هذا تصريح بالاستسلام و العجز عن مواجهة الحياة ، حتى لو افترضنا أنّك قمت بتحقيق العدالة المثالية التي تحلم بها و نجحت في قتل الذين تراهم من وجهة نظرك ( جرذان و مفسدون ) ، هل تعتقد أنّك ستنجح في التخلص من الشر من جذوره ؟ ، سيأتي غيرهم و غيرهم و ستستمر معاناتك ، و المشكلة هي أنّك ستكون الخاسر في هذه اللعبة ، ستكون قد قمت بتخليص و إراحة هؤلاء الجرذان من متاعب الحياة أي أنهم سيتألمون لبعض الدقائق ثم يموتون و يرتاحون و يأكلون من حسناتك ، ستكون قد أهديتها لهم على طبق من ذهب ، و لكن المعاناة الأكبر أنت من ستتحملها ستمضي معظم حياتك خائفا و مختبئا و فارا من عدالة الأرض ، سيشغل التفكير في كيفية طمس معالم جرائمك معظم حياتك ، و لو فرضنا أنك نجوت بطريقة ما من عدالة الأرض و أرضيت جنونك و حقدك ، هل تظن أنك بهذا ستنجو من مصاعب الحياة أو تستطيع أن ترد عنك الموت و الخضوع للحساب و العدالة الإلهية ؟
أنت الخاسر الوحيد يا أخي ، الكثير عاشوا و ذاقوا مرارة و قسوة الحياة و ظلم أهلها ، فأين نحن من إبتلاءات و مصائب الأنبياء ، و مع ذلك صبروا و احتسبوا ، و بصبرهم فرج الله عنهم و رفع مقامهم و عاشوا الجنة على الأرض .
زيد خمم مع نفسك ، و ربي يفرج عليك ، إن المصائب و الشرور لا تدوم .