|
قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
روسيا واليمين المتطرف في البلدان الغربية
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2023-02-05, 10:59 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
روسيا واليمين المتطرف في البلدان الغربية
روسيا واليمين المتطرف في البلدان الغربية
يقول الفيلسوف الروسي الكبير "ألكسندر دوغين": أن "علاقة روسيا باليمين المتطرف" في الغرب تكتيكي، في ظل سعي روسيا لبناء عالم جديد متعدد الأقطاب وبعث أوراسيا. ذلك أنه من مصلحة روسيا: أولاً، عودة مُجتمعها [بل وكل المجتمعات: المسيحية والإسلامية إلى جذورها] إلى القيم الروحية واليمين المتطرف لا يخفي رغبته بالدعوة للرجوع إلى الجذور المسيحية وبذلك يقف موقف العداء من اليسار الغربي المتفسخ الذي يسعى لإنهاء الأديان والصفة البشرية للبشر. ثانياً، من مصلحة روسيا حل حلف الأطلسي "الناتو" بعد انتهاء الحرب الباردة والذي بدأ يزحف على حدود روسيا الغربية، والأحداث الحالية في أوكرانيا ودعم الغرب والناتو وأمريكا لأوكرانيا في حربها مع روسيا إلا دليل واضح وبرهان ساطع عن خطط الغرب اتجاه روسيا. وفي هذه النقطة فإن اليمين المتطرف لا يخفي نيته في سعيه لإنهاء حلف الناتو ومظاهرات اليمين المتطرف في فرنسا مثال صارخ على ذلك. ثالثاً، ومن مصلحة روسيا أن تعود الدولة القُطرية في البلدان الأوروبية وأن تَنفُض حالة الإتحاد السياسي والاقتصادي بينها، والذي لم يكن في صالح روسيا ولا حتى في صالح دول العالم الأخرى من خارج المنظومة الغربية [اعتداء حلف الناتو على ليبيا زمن حكم معمر القذافي بعيد أحداث ما يسمى الربيع العربي مثال على ذلك]. وفي هذه النقطة فإن اليمين المتطرف لا يُخفي رغبته في دعوة بلدانه في أوروبا للخروج من هذا الإتحاد بسبب عدم التكافؤ الاقتصادي بين بلدانه وعيش بلدان أوروبية عالةً ومُتطفلة على اقتصاد بلدان أوروبية أخرى أكثر تقدماً منها مثل: اليونان مقابل ألمانيا، فالمواطن الألماني يقول [يرفض] أن اليوناني يأخذ من جهده وماله دون أن يُقدم مجهوداً وعملاً مساوياً لما يقوم به هو. رابعاً، وأن يتم اِنهاء الليبيرالية المتوحشة والرأسمالية المُفترسة التي فرضت [بعد سقوط المنظومة الإشتراكية] على العالم أشكالاً مشوهةً من الأنظمة السياسية والاقتصادية بعيدة كل البعد عما هو حاصل في الدول الغربية المُتقدمة والذي حول تلك الدول غير غربية إلى براميل بارود تفجرت داخلياً وأحرقت الأخضر واليابس فيها لتُسهيل نهب وسرقة وثروات وموارد وقرارات وسيادة تلك البلدان. وفي هذه النقطة فإن اليمين المتطرف في البلدان الغربية يخاف من أن توفر الليبيرالية إمتيازات للأجانب في بلدانهم على حسابهم هم. خامساً، وأن يتم اِنهاء العولمة التي ثبتت كظاهرة اقتصادية وسياسية نظام الهيمنة الأنجلو ساكسونية على العالم والأحادية القطبية لعدة عقود طويلة. وفي هذه النقطة فإن اليمين المتطرف في البلدان الغربية يرى أن العولمة كقيم أسست لنهاية دور الأسرة والدين والقيم الروحية وابتدعت أشكالاً قاتلة للمجتمعات الغربية من الجنس الأبيض أو الرجل الأبيض فيها بحديثها عن حقوق الإنسان التي تجاوزت الفطرة والطبيعة البشرية والدين مثل: السماح بالمثلية والمُجاهرة بها بل وبفرضها على المُجتمعات وبالتحول الجنسي بمعنى الإعتراف بوجود جنس ثالث إلى جانب الرجل والمرأة كشكل من أشكال التحضر والتقدم وشرط للإنخراط في المجتمع الدولي الحديث في القرن الأمريكي. عندما يأتي أناس يدعون إلى: 1/ العودة إلى الدين والقيم الروحية 2/ إلى اِنهاء أشكال الإتحاد سواء الاقتصادي أو السياسي 3/ وإلى إنهاء الاتحاد العسكري مثل: حلف الناتو 4/ وإلى انهاء الليبيرالية المتفسخة 5/ وإلى إنهاء الرأسمالية المتوحشة المفترسة 6/ وإلى انهاء العولمة 7/ وإلى وضع حدود لما يُسمى حقوق الإنسان في ظل عدم احترامها الدين وبعيداً عن القيم الروحية فهل تتوقعون أن روسيا ترفض التعامل مع هؤلاء الناس الذين يدعون لذلك أقصد هنا اليمين المتطرف في البلدان الغربية ولو بشكل تكتيكي لأنه يُساعدها [أي روسيا] في ابعاد الأخطار المُحدقة بها جيوسياسياً وجغرافياً واقتصادياً وثقافياً ودينياً وعسكرياً، إن تلك الأمور إذا ما حدثت تضعف أعداءها. أما فيما يتعلق بموقف روسيا اتجاه الإسلام والمسلمين فيجب التذكير بمايلي: - يُشكل المسلمون في روسيا من 20 إلى 30 بالمئة من سُكانها الأصليين، بمعنى أن المسلمين في روسيا أُصلاء في المنطقة وُلِدوا منذ القدم وترعرعوا فيها ولم يقْدمُوا إلى روسيا بفعل الهجرة الشرعية أو غير شرعية كما حصل مع البلدان الغربية في أوروربا وفي أمريكا. - أن الإتحاد الروسي يحتوي على دول الأغلبية فيها مُسلمة، مثل: داغستان وتتارستان والشيشان والقرم. - أن شعوب تلك الدول الإسلامية المنضوية في داخل الإتحاد الروسي جُزءٌ لا يتجزأ من روسيا لذلك هم يُشاركون في كل ما يتعلق ببلدهم روسيا بخاصة اتجاه الأخطار المحدقة بها، لذلك نجد الشيشانيون وسكان القرم وغيرها من مُقاطعات روسيا ذات الأغلبية السكانية من المسلمين والمنضوين في داخل الجيش الروسي يُحاربون إلى جانب بلدهم روسيا في أوكرانيا وفي غير أوكرانيا دفاعاً على وطنهم الأُم روسيا. - أن دول الجوار لروسيا الإتحادية على طول الحدود الجنوبية لها في آسيا الوسطى وفي منطقة القوقاز [الدول الإسلامية التي كانت منضوية في داخل الإتحاد السوفياتي] كُلها دول إسلامية، لم تقل روسيا يوماً أنها تُشكل خطراً عليها، فما الذي يهمُ روسيا في أوروبا الغربية [قضية المهاجرين] البعيدة عنها والتي تفصلها عنها أوروبا الشرقية وهذه الأخيرة هي التي تهُم روسيا ماتعلق بزحف حلف الناتو على حدودها البرية ومياهها الإقليمية. بل العكس من ذلك شكلت روسيا الكثير من الفضاءات الاقتصادية والثقافية والأمنية التي تجمعها مع هذه الدول الإسلامية وتحتفظ بعلاقات تاريخية وثقافية جد طيبة. يجب التذكير ههنا، أن هُناك ملايين من سكان تلك الدول الإسلامية مثل: طاجكستان وتركمنستان وكازاخستان وأذربيجان وأوزباكستان وقيرغيستان...إلخ من يعيش في روسيا ويتم تحويل ملايير الدولارات سنويا من أموالهم في إطار التحويلات الاجتماعية إلى بلدانهم الأصلية، كما يفعل المهاجرون العرب والمسلمون من مصر وبلدان مغاربية من تحويلات اجتماعية مالية من دول أوروبية نحو بلدانهم الأصلية. فروسيا بلا شك تُسهم في عيش وحياة واِنتعاش اِقتصاد هذه البلدان الإسلامية بشكل كبير وقوي. ويجب التذكير أيضاً أن هُناك عمالاً على كل المُستويات من هذه البلدان الإسلامية ينتقلون للعمل في روسيا كل أسبوع وكل يوم وكل شهر وعلى مدار السنة مُتنقلين بين مدن روسيا ومدن بُلدانهم الأصلية في اِرتباط مُذهل ونادر بين روسيا وهذه الدول الإسلامية قلما نراه في دول أخرى. إن بقاء الدول المستقلة على حدود روسيا الجنوبية على ثقافتها ولُغاتها وعاداتها وتقاليدها وحفاظها على دينها [أي الإسلام].. ذلك أن هذه الشعوب ما زال الإسلام يُشكل دين الأغلبية بين سُكانها وأن ما بين 60 إلى 80 أو 90 بالمئة يُدينون بالدين الإسلامي.. يُكذب بشكل قاطع "عداء روسيا للإسلام" كما يزعم بعض السفهاء والمتنطعين ومراهقي السياسة سواءٌ في فترة الإتحاد السوفياتي المُنقضية أو حتى وقتنا الراهن، وأن ذلك الخطاب الكاذب روجته البلدان الغربية أيام الحرب الباردة وأسهمت في نشره بيادق الغرب من جماعات الإسلام السياسي المُتحالفة مع الأمريكان حينها ومن بينهم الإخوان المسلمين وغيرهم من جماعات دينية في منطقتنا، وقد لعب ذلك الخطاب الكاذب بلا ريب دوراً كبيراً في تشويه سمعة الإتحاد السوفياتي في وقتها وفي تعبئة الشباب المسلم [أي تم خداع هذا الشباب المسلم] ودوره فيما بعد في هزيمته في أفغانستان وهذه الأخيرة تُعد سبباً غير مباشر أو من ضمن الأسباب العديدة في اِنهيار الإتحاد السوفياتي وما أكثرها. بقلم: عابر سبيل
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc