في الاستمرارية و التغيير ....

[hichem.tipazi]

في الاستمرارية و التغيير ...

»... البسطاء السذج هم فقط من يريدون الاستمرارية ... و المثاليون الحمقى من يريدون التغيير ... و لا يقرر سوى الظل ... «
قول منسوب إليّ
كنت أتساءل كيف استطاع هؤلاء الجمع الغفير من الكتاب و المثقفين و الصحفيين و الكثير ممن يمارسون هواية التدوين، و آخرون ممن يمارسون غواية الحديث، و العجائز الحمامات هم كذلك قد دخلوا في الخط بعد أن تم تجنيد الجماهير تطوعا، لقول ... كلمة..
هذه الكلمة التي أصبحت كلمات، التي أصبحت كلام، التي أصبحت ثرثرة، في الفريق الوطني الجزائري، و كل يقول ما يشاء و يتحدث بغضب، و الآخر بفرح، و الآخر بألم، و الآخر بأمل، و كل يقول، و لكن بيانات وكالة الأنباء الجزائرية العمومية الحكومية تطلع علينا بالأخبار التي هي دون إيمان .. قرآن .. الذي عنده ينتهي الكلام .. فلا اعتراض عليه.. و لا مساند له ... قول و انتهى ...
المهم.. أن الكثير يقول و هو متأكد أنه يقف على الأرض، و أنه قد شرب قهوة الصباح، أنه يعلم ما يقول، و بالخصوص في حديث الاستمرارية و التغيير،الذي أخذ مجاله، و جاوز حيزه، و اندلعت حرب الكلام، بين هؤلاء الجمع من الديمقراطيين الحداثيين و الرجعيين المحافظين، و بين من يرى أنه لا بد من الوضع أن يتغير و أنه لا بد من رحيل الشيخ سعدان و معه الحاج روراوة إلى جانب بعض اللاعبين و أشياء أخرى لا أفقه فيها كثيرا، و بين من يصيحون أن يستمر الوضع على حاله، و يكفي فقط تحسين الديكور و إعادة طلاء وجه الفريق حتى يبدو جديدا ...
في وسط كل هذا الهرج، كانت لي رؤيتي كمواطن غير كامل الحقوق بدون فلسفة أو كثرة "فهامة"، و هو أنه منذ علمت دولتنا العامرة قوة المنتخب الوطني الجزائري في التأثير الاجتماعي دون قوة اللعب في الملعب – طبعا - تم تأميمه دون مرسوم رئاسي علني، و ليصبح من أملاك العائلة الحاكمة، لما يجنيه من أموال الخزينة العمومية ...
لهذا أصبحت أرى منذ ذاك الحين أنه ليس من حقنا نحن الأشياء المحكومة في هذا الوطن، الحديث عن المنتخب الوطني الجزائري، أو إبداء رأيننا في ما يجري له أو من حوله، حتى فكرة ما يصلح و ما لا يناسب و ما يجب العمل لا تقال، و القرار يتخذه الظل طبعا، و تصبح كل المشاورات و القرارات تتم على مستوى وزارة الكواليس، في دولتهم، فلا يمكن لأحد أن يسمح أن تمس مصالحه، و لا أمواله التي دفعها في ساحة المربع الأخضر لتتقاذفها الأرجل، و تجمع مخلفاتها الأيدي ...
فلما الحديث إذنا، و لما كتابة، مادام الأمر ليس في أيدينا لا من قريب و لا من بعيد، اللهم إلا كما يقول الجزائري العاجز " رانا نهدروا برك " ... إنه مجرد حديث و فقط، و لا يجب أن يتحول هذا الحديث إلى مناظرات و مهاترات و مباريات في القول و الرد على القول و أن نترك الموضوع في إطار الرأي و الرأي الآخر ...
الحقيقة حديثي هذا جاء بعد الكلام الكثير الذي دار في بعض الصحف التي أطالعها باستمرار، و وجدت تلك المقالات و المقالات المضادة، التي لا تعدوا في نهاية المطاف أن تكون رأيا لا يلزم حتى صاحبه فما بالك أن يلزم أحدا ...
أما نظرية الاستمرارية و أختها التغيير فهما ليست في صراع كما يصوره البعض، بل أن الاستمرار في بعض الأحيان يكون لابد منه، و كذا التغيير الذي يكون لا مفر منه، و أرى – و هذا رأيي – أن في الحالة الجزائرية أن تمس النظريتان المنتخب الوطني – على الرغم من أني اعلم أنني أتحدث فقط – أن يتم التغيير على المستوى الذي نعلمه جميعا وأن يستمر الوضع على ما نريده جميعا، دون أن نتهم بعضنا أو نرفض بعضنا،د
و في نهاية المطاف ما نحن سوى مجموعة من ثرثارين نهوى مهنة الكتابة ...
نسيت أمرا ... فليعلم الجميع أننا جميعنا أحرار في السجن ...
و الختام سلامي ...
بقلم هشام التيبازي / الجزائري