مراجعات وخواطر عن اليمين والكيان والطوفان وإيران وتركيا وأذربيجان

[الزمزوم]

مراجعات وخواطر عن اليمين والكيان والطوفان وإيران وتركيا وأذربيجان


بداية الاعتراف بالخطأ فضيلة وهو أفضل من الاِستمرار فيه.


لذلك فإننا سنتناول قضية مهمة وهي القضية البربرية في المنطقة المغاربية.


يجب التأكيد على عدم ثقتنا في مصطلح الأمازيغية، وأن الكتب التاريخية تحدثت عن البربر لتدل بهم على أقوم استوطنوا شمال إفريقيا، وأن هذه التسمية أطلقها المحتلون الرومان على أولئك السكان في شمال إفريقيا إما انتقاصاً منهم أو لتميزهم عن باقي الأقوام وعنهم، وهي شكل من أشكال العُنصرية والتعالي الذي قد يُعطيه المُحتل والاِستعمار لنفسه لإهانة من هو أضعف منه وإحباط معنوياته.


وعليه سواء بربر شمال إفريقيا جاؤوا بعد الوجود العربي (الفينيقيين) أو قبل الفتح الإسلامي للمنطقة فهم في النهاية سُكان أصليون لشمال إفريقيا.


يجب التأكيد على أن إفريقيا كل إفريقيا سوداء.


وعليه يكون الخلاف ليس في صاحب الأرض لأن الكل هنا ممن استوطن هذه الأرض قبل قرون طويلة من الآن هو صاحب الأرض.


ولكن الخلاف هنا حول الأسبقية الزمنية في التواجد على هذه الأرض التي تطرحها النخب الفكرية ومن العامة من كلا الجانبين حول من الأسبق في إستوطانه للمنطقة.


فالسود من الزنج كانوا الأوائل بلا شك لأن إفريقيا سوداء بعد ذلك يأتي حديث عن تجار فينيقيين للمنطقة وربما الإستوطان فيها ولكن كان هناك فئة أخرى استوطنت المنطقة وهم البربر وهم غير الرومان والبيزنطيين المسيحيين بدليل تقليل الرومان من قيمتهم (أي من البربر) وإطلاق تسمية تُقلل من قيمتهم وهي صفة البربر والتي تعني الهمجية والتوحش وهذا لا يعني أن تلك الصفة من هؤلاء الشعوب ولكن أي مُحتل ومُستعمر دائماً يعمل على إذلال الشعوب التي يحتلها ويُحاول اِحتقارها لقتل أي نزعة للتحرر في نفوسها (فمن غير المعقول أن يسب رومانياً رومانياً آخر إذا اعتبرنا أن هؤلاء (أي البربر) من أصول رومانية) والدليل الصفات والأسماء والألقاب المشينة والمنحطة التي كانت تُطلقها فرنسا الاحتلال والاستعمار على الجزائريين وبعد ذلك على الثور أثناء ملحمة الحرب التحريرية العظمى إبان فترة احتلالها للجزائر .


وعليه فإذا سلمنا بهذه الحقيقة فإن الشعوب البربرية ونعني بها هنا التسمية التاريخية التي أُطلقت عليهم في كتب التاريخ والتي وردت على لسان الرومان وليست انتقاصاً أو ذماً لهم وهم شعوب محترمة وقوية وشجاعة ويتمتعون بالمروءة والرجولة ويعشقون الحرية والتحرر ويعفون الظلم والضيم من أي كان، لها لهجاتها وهي وسيلتهم في التواصل وهي بذلك لغة، وهل اللغة غير رموز وأصوات تجمع معاني وألفاظ (دال ومدلول) لتحقيق عملية التواصل بين الناس، ولهم عادتهم وتقاليدهم وتاريخهم الذي قد يختلف مع الطرف الآخر الذي يُشاركهم في الوطن الواحد، ولذلك كله فإنه من باب إحقاق الحق لا غير وجب الاعتراف بلغتهم دون قيد أو شرط ودون تسويف أو نُكران، وهي لغة محلية أصيلة نبتت في هذه الأرض وليست لغة أجنبية دخيلة و مُستوردة، وكما أنهم هم يُشاركوننا لغتنا ويعتزون بها فمن باب العدل أن نُشاركهم لُغتهم لأنها لغة وطنية لا أولى ولا ثانية وإنما لغة ضمن لغات الدولة والمجتمع التي أقرها الدستور الأخير ويسقط الأمر كذلك على اللغة العربية فلا هي لغة أولى ولا ثانية ولكن لغة وطنية ضمن اللغات الرسمية للدولة والمجتمع التي أكد عليها الدستور.


فالأكراد حافظوا على لغتهم وألفاظ لغتهم (أصواتها) وعلى الأسماء الكردية التي تُطلق على أبنائهم عند ولادتهم وتستمر معهم يحملونها حتى انقضاء أجلهم ولم يكن ذلك ما يتعارض مع الدين ما داموا مُسلمين، ويمكن اسقاط هذا الأمر على الشعوب الإيرانية والشعوب التركية والشعوب الإفريقية (من ذوي البشرة السوداء) والشعوب الآسيوية في اندونيسيا وماليزيا وغيرها.


إنني من هنا ومن خلال هذه الورقة أؤكد على أن اللغة البربرية المُتعددة اللهجات الواحدة الموحدة لشعبها الناطق بها في منطقة شمال إفريقيا هي لغة أصيلة وليست لغة دخيلة كما أن شُعوبها هُم شعوب أصلية وليسوا دُخلاء وإلا اِستبعدنا كل من يحمل بشرة غير سوداء وأُصر وأُلح على عبارة بشرة غير سوداء من الأصل الإفريقي، ولذلك كُله من باب العدل الاعتراف اِجتماعياً وشعبياً بلُغة الشعوب البربرية ومُشاركتهم فيها (تراث جمعي مُشترك) كما هُم يُشاركوننا لُغتنا بعد الاعتراف الرسمي والسياسي بها في التعديلات الدستورية الأخيرة، وحتى لو كان الحال في منطقتنا وجود خلافة إسلامية لاعترف لهم الإسلام والمسلمون بحقوقهم الثقافية تلك دون نقصان أو نكران، فالحضارة الإسلامية احتضنت في داخلها شعوباً مُتعددة الأعراق والثقافات ولم تقُم أبداً باِستبعاد ولا بمحاربة ولا نُكران ثقافات تلك الشعوب الجديدة الوافدة عليها بل اِحتضنتهم وكان عامل التنوع العرقي والثقافي في الحضارة الإسلامية عُنصر قُوة وإِبداع ساهم بشكل كبير في تقدم وتطور تلك الحضارة العظيمة وإغراء الشعوب الأُخرى ممن لم يلتحق بها للانضمام إليها والدخول في كنفها وتحت خيمتها بدليل أن أعداد عُظماء السياسة والتاريخ والعلوم والفلسفة والفقه وأصول الفقه والعلوم الدينية وعلم الكلام..إلخ فيها ومنها كان أغلبيتهم الغالبة ليسوا من العُنصر العربي وإن كتبوا مؤلفاتهم ومنتوجهم العلمي والأدبي والثقافي باللغة العربية حباً في دين الله الإسلام الذي اختار له اللغة العربية لتحمله.


إن سُقوط بن يمين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني هو سقوط لحليف قوي لفلاديمير بوتين لسبب بسيط أن الرجل (نتنياهو) اختار النأي بنفسه عن الصراع القائم بين الغرب وروسيا في أوكرانيا.


وأنه ليس من مصلحة فلاديمير بوتين عودة اليسار في الكيان الصهيوني إلى الحكم لأن سياسة هذا الأخير تتماها مع سياسة الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن ومع اليسار الأمريكي والغربي فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.


إن سُقوط بن يمين نتنياهو سيكون ضربة مُوجعة لليمين واليمين المتطرف ليس في الغرب وأمريكا فحسب ولكن في العالم بأسره.


إن ذلك إن حصل سيقضي على حُظوظ دونالد ترامب المحسوب على اليمين الأمريكي في الترشح والفوز بالاِنتخابات الرئاسية الأمريكية أواخر السنة القادمة.


الكثير من العرب والمسلمين عاتبوا على إيران عدم دخولها الحرب بصورة مباشرة إلى جانب المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني ولكن ستزول حيرة الكثيرين عندما يعلمون أنه على فرض أن إيران هي من دفعت المقاومة الفلسطينية للقيام بالعملية العسكرية "طوفان الأقصى" في داخل وعمق الكيان الصهيوني (هذا التدخل المزعوم نفته الولايات المتحدة الأمريكية المعنية بشكل مباشر بتلك الأحداث) لوأد عملية تطبيع السعودية مع الكيان الصهيوني الذي كان على وشك الوقوع والتحقق فإن تربص أذربيجان وتركيا بإيران حال دون وقوع إيران في الفخ (قد تكون أمريكا والكيان كانتا مدركتان لذلك الفخ أو نسقتا ذلك مع الحليف القوي من الناتو تركيا).


نحن لا نشك في نية المقاومة أو جزء منها وبخاصة فصيل تركيا وقطر منها ولكن من المُؤكد أن إيران لو دخلت الحرب في ظل الأوضاع الداخلية الاقتصادية والشعبية والإثنية والعرقية والانفصالية المُزرية التي تعيشها في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى الأخطار القادمة من دول الجوار وبخاصة أذربيجان فإن أكبر رابح من ذلك أي من تورط إيران في الحرب تلك بالدرجة الأولى هي تركيا للمرور إلى عالمها التركي بعد القضاء على أصعب عقبة والعمل على توحيده جغرافياً وتجاوز عقبة اليابسة القانونية والسياسية أرمينيا بعدما وضعت أمريكا والغرب خطوطاً حمراء لأذربيجان (بعد موقعة ناغورنو كاراباخ الأخيرة) التي هددت باحتلال جنوب أرمينيا الذي به الطريق البري الموصل إلى إقليم نخجوان الأذري في الجانب الآخر من أرمينيا والذي يتصل بالأراضي التركية، وأن الطرف الثاني الرابح من ذلك الأمر لو حدث كان أمريكا لأن سُقوط إيران في الفخ يمنح أمريكا تأشيرة المرور إلى منطقة القوقاز وآسيا الوسطى وإمكانية نشر الإرهاب فيهما لمُحاصرة رُوسيا ولقطع الطريق على تمدد الصين الاقتصادي المُتجه بسرعة وبقوة وبخطوات ثابتة نحو جهة الغرب أوروبا وأفريقيا.


بقلم: الشيخ الزمزوم

[الزمزوم]

الإيغور على سبيل المثال في الصين ذوي أصول تركيا التي تحاجج بهم الآن معنا

.. ينتمون إلى العالم التركي

ونحن نراك متحسم لضرورة الاعتراف بهم واختلافهم عرقيا ودينياً عن الصينيين .. وتُغيب جانب الاختلاط بين الأعراق هناك

ولكنك لا تتحدث بنفس الشكل في ما يتعلق بالأمازيغ وما يفعله جزء كبير من العرب على طريقة الصين مع الإيغور من الشعوب التركية

والأمازيغ كما تعلم ينتمون إلى العالم الأمازيغي وتحاول التغطية على مطالبتهم بحقوقهم التي تكفلها لهم وتعطيها وتدافع عنها بالنسبة لإيغور الصين

تحت ذريعة الدين واختلاط الأعراق .. وتلك لوثة فكرية وجب التخلص منها لتحقيق الموضوعية والاحترام الفكري والعلمي والثقافي.

[الزمزوم]

روسيا تسعى لأن يُعتراف لها بالعالم الروسي (حسب المفكر دوغين) في إطار جغرافيا أوراسيا

ومن الفلبين حتى اليابان العالم الأصفر

وأوروبا الشرقية وأوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزلندا العالم الغربي

والخليج والشام والحجاز العالم العربي

وآسيا الوسطى وفي جزء من منطقة القوقاز العالم التركي

وجزء من آسيا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط العالم الإيراني

ومن الهند حتى سريلانكا وبنغلاديش حتى تخوم الفيتنام العالم الهندي

وفي شمال إفريقيا العالم الأمازيغي

ومن حدود دول الساحل حتى السودان العالم الإفريقي

وهناك العالم اللاتيني في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية

وأخيراً عالم الجزر مثل أندونيسيا وتيمور الشرقية وبقية الجزر المتناثرة في البحار والمحيطات

عالم متعدد الأقطاب لكل شعب فيه الحق العيش بحرية وسلام والاعتراف له بثقافته ولغته وخصوصيته مهما كان دينه.. فالدين أو أي عامل آخر لا يبرر التنازل عن الهوية والثقافة.


فما المانع من أن الإنسان يتمسك بهويته وتاريخه وثقافته ولغته ويكون مسلم .. أم أن شرط بعض المسلمين هو أن يعترف بأنه اختلط مع أجناس آخرين وينسى هويته حتى يكون


مسلماً.. إذا كان الامر كذلك لماذا لا يفعلها عرب المشرق؟ ويقدمون لنا النموذج في التخلي عن الأصل والهوية والتاريخ بحجة أن الشعوب اختلطت والأساس هو الدين؟

والوحدة تكون على أساس القبول بالآخر وقابلية العيش المشترك واحترام التنوع الثقافي والفكري واحترام قيم المواطنة.


التعددية تكون بهذا الشكل على أساس اجتماعي


أما االحديث عن التعددية القطبية: الصين وأوروبا وامريكا وروسيا والهند ..إلخ فهذه تعددية سياسية لن تجلب السلام والأمن والرخاء للشعوب بقدر ما تجلب الصراع والتنافس


الاقتصادي والعسكري الذي يصحبه الويلات والآلام والخراب والدمار والهيمنة والإقصاء والتهميش والتفوق والتعالي والاستعباد والنهب والسرقة.