العاشقةُ الخرساء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العاشقةُ الخرساء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-10-16, 22:50   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي




.../ ...
سجى الليل، واطبق الغسق على الكون، وقد أغطش الظلام.
مرّ الهزيع الثاني منَ الليل، وأحاطتِ العائلة بسرير فاطمة إحاطة السوار بالمعصم.
حيث انتابهم الخوف والقلق، وأصابهم الأرق.. بعد أنِ انطلقتِ الزفرات، وترقرقتِ العَبرات.
وقد أسرجَ الحزن خيولَه، ليتربَّع فوقَ عرشِ الأفئدة المكلومة، والمثقلة بأعباء الهمومِ، وهواجس الآلام.
وفاطمة تصارع الردى في هدوءٍ.
ينبعث الموت من كلّ أرجاء الغرفة. وهو يقصف جسدها ببردٍ وثقلٍ في وزِنه أكثر من الصخورِ الثقال.
ومع صلابة المقاومة بالعلاج الذي كان يقدّمه كلاًّ من ولدها الدكتور " رابح " و كنّتها الدكتورة " عائشة " أمام انهمار سيول المرض يُنذر بلحظات ثم سوف تكون القاضية.
إنّه الموت ! إنه الفراق! و يلتفّ الساقُ بالساق! إنه الرحيل الأبدي.
ومع ذلك فالعائلة تتمسك ببصيص أملٍ في الحياة.
فمن أجل ذلك، فكل العائلة تصادم وتقاوم أن تبقى فاطمة.. لأنها كانت لهم الجدة والأم.
إنها نبع العطاء، وعنوان التضحية والطهر والوفاء.
وبين لحظة وأخرى ينبعث من الغرفة بكاء، ثم ينخفض بسرعة خشية إفاقتها .. وتمتلئ الأعين بالدموع ..
ومع هول المنظر، وخوف المخطر.. تفتح فاطمة عينيها وتحدق في الوجوه مبتسمةً، كأنها تقول:
أن لا خوف عليّ.
فترى العائلة تُسارع إلى فرحٍ تعلوه الأشجان.
ومرت فاطمة المسكينة ليلتها تلك وكم تنهَّدت متألمة زفيرًا متحشرجًا بصدرها وتأوهت.
قاسمها أفراد العائلة السهاد وهجران النوم.. لكنهم بقوا متماسكين تظاهرًا يهدّئون من روعها، ويخفّفون ما تحسه من خوالج و سكرات الموت التي تضطرب بين جوانحها، حتى بزغ الفجر مبشرًا بقرب زوال الديجور من الكون، وطلع الصبح يطارد جحافل الظلام، وأشرقت الشمس ترسل أشعتها الفضية من خلال زجاج النافذة تتسلل بدفئها إلى النفوس الساهرة الحائرة.
ففتحت فاطمة عينيها مرّة أخرى وهي ترنو في الوجوه مشيرةً أنها تريد تقبيل أفراد العائلة واحدًا واحدا.
كأنها تعود بذاكرتها إلى الأيام الخوالي، من رحلةِ الإغتراب، عن أرضِ الأحباب، ومرتعِ الصّبا والشباب.

... يتبع











رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الخرساء, العاشقة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc