الشاي ...
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نَعْنِعِ الشايَ واسقِني منه كأسي ... من نَقيعٍ بسُكَّرٍ حينَ أُمسي
لَذَّةً دون نَشوَةٍ من سُروري ... واشفِني من سِقامِ جِسمي ونَفسي
مُنعِشٌ غَيرَ مُسكِرٍ ومَرامٌ ... يُذهِبُ استِفحالَ الصُّداعِ برأسِ
أنبَتَت أرضُ الصِّينِ باللهِ نَبتًا ... مُثمِرًا لذَّةً نَديمًا لِوِنسِ
ذَهَبِيٌّ بعَينِ ناظِرِهِ والذْ ... ذَوقُ أحلى فَمَ الكؤوسِ بلَحسِ
أسوَدُ اللونِ ثُمَّ أخضَرُ فالأبْـ ... يَضُ والأصفَرُ القَليلُ لغَمسِ
أشعِلِ النارَ تَحتَ إبريقِ شايٍّ ... دون غَليٍّ للماءِ من غَيرِ بَخسِ
اُغمُرِ الأوراقَ اكتِفاءً بماءٍ ... إذ تَحَلَّى بسُكَّرٍ دون كَدسِ
واخلِطِ الكلَّ في دقائِقَ سَكبًا ... أكثِرِ السَّكبَ بَينَ طاسٍ وطَأسِ
واسقِني ثانِيًا وثالِثَ كاسٍ ... منه وامنُن برابِعٍ أو بخَمسِ
وعلى الجمرِ قد تَرَبَّعَ إبريـ ... قُهُ مِثلَ الخطيبِ أو مِثلَ قِسِّ
خاطِبًا في مَن حَولَهُ من كؤوسٍ ... ورؤوسٍ ودون جَهرٍ وهَمسِ
صُبَ في كاسي من مُذابِ عَقيقٍ ... منه يُحلى شَهدٌ وراحٌ برأسي
صُبَّ لي كاسًا بل كؤوسًا شَرابًا ... من حَلالٍ دون الحَرامِ ورِجسِ
واروِني مِسكًا وطيبًا بأنفي ... وشَرابًا لذيذَ ذَوقٍ لضِرسي
واشجِني أنغامًا بصبِّهِ في أُذْ ... ني كنايٍّ يَنسابُ صَوتًا بخِلسِ
حَيثُ يُضفي سَعادَةً في فُؤادي ... كامِنٌ مَعناها بشايٍّ بدَسِّ
فدَعِ المُسكِراتِ واشرَب نَقيعًا ... منه جَذلانًا ناعِمًا دون هَجسِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد بن بوڨرة جعيجع من الجزائر ـ 16 جويلية 2023