![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||
|
![]() اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته و بارك الله فيكِ و جزاكِ الله عنا كل خير و يمكنك طرح جميع الاسئلة بناء عن ما تم نشرة في المقدمة اقتباس:
و لي عودة بعد صلاة المغرب إن شاء الله
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]()
اقتباس:
فإن الحديث عن الإيمان له طعم خاص حديث يأخذنا إلى سمو المعرفة وعلو المكانة نسمعه .. فنشعر أن كل أطراف الجسد تلتف حول قائدها وهو القلب ذلك أنه محل النية ومنطلق الإيمان أن الحديث عن الإيمان إنما هو حديث عن الصلة التي بيننا وبين ربنا جل وعلا وماهيّة تلك الصلة ومدى استمراريتها وماهي طرق توثيقها والله أسأل التوفيق والسداد . أن تتعرف على الله سبحانه وتعالى الله الذي خلقنا في أحسن تقويم وجعلنا من بنيء آدم المكرمين شق سمعنا وبصرنا وأجرى الدماء في عروقنا نعمه علينا لا تعد وجوده ليس له حدود فضلنا بالإسلام وجعلنا من أتباع خير الأنام عليه الصلاة والسلام من يعطينا إن لم يعطينا الله من يرزقنا إن لم يرزقنا الله من يغنينا إن لم يغنينا الله من يعافينا إن لم يعافينا الله أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ۚ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) سورة الملك الله .. الرحمن أرحم علينا من أمهاتنا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما رحمته سبقت غضبه و رحمته وسعت كل شي الذي يغفر الذنوب , ويستر العيوب , ويفرج الهموم وينفس الكروب , ويقضي الديون من لجأ إليه حماه , ومن توكل عليه كفاه . [هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلَامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ(23) هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] [الحشر: 22-24]. وكلما تعرفنا عليه بصدق كلما زاد إيمانا به وتضاعف وصلنا له وتجلت تضحياتنا من أجله وارتفع رأسنا فخراً كلما تظللننا تحت سقف عبوديته تعالى . ثانيا بتحقيق معنى التقوى في القلوب فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين يقول ربنا جل وعلا : " وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا" النساء131 , والتقوى أن نجعل بيننا وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمرك به وبترك ما نهانا عنه وقال ابن مسعود عن التقوى : "هي أن يطاع الله فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر" وقال طلق بن حبيب رحمه الله : "التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله" فكلما عملنا بهذه القاعدة كلما زاد إيماننا في قلوبنا وخشيتنا من ربنا وطاعتنا لنبينا عليه الصلاة والسلام , فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان . ثالثا قامة الصلاة بأركانها وخشوعها الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد التوحيد وهي الصلة بيننا و بين الله تعالى وإقامتها في أوقاتها بأركانها وشروطها تبعث في النفس الطمأنينة والخشوع والذلة لله تعالى الأمر الذي يحقق الإيمان الحقيقي والتقوى في القلوب , قال تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 1-3 والصلاة أيضاً طريق لتهذيب النفس والأخلاق وحفظها عن الفواحش والدنايا والمحرمات كما أخبرنا تعالى في كتابه فقال : ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ( العنكبوت: 45 كما جعل - سبحانه - إقامة الصلاة على أوقاتها من أعظم ما يذهب السيئات والخطايا عن الإنسان فقال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114 , وجاء في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ. رواه مسلم 233 وقد جعل الله الصلاة طريقاً لذكره وسبيلاً لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله قال عز وجل: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14 قال السعدي - رحمه الله : - " أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي لأن ذكره تعالى أجل المقاصد، وهو عبودية القلب وبه سعادته، فالقلب المعطل عن ذكر الله معطل عن كل خير، وقد خَرِبَ كل الخراب فشرع الله للعباد أنواع العبادات التي المقصود منها إقامة ذكره، وخصوصا الصلاة" . رابعا قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته . إن لقراءة القرآن الكريم شعور خاص وحالة مستثناه , كيف لا ,, ونحن عندما نقرأ كلام الله جل وعز الذي لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ .. فصلت 42 فكيف لو صاحب القراءة تدبراً وفهماً وتأملاً وخشوعاً لا شك أن الغايات المتعددة من هذا التدبر ستتحقق لصاحب العلاقة مع هذا الكتاب العظيم من بركة وهدى ونور وشفاء وصدق مناجاة قال تعالى :(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) [ص:29] خامسا المداومة على ذكر الله تعالى : فذكرنا لله سبب في اطمئنان قلوبنا , وهو أمان لروحنا ,, يقول جل من قائل : ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ الرعد: 28 وذِكْرُ لله سبب في أن يذكرك الله في من عنده قال تعالى: ﴿ فَاذكُروني أَذْكُرْكُمْ ﴾ البقرة: 152 سادسا طلب العلم الشرعي . وقد يسأل سائل ما علاقة العلم بتجديد الإيمان في القلوب وأقول إن العلم منطلق العمل فلا عمل متقن , ولا أثر يتضح ما لم تنطلق من علم ودراية كذلك الإيمان في القلوب لا يرى أثره ولا تظهر صوره إلا حينما ينطلق من علم يهذب النفوس ويربي الأرواح ويزكيها من كل شائبة ودخن سابعا قيام الليل . هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات . ثامنا التفكر في اليوم الآخر . إن من يسمع عن الموت وسكراته والقبر وظلماته و يوم القيامة وأهواله والحساب وحسراته والميزان ودقته والصراط وحدته و الوقوف بين يدي الله وعظمته والعذاب وشدته لحريٌّ به أن يعدّ العدّة ويستجيش بكل مايملك ويستعد لهذا المستقبل المحتوم بإيمان صادق يملأ قلبه وبعمل دائم يتقرب به إلى ربه . تاسعا مرافقة أهل الإيمان . يقول الله تعالى في بيان أن الرفقة الصالحة ممتد خيرها لا ينقطع إلى يوم القيامة : " الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ " الزخرف:67 وفي آية أخرى يبيّن جل وعز حال ذلك الذي تأسى بقدوات الشر وأصحاب الباطل وقرناء السوء متحسراً نادماً " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يلَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً. يوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً . لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي " الفرقان:27- 29] و اخيرا الدعاء . و هذا له مقام خاص سوف يجاء بعد هذه المشاركة |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
من اجل الوصول الي هذا الخير يجب نحدده و نوضحة حتي نلمس جميع جوانبة لتصل قلوبنا و اروحنا الي الراحة و السكينة في البدايه يجب تحديد مفهوم حسن الظن بالله تعالى حسن الظن بالله تعالى هو قوة اليقين بما وعد الله تعالى عباده من سعة كرمه ورحمته ورجاء حصول ذلك. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي رواه البخاري (7405) ومسلم (2675). قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: " قيل: معناه: بالغفران له إذا استغفرنى والقبول إذا أناب إليّ والإجابة إذا دعانى والكفاية إذا استكفانى لأن هذه الصفات لا تظهر من العبد إلا إذا أَحسن ظنه بالله وقوى يقينه " انتهى، من "اكمال المعلم" (8 / 172). و الان مفهوم اليقين قال ابن سعدي " اليقين : هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك الموجب للعمل " انتهى من "تفسير السعدي" ص(40). وقال بعضهم " ظهور الشيء للقلب بحيث يصير نسبته إليه كنسبة المرئي إلى العين فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلا وهذا نهاية الإيمان وهو مقام الإحسان " ينظر "مدارج السالكين"(2/399) . فاليقين أرقى درجات الإيمان وأخص صفات أهل التقوى والإحسان قال تعالى (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة لقمان : 4-5 قال ابن القيم : " اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان وعليهما ينبني وبهما قوامه وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية وعنهما تصدر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال وبقوتهما تقوى الأعمال وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين وهما يثمران كل عمل صالح وعلم نافع، وهدى مستقيم" انتهى من "مدارج السالكين" (2/397) . و الان مع مفهوم حب الله محبة الله هي إيثار محبة الله على ما سواه بالتزام أمره واجتناب نهيه واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في كل كبير وصغير وسلوك طريق المحبين والتحزب لأهل محبة الله ونصرتهم ومودتهم وصرف المحبة الإيمانية لكل محبوب لله والبعد عن كل ما يسخط الله وينافي محبته وشرط المحبة لله الإحسان في العمل واتباع الشرع. فلا تصح المحبة ولا تقبل الدعوى من أحد إلا يما يوافقها من العمل الصحيح. و الان مع مفهوم العقيدة العقيدة الصحيحة تتلخص في: الإيمان بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز وبعث الله بها رسوله محمدا -عليه الصلاة والسلام ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الايمان به من أمور الغيب وجميع ما أخبر الله به ورسوله -صلى الله عليه وسلم و بعد عرض المفاهيم نوضح الامور كلها من اراد الوصول لحسن الظن بالله يجب ان يتم عنده اليقين في عقيدتة و بعد اتمام اليقين ينتج عنه حب الله ثم حسن الظن هكذا يكون الترتيب الصحيح لهذا سوف يكون لي عودة من اجل اتمام الشرح فلا تثقلي الامر عليكِ و تابعي و ناقشي في كل ما يخطر علي بالك بدون تردد حتي يكتمل هذا الامر في القلب و الروح |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كان ختام اللقاء السابق اقتباس:
لمزيد من التوضيح سبيل تحصيل اليقين يحتاج إلى مقامين : مقام الرسوخ في العلم النافع بكثرة النظر والبحث فيه والنظر في شواهده ودلائله الصحيحة . ثم بذل الوسع في فعل المأمور والمجاهدة والمصابرة عليه ، واجتناب المنهي عنه حتى تتزكى النفس وتتخلص من حظوظها ويسلم القلب ويصفو ويزداد الإيمان حتى يبلغ مرتبة اليقين . وأعظم أبواب تحصيل اليقين : العناية بكلام رب العالمين ، تلاوة وتدبرا ، وعلما ، وعلما . قال محمد رشيد رضا : " وَاعْلَمْ أَنَّ قُوَّةَ الدِّينِ وَكَمَالَ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ لَا يَحْصُلَانِ إِلَّا بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَاسْتِمَاعِهِ مَعَ التَّدَبُّرِ بِنِيَّةِ الِاهْتِدَاءِ بِهِ وَالْعَمَلِ بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ. فَالْإِيمَانُ الْإِذْعَانِيُّ الصَّحِيحُ : يَزْدَادُ وَيَقْوَى وَيَنْمَى وَتَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ آثَارُهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَتَرْكِ الْمَعَاصِي وَالْفَسَادِ = بِقَدْرِ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَيَنْقُصُ وَيَضْعُفُ عَلَى هَذِهِ النِّسْبَةِ مَنْ تَرَكَ تَدَبُّرَهُ وَمَا آمَنَ أَكْثَرُ الْعَرَبِ إِلَّا بِسَمَاعِهِ وَفَهْمِهِ وَلَا فَتَحُوا الْأَقْطَارَ، وَمَصَّرُوا الْأَمْصَارَ وَاتَّسَعَ عُمْرَانُهُمْ، وَعَظُمَ سُلْطَانُهُمْ، إِلَّا بِتَأْثِيرِ هِدَايَتِه " انتهى من "تفسير المنار" (9/463) . محبة الله تعالى فإن محبة الله من أعظم مقامات العبادة عليها تدور رحى الطاعة والسير إلى الله لأنها تسوق المؤمن إلى القرب وترغبه في الإقبال على الله وتجشم المشقة والعناء في سبيل رضا الله والفوز بجنته. قال تعالى في وصف المؤمنين: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}.سورة المائدة 54 وفي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ : أنْ يكونَ اللهُ و رسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما و أنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ و أنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43) وهذه الآية تسمى عند السلف بآية الامتحان قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (31) سورة سورة آل عمران يمتحن بها كل من يدعي محبة الله فإن كان متبعا للسنة كان صادقا في دعواه وإن كان معرضا عن السنة كان كاذبا في دعواه. أما دعوى المؤمن الصادقة لمحبة الله ورسوله تنفعه بإذن الله ولو قصر في العمل أو منعه عذر ولم يلحق بالمقربين لما ثبت عند الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ أينَ السَّائلُ عن قيامِ السَّاعةِ فقالَ الرَّجلُ أَنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ ما أعددتَ لَها قالَ يا رسولَ اللهِ ما أعددتُ لَها كبيرَ صلاةٍ ولا صومٍ إلَّا أنِّي أحبُّ اللَّهَ ورسولَهُ. فقالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المرءُ معَ مَن أحبَّ وأنتَ معَ مَن أحببتَ فما رأيتُ فرِحَ المسلمونَ بعدَ الإسلامِ فرحَهُم بِهَذا. رواه الترمذي 2385 وأعظم ما يمتحن به العبد في باب المحبة لله ما كان يألفه من دواعي الهوى والنفس الأمارة بالسوء والعوائد السيئة فإن قدمها على محبة الله وأتبع نفسه إياها فقد باء بالخسران وفاته خير عظيم وإن قدم محبة الله عليها واعتزلها وتركها لله فقد فاز وكان من أهل الفلاح ولذلك امتحن الله المؤمنين بتقديم محابهم الثمان على محبته والجهاد في سبيله، فقال: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة 24 فتارك الصلاة يمتحن بفعل الصلاة وشارب الخمر يمتحن بترك الخمر والزاني يمتحن بتركه الزنا وآكل الربا يمتحن بتركه الربا والكذاب المفسد بين الناس يمتحن بتركه النميمة والمرأة المتبرجة تمتحن بالحجاب والفنان يمتحن بهجر الغناء وهكذا. قال ابن تيمية: "فمحبة الله ورسوله وعباده المتقين تقتضي فعل محبوباته وترك مكروهاته والناس يتفاضلون في هذا تفاضلًا عظيمًا فمن كان أعظم نصيبًا من ذلك كان أعظم درجة عند الله". حسن الظن بالله وأكثر ما يتعيَّن على المسلم حسن الظن بربِّه تعالى في موضعين : الأول : عند قيامه بالطاعات . عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) . رواه البخاري ( 7405 ) ومسلم ( 2675 ) . فيلاحظ في الحديث علاقة حسن الظن بالعمل أوضح ما يكون فقد أعقبه بالترغيب بذِكره عز وجل والتقرب إليه بالطاعات فمن حسُن ظنه بربه تعالى دفعه ذلك لإحسان عمله . قال الحسن البصري رحمه الله : " إن المؤمن أحسنَ الظنّ بربّه فأحسن العملَ وإنّ الفاجر أساءَ الظنّ بربّه فأساءَ العمل . رواه أحمد في " الزهد " ( ص 402 ) . وقال ابن القيم - رحمه الله - : ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل علِم أن حُسن الظن بالله هو حُسن العمل نفسه فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أنه يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ، ويتقبلها منه فالذي حمله على العمل حسن الظن فكلما حسُن ظنُّه حسُنَ عمله وإلا فحُسن الظن مع اتباع الهوى : عجْز . .. . وبالجملة : فحُسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة وأما مع انعقاد أسباب الهلاك : فلا يتأتي إحسان الظن . " الجواب الكافي " ( ص 13 - 15 ) مختصراً . الثاني : عند المصائب ، وعند حضور الموت . عَنْ جَابِرٍ رضِيَ الله عَنْه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ يقولُ ( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ ) . رواه مسلم ( 2877 ) . يجب على المؤمن أن يُحسن الظنَّ بالله تعالى وأكثر ما يجب أن يكون إحساناً للظن بالله : عند نزول المصائب ، وعند الموت قال الحطاب : ندب للمحتضر تحسين الظن بالله تعالى وتحسين الظن بالله وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض إلا أنه ينبغي للمكلف أن يكون دائماً حسن الظن بالله . " الموسوعة الفقهية " ( 10 / 220 ) : وينظر : " شرح مسلم " ، للنووي ( 17 / 10 ) . فتبين مما سبق أن حسن الظن بالله تعالى لا يكون معه ترك واجب ولا فعل معصية ومن اعتقد ذلك نافعاً له فهو لم يثبت لله تعالى ما يليق به من أسماء وصفات وأفعال على الوجه الصحيح وقد أوقع نفسه بذلك في مزالق الردى وأما المؤمنون العالِمون بربهم فإنهم أحسنوا العمل وأحسنوا الظن بربهم أنه يقبل منهم وأحسنوا الظن بربهم عند موتهم أنه يعفو عنهم ويرحمهم ولو كان عندهم تقصير فيُرجى لهم تحقيق ذلك منه تعالى كما وعدهم . والله أعلم |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
]استشارات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc