إلى أي مدى دعوة "إسرائيل" لطرد تركيا من حلف الناتو هي جادة؟ وهل تركيا هي من بحاجة إلى حلف الناتو أم العكس؟ وكيف ذلك؟

[الزمزوم]

إلى أي مدى دعوة "إسرائيل" لطرد تركيا من حلف الناتو هي جادة؟ وهل تركيا هي من بحاجة إلى حلف الناتو أم العكس؟ وكيف ذلك؟

"إسرائيل طالبت الناتو بطرد تركيا من الحلف بعد تهديدات الرئيس أردوغان ضد إسرائيل".

***


حتّى لو دخلت تركيا في الحرب على الكيان الصهيوني لحماية الفلسطينيين بشكل مباشر أو غير مباشر، وتقديم الدعم العسكري كما فعلت مع أذربيجان في إقليم ناغونو كاراباخ أو كما فعلت في ليبيا ودعم حكومة السراج ضد المنطقة الشرقية.

لأنّ حلف الناتو هو من بحاجة إلى تركيا وليست تركيا هي من بحاجة الناتو.


عكس الاتحاد الأوروبي "الطبعة الاِقتصادية" فتركيا بحاجة للاِنضمام للاتحاد الأوروبي منذ 50 سنة مضت ولم يُفتح لها الباب بعدُ وليس الاتحاد الأوروبي بحاجة لتركيا ذلك أن تركيا وبعد انضمامها للناتو خاسرة في الموضوع وأنها لا تربح شيئاً من ذلك بعكس

انضمامها للاتحاد الأوروبي الذي سيعود عليها بفوائد اِقتصادية كبيرة تجعلها تُضاهي ألمانيا في قوة اِقتصادها.

تركيا بلد كبير، تحتل موقع جغرافي وجيوسياسي هام جداً، تربط بين قارة آسيا وأوروبا، تمتلك ممرات مائية مهمة جداً نحو البحر الأسود (مضيق البوسفور)، وهي مطلة على البحر الأسود والبحر المتوسط، تملك موروث ثقافي وتاريخي ولغوي كبير، تمتلك كتلة سكانية معتبرة.

وهي تملك أحد أكبر الجيوش عُدّة وعتاداً، وهي تمتلك عوامل صناعات عسكرية صاعدة فقد باتت تصنع الكثير من المنتوجات العسكرية وتُصدّرها للخارج، كما أنّها تمتلك عوامل اِقتصادية زاهرة فهي بلد مُنتج ومُصدر للكثير من الصناعات المدنية.


وبالتالي فإنّ دعوة الكيان الصهيوني الناتو لطرد تركيا من الحلف لا تعدو كونها هذيان حتّى لو تدخلت تركيا عسكرياً بشكل من الأشكال في غزّة، لأن اِبعاد تركيا عن حلف الناتو سيقضي على خُطط الأنجلوساكسون وحلف الناتو في التمدد نحو حدود روسيا لإحتوائها

ونحو آسيا حتى تخوم الصين غرباً لكبح نموها وتطورها.

وبالتالي كل عمل وجهد حلف الناتو طوال الفترة التاريخية الماضية والمُتمثل حصراً في قضم جمهوريات الاتحاد السوفييتي المستقلة من دول أوروبا الشّرقية وضمهم للحلف ومحاولته الأخيرة الفاشلة في ضم أوكرانيا وجورجيا وأرمينيا سيذهب سدىً وهباءً منثوراً وسيكون

بداية لنهاية هذا الحلف العسكري الإجرامي الذي وقف طوال تاريخه ووجوده في قتل الأبرياء واشعال الحروب في العالم ونسج الدسائس والمؤامرات بين الدول، ونشر الخراب والدّمار بوقوفه وراء الثّورات الملونة التي أطاحت بدول قبل أن تُطيح بأنظمة تُناهض سياسات أمريكا والغرب في منطقتها وفي العالم.

السؤال الأهم هنا هو: الكيان الصهيوني حليف لحلف النّاتو بينما تركيا عُضو أصيل في حلف النّاتو فإذا دخلت تركيا في حرب مع إسرائيل فهل حلف النّاتو ساعتها سيقف مع أحد أعضائه لحمايته في إطار المادة 5 من ميثاقه أم يقف مع حليفه الإسرائيلي؟


بقلم: الزمزوم -أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق.