معنى اسم الله تعالى القادر والقدير والمقتدر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله تعالى القادر والقدير والمقتدر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-01-25, 16:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة معنى اسم الله تعالى القادر والقدير والمقتدر

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


الله جل جلاله

معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد

معني اسم الله تعالى السيد

معني اسم الله تعالى المحصي

معني اسم الله تعالى الباعث

معني اسم الله تعالى المبدئ والمعيد

معني اسم الله تعالى الحيّ

معني اسم الله تعالى القيوم

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

معني اسم الله تعالى سُبُّوح قدُّوس

معني اسم الله تعالى الرب

معني اسم الله تعالى البَرُّ

معني اسم الله تعالى الجميل

معني اسم الله تعالى الشافي

معني اسم الله تعالى الرَّؤوف

معني اسم الله تعالى الرفيق

معني اسم الله تعالى الصمد

معني اسم الله تعالى الغني

معني اسم الله تعالى الطيب

معني اسم الله تعالى الـمُحيي والـمُميت




.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-01-25, 16:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


القدير، القادر، المقتدر

قال تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ [الأنعام: 65].

قال الزجاج: (القادر):

الله القادر على ما يشاء

لا يعجزه شيء

ولا يفوته مطلوب

والقادر منا – وإن استحق هذا الوصف

فإن قدرته مستعارة

وهي عنده وديعة من الله تعالى

ويجوز عليه العجز في حال

والقدرة في أخرى.

والله تعالى هو القادر

فلا يتطرق عليه العجز

ولا يفوته شيء


((تفسير الأسماء)) (ص: 59).

وقال الخطابي: (القادر):

هو من القدرة على الشيء

يقال: قدر يقدر قدرة فهو قادر وقدير

كقوله تعالى: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب: 27]

ووصف الله نفسه بأنه قادر على كل شيء أراده

لا يعترضه عجز ولا فتور.

وقد يكون القادر بمعنى المقدر للشيء

يقال: قدرت الشيء وقدرته بمعنى واحد

كقوله: فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ [المرسلات: 23]

أي: نعم المقدرون

وعلى هذا يتأول قوله سبحانه:

فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ [الأنبياء: 87]

أي: لن نقدر عليه الخطيئة أو العقوبة إذ لا يجوز على نبي الله أن يظن عدم قدرة الله عز وجل في حال من الأحوال


((شأن الدعاء)) (ص: 86).

وقال الحليمي: (القادر)

قال الله عز وجل: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة: 40]

وقال: بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف: 33]

وهذا يدل على معنى أنه لا يعجزه شيء

بل تيسر له ما يريد على ما يريد

لأن أفعاله قد ظهرت

ولا يظهر الفعل اختياراً إلا من قادر غير عاجز

كما لا يظهر إلا من حي عالم


((المنهاج)) (1/191)

وذكره ضمن الأسماء التي تتبع إثبات الابتداع والاختراع له

ونقله البيهقي في ((الأسماء)) (ص: 21).


وقال البيهقي:

هو الذي له القدرة الشاملة

والقدرة له صفة قائمة بذاته


((الاعتقاد)) (ص: 63).


وأما القدير:

فقال ابن جرير

عند قوله تعالى: وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 20]:

وإنما وصف الله نفسه –جل ذكره- بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع

لأنه حذر المنافقين بأسه وسطوته

وأخبرهم أنه بهم محيط، وعلى إذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير

ثم قال: فاتقوني أيها المنافقون

واحذروا خداعي وخداع رسولي وأهل الإيمان بي

لا أحل بكم نقمتي

فإني على ذلك وعلى غيره من الأشياء قدير.

ومعنى (قدير): قادر

كما معنى (عليم): عالم

على ما وصفت فيما تقدم من نظائره من زيادة معنى (فعيل) على فاعل في المدح والذم


((جامع البيان)) (1/124).


وقال عند قوله تعالى: مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 106]:

ألم تعلم يا محمد أني قادر على تعويضه مما نسخت من أحكامي وغيرته، من فرائضي التي كنت افترضتها عليك ما أشاء

مما هو خير لك ولعبادي المؤمنين معك وأنفع لك ولهم

إما عاجلاً وإما آجلاً في الآخرة

أو بأن أبدل لك ولهم مكانه مثله في النفع لهم عاجلاً في الدنيا وآجلاً في الآخرة

وشبيهه في الخفة عليك وعليهم. فاعلم يا محمد أني على ذلك وعلى كل شيء قدير.

ومعنى قوله (قدير) في هذا الموضع: قوي

يقال منه: قد قدرت على كذا وكذا، إذا قويت عليه

أقدر عليه

وأقدر عليه قدرة وقدرانا ومقدرة

وبنو مرة من غطفان تقول: قدرت عليه بكسر الدال


فأما (التقدير) من قول القائل: قدرت الشيء، فإنه يقال منه قدرته أقدره قدراً وقدراً

((جامع البيان)) (1/124).

وقال الحليمي:

(القدير) وهو: التام القدرة

لا يُلابس قدرته عجز بوجه


((المنهاج)) (1/198)

وذكره في الأسماء التي تتبع نفي الشبيه عن الله تعالى جده

ونقله البيهقي في ((الأسماء)) (ص: 41).


وقال ابن القيم:

وهو القدير وليس يعجزه إذا
ما رام شيئاً قط ذو سلطان


((النونية)) (2/218).

وقال السعدي: (القدير)

كامل القدرة

بقدرته أوجد الموجودات

وبقدرته دبرها

وبقدرته سواها وأحكمها

وبقدرته يحيي ويميت

ويبعث العباد للجزاء

ويجازي المحسن بإحسانه

والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئاً قال له: كن، فيكون

وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء ويريد


((تيسير الكريم)) (5/301).

وأما (المقتدر):

فقال ابن جرير

في قوله تعالى: عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ [القمر: 55]:

يقول عند ذي ملك مقتدر على ما يشاء

وهو الله ذو القوة المتين تبارك وتعالى


((جامع البيان)) (27/67).


وقال الزجاج

: (المقتدر) مبالغة في الوصف بالقدرة،

والأصل في العربية أن زيادة اللفظ زيادة المعنى

فلما قلت: اقتدر

أفاد زيادة اللفظ. زيادة المعنى


((تفسير الأسماء)) (ص: 59).


وقال الخطابي:

(المقتدر) هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء


إلى هنا قاله البيهقي في ((الاعتقاد)) (ص: 63).

ولا يحتجز عنه بمنعة وقوة.

ووزنه: مفتعل

من القدرة إلا أن الاقتدار أبلغ وأعم لأنه يقتضي الإطلاق

والقدرة قد يدخلها نوع من التضمين بالمقدور عليه

قال الله سبحانه: عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ [القمر: 55]

أي: قادر على ما يشاء


((شأن الدعاء)) (ص: 86).


وقال الحليمي: (المقتدر):

وهو المظهر قدرته بفعل ما يقدر عليه

وقد كان ذلك من الله تعالى فيما أمضاه

وإن كان يقدر على أشياء كثيرة لم يفعلها

ولو شاء لفعلها، فاستحق بذلك أن يسمى: مقتدراً


((المنهاج)) (1/194)

وذكره في الأسماء التي تتبع إثبات الابتداع والاختراع

ونقله البيهقي (ص: 28).


المصدر:


::النهج الأسمى

في شرح أسماء الله الحسنى

لمحمد بن حمد الحمود -2/544









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-01-25 في 16:22.
رد مع اقتباس
قديم 2020-01-25, 16:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


معني اسم الله تعالى القادر والقدير والمقتدر

أيها الموحدون:

إن الكون بما فيه من مخلوقاتٍ, دال على كمال قدرة الله -عزَّ وجلَّ-

وصدق الملك الحق: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: 67].

ولقد أثنى الله -تبارك وتعالى- على ذاته العلية

فوصف نفسه بأنه القادر والقدير والمقتدر

وكلها من أسماء الله الحسنى

قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) [الأنعام: 65]

وقال -جل وعلا-: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الملك: 1]

وقال -تبارك وتعالى-: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) [القمر: 55],

وقال تعالى: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ) [المرسلات: 23]

والآيات القرآنيّة الدالة على القدرة الإلهية كثيرة ومستفيضة.

أما السنة المطهرة فقد أثنى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على ربه، فوصفه وسماه بالقدير

فعن مُعَاوِيَة -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ: “لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ، وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البخاري)

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ -تبارك وتعالى- يَقُولُ: مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ، وَلَا أُبَالِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا”

(الحاكم وحسنه الألباني).

أيها المسلمون:

وتدل أسماء الله القادر والقدير والمقتدر لغةً: على السيطرة والتمكن والهيمنة, مع الحكمة التامة.

فالقادر -تبارك وتعالى- هو الذي له القدرة المطلقة

والقوة التامة الكاملة

الذي لا يُعجزه شيء

ولا يفوته مطلوب

القادر على ما يشاء

الفعّال لما يريد

لا يعترضه عجزٌ، ولا ينتابه فتور

وهو الذي إذا أراد شيئًا قال له: “كن فيكون“.

والمقتدر -سبحانه- هو المتمكن من كل شيء بإحاطة تامة وقوة بالغة

وظهرت قدرته في كل شيء

قال البيهقي: “المقتدر هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء“.

وقال المناوي: “المقتدر من الاقتدار، وهو الاستيلاء على كل من أعطاه حظًّا من قدرته“. والمقتدر أبلغ من القادر.

والقدير -سبحانه- هو المُصلح للخلائق على وجهٍ لا يقدر عليه أحدٌ إلا هو

وهو الذي عظمت قدرته على خلق أعظم المخلوقات, وما من شيء تسمع به أو تراه أو تشعر بوجوده إلا والله هو الذي خلقه فقدَّره تقديرًا، فسبحان القدير -جل وعلا-.

أيها المسلمون:

نظرة إلى الكون والحياة من حولنا تتجلى فيها قدرة القادر -جل وعلا-، فمن مظاهر قدرة الله تعالى:

ما يقع في كتابه تعالى من نسخ الآيات والأحكام

قال ربنا- جل وعلا-: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106]

ولو لاحظت -أيها المبارك- كيف أن الله ختم الآية بقوله: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ بينما صدَّرها

بقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) والنسخ لغة الإزالة والتغيير

وهذا يستلزم القدرة الكاملة، فلا يبدّل الأحكام ولا يغيّرها، ولا يُلزم عباده بها، ويفرضها عليهم إلا الله القادر -سبحانه-.

قدرة خلق الله للمخلوقات كبيرها وصغيرها, وما فيها من عجائب الخلق ,

وكثرة أعدادها واختلاف أحجامها, وتنوع صورها وألوانها, (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]

(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45].

قدرة الله تعالى على إخضاع الكائنات أينما كانت, فالإنسان وهو أرقى الكائنات وأقواها قدرته ضعيفة, وهو عاجز مهما بلغ من العلم والقوة, (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 148]

ومن مظاهر قدرة القدير -سبحانه-: قدرته في نصر أوليائه رغم ضعفهم وقلة عدتهم وعددهم (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39].

ومنها: قدرته تعالى في إهلاك الله للمكذبين والمعاندين للرسل, (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً

وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) [فاطر: 44], (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) [القمر: 41، 42].

ومن مظاهر قدرة القدير -سبحانه-: ما يحدث في الأرض من الآيات الربانية العظيمة من الزلازل المدمرة, والبراكين المحرقة, والأعاصير والطوفانات المغرقة,

في لحظات تصبح مدناً بمن فيها خراباً كأن لم تكن من قبل,

(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [يونس:24].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-25, 16:25   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة



ثمرات الايمان لهذه الاسماء

عباد الله:

فإنه لا ينبغي للعبد الموفق أن يغفل عن دعاء الله باسمه القادر

فقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمن على التوسل إلى الله -تبارك وتعالى- وسؤاله بقدرته عند رغبته وإقدامه على أمر مستقبلي لا دراية له بعاقبته؛ كأن يرغب في أمرٍ ما: سفرٍ أو زواجٍ أو عملٍ أو غير ذلك

حثَّه على أن يستخير الله، ويرجوه ويدعوه ويتوسل إليه بقدرته وعلمه واطلاعه على ما كان وما سيكون، ويلحّ عليه ويرجوه؛ لأنه الأعلم والأحكم والأقدر، أن يتخير له بعلمه ما ينفعه.

قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها، كما يعلِّمنا السورةَ من القرآن

يَقُولُ: “إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ”

(البخاري).

ففي هذا الدعاء ركون العبد إلى قدرة الله، مع إظهار ضعفه وجهله وقلة علمه.

وعَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: “رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ، وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي

وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”

(البخاري).

وذكر الله بالوحدانية والقدرة فيه أجر كبير، قال -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ

وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ

وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ”

(أبو داود وصححه الألباني).

عباد الله:

اعلموا أنه لا يحدث شيء في هذا الكون صغيرا كان أم كبيرا خارج عن قدرته تعالى:

(قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ المُلكِ تُؤْتِي المُلكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [آل عمران:26].

فوا عجبًا! إلهٌ هذا خلقُه، وهذه قدرتُه، كيف يُعصى؟!

وكيف لا يُشكر؟!

وكيف لا يُعبَد ويُطاع؟!

وكيف لا يُتذلل له ويُخاف منه وهو القاهر فوق عباده، العليم بهم، وله الكمال والجلال والجمال

وله الكبرياء في السموات والأرض؟

! وصدق الله: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: 67].

إخواني في الله:

إن اسم الله القدير يملأ النفس ثقةً بنصر الله -عز وجل-، وأمانًا معه وطمأنينةً وأُنسًا به، فإذا كان الله معك فمن عليك؟!

وإذا كان عليك فمن معك؟!

وصدق القائل: “يا رب، ماذا فقَد مَن وجدك؟ وماذا وجد مَن فقدك؟”,

ويلزم من هذا أن يطمع المؤمن في نصر الله وقوته وتدبيره، ويلجأ لقدرته وقوته، ثم يأخذ بأسباب القوة والقدرة المشروعة، ونعمل ونجد لكي يعود للمسلمين مجدهم وقوتهم.

ولا ينبغي للمؤمن أن يذل لقويّ ويخضع له، ويطمع في عطائه، وهو عبدٌ لربٍّ قوي قادر قاهر على كل شيء قدير، وما أجمل أن نتدبر في هذا الحديث، ونتعلم من دُرَره وفوائده

فهو من كلام الذي لا ينطق عن الهوى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ”

(مسلم).

فهذه مفاتيح القوة والقدرة بين يديك -أخي- أن تركن إلى القادر وتذل بين يديه

وتشكو له ضعفك، وتستعينه على أمرك، وتسأله بقوته مع ضعفك، وبعلمه مع جهلك، وبحلمه مع طيشك، أن يعينك ويأخذ بيدك، وكن على يقين أن الخير بيده

وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير.

ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ حيث أمركم الله بالصلاة والسلام علي

فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc