن يخرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الأحدوثه وطيب الذكر

وأما حكمة ألسنتهم فأن الله تعالى أعطاهم فى أشعارهم ورونق كلامهم وحسنة وزنه وقوافيه مع معرفتهم بالأشياء وضربهم للأمثال وابلأغهم فى الصفات وما ليس لشىء من ألسنة الأجناس ، ثم خيلهم أفضل الخيل ونساؤهم أعف النساء ولباسهم أفضل اللباس ومعدنهم الذهب والفضه وحجارة جبالهم الجزع ومطاياهم التى لا يبلغ على مثلها سفر ولا يقطع بمثلها بلد قفرٌ.



وأما دينها وشريعتها لأنهم متمسكون به حتى يبلغ أحدهم من نسكه بدينه أن لهم أشهراً حرماًوبلداً محرماً وبيتاً محجوجاً ينسكون فيه مناسكهم ويذبحون فيه ذبائحهم فيلقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه وهو قادر على أخذ ثأره وادراك رغمه منه فيحجزه كرمه ويمنعه دينه عن تناوله بالأذى.

وأما وفاؤها فأن أحدهم يلحظ اللحظه ويومىء الايماء فهى ولت( أى عهد) وعقده ولا يحلها ألأخروج نفسه وان أحدهم يرفع عوداً من الأرض فيكون رهناً بدينه فلا يغلق رهنه ولاتحفز ذمته وان أحدهم ليبلغه أن رجلاً أستجار به وعسى أن يكون نائياً عن داره فيصاب فلا يرضى حتى يفنى تللك القبيله التى أصابته أو تفنى لما أحفز من جواره وأنه ليلجأ اليهم المجرم المحدث من غير معرفه ولا قرابه فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالهم دون ماله.


وأما قولك أيها الملك يندون أولادهم فانما يفعله من يفعله منهم بالأناث أنفة من العار وغيره من الأزراج.



وأما قولك أن أفضل طعامهم لحوم الأبل على ما وصفت منها فما تركوا ما دونها الا أحتقاراً له فعمدوا الى أجلها وأفضلها فكانت مراكبهم وطعامهم مع أنها أكثر البهائم شحوماً وأطيبها لحوماً وأرقها الباناً وأقلعها غائله وأحلامها ومضغة وانه لاشىء من اللحمان يعالج ما يعالج به لحمها الا أستبان فضلها عليه.



وأما تجاربهم وأكل بعضهم بعضاً وتركهم الأنقياد لرجل يسوسهم ويجمعهم فأنما يفعل ذلك من يفعله من الأمم اذا أنست من نفسها ضعفاً وتخوفت نهوض عدوها بالزحف وانه انما يكون فى المملكه العظيمه أهل بيت واحد يعرف فضلهم على سائر غيرهم فيقولون أليهم أمورهم وينقادون لهم بأزمتهم.



وأما العرب فأن ذلك كثير فيهم حتى لقد حاولوا أن يكونوا ملوكاً أجمعين مع آنفتهم من أداء الخراج والوطث ( أى الضرب الشديد بالرجل على الأرض ) بالعسف

وأما اليمن التى وصفها الملك فأنما أتى جد الملك اليها الذى أتاه عند غلبة الجيش له على ملك وأمر مجتمع فأتاه مسلوباً طريداً مستصرخاً ولولا ما وتر به من يليه العرب لمال الى مجال واحد من يجيد الطعان ويغضب الأحرار من غلبة العبيد الأشرار .




فعجب كسرى لما أجاب النعمان به وقال: انك أهل لموضعك من الرياسه فى أهل اقليمك ثم كساه من كسوته وسرحه الى موضعه من الحيره.









رد مع اقتباس
قديم 2010-11-21, 17:58   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سلمان الهاجري
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العرب, رثائية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc