الإنسان ليبقى حائرا إلى الحال التي وصل إليها الفلسطينيون، العرب والمسلمون، قبلوا بالهزيمة ورضوا بالذل والهوان كأنه أمرا محتوما.
منذ شهور من اليوم شن الكيان الصهيوني عدوانا على غزة بطائراته العسكرية إستهدف أهدافا ومواقع تابعة للجهاد الإسلامي، دون حماس المسيطرة على غزة، وبقيت حماس على الحياد ولم ترد على الغارات الإسرائيلية، بل بذلت حتى مساعي الضغط على الجهاد الإسلامي نزولا عند الرغبة القطرية بقبول الهدنة، بعد أن حققت إسرائيل أهدافها بقتل قياديين في الجهاد.
الحيرة هنا أن إسرائيل تمكنت من تحييد السلطة الحاكمة في الضفة على حماس، وتحييد حماس على الجهاد (التي تنافس حماس في حكم غزة).
كما أن إسرائيل تمكنت من تحييد العرب عن فلسطين وإختزال صراع الشرق الأوسط إلى مجرد نزاع فلسطيني إسرائيلي وفقط، بعد أن أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع عديد الدول العربية التي يمثلها سفراء معتمدين في تل أبيب (والكل شاهد تلك المائدة الرمضانية الفاخرة التي أقامها السفير الإماراتي على شرف مسؤولين إسرائليين، وتلك الحميمية التي جامعت السفير بالحاخام المتطرف).
وتجلى هذا في تحييد حزب الله عن المقاومة الفلسطينية، وبقي ساكنا ولم يتحرك ولم يكن له أي رد الفعل على الغارات الإسرائلية على جنوب لبنان إستهدفت أهدافا فلسطينية، منتهكة بذلك السيادة اللبنانية، التي يتبجح الحزب في الذود عنها، ورافق سكوت حزب الله إلى مطالبة فعاليات لبنانية حتى بطرد الفلسطينيين من لبنان.
وتحييد المسلمين عن العرب وقضية فلسطين، وأصبحت الإعتداءات التي يتعرض الأقصى (أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومصلى الرسول الكريم أين أم الأنبياء والرسل ومحطة في معراجه إلى السماء) لا يعني شيئا عندهم.
وأن ما تعرض له المسجد الأقصى في هذا الشهر الفضيل لم يحرك المسلمين، وحتى الإدانات التي صدرت عن العواصم الإسلامية لم ترقى إلى مستوى هذه الإعتداءات، بإستثناء بيان الرئاسة الجزائرية، والمكالمة الهاتفية بين الرئيس الإيراني والتركي التي تطرقت التصرفات الإسرائلية.
بقلم الأستاذ محند زكريني