حرصا منا على مساعدة المقبلين الجدد على البكالوريا ارتأينا محاورة العديد من المتفوقين الحاصلين على تقدير ممتاز و بعض من كانوا قريبين جدا من الحصول على نفس التقدير في البكالوريا لمشاركتكم تجاربهم و طرق تحضيرهم بالإضافة إلى نصائحهم و تطلعاتهم للمستقبل لذا نرجو أن تستفيدوا خير استفادة من هذه المقالات والحوارات التي نضعها بين أيديكم
متفوقو بكالوريا 2019: عبير بوربيع المتحصلة على معدل 18.47 ... ومن يتوكل على الله فهو حسبه
كما في نهاية كل موسم ، ها هي نتائج شهادة البكالوريا تطل بعد طول انتظار نفذ فيه صبر الطلاب لمعرفة ما إذا كافأتهم النتائج أم خيبت آمالهم... تطل لتكون مرآة عاكسة لما قدمه الطالب خلال مشوار دراسي طويل... تطل لتفي الكادين المجتهدين حقهم، كل على قدر اجتهاده. و ها هو الموقع الأول للدراسة في الجزائر كما عودكم كل عام ينقل لكم تجارب النخبة الذين تمكنوا من احتلال المراتب الأولى في سباق البكالوريا، عسى أن تكون خلاصة تجربتهم دروسا يستفيد منها من سيجتاز هذا الامتحان في المواسم القادمة، و عبرا تخط لهم طريقا واضحا نحو الامتياز٠
كان هذه المرة لقاءنا مع المتفوقة عبير بوربيع من متقن السعيد بوالطين بالحروش المتحصلة على معدل 18.47 أعلى معدل على مستوى ولاية سكيكدة في بكالوريا 2019، عبير اختارت لتنقل لنا أسرار تفوقها "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" عنوانا لمقالها، نتمنى لكم الاستفادة
تعريف و تقديم المتفوقة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته...انا الطالبة بوربيع عبير القاطنة بمدينة الحروش ولاية سكيكدة ، من مواليد 18 أكتوبر 2001 ، خريجة متقن سعيد بوالطين الحائزة على المرتبة الأولى ولائيا في شهادة لبكالوريا دورة 2019 بمعدل 18.47 شعبة تقني رياضي تخصص هندسة الطرائق حيث تمكنت من اكتساح المرتبة الخامسة وطنيا على مستوى الشعبة٠
أسس العمل
التفوق الحقيقي هو ثمرة مجهودات و أتعاب يتكبدها التلميذ منذ بداية المشوار الدراسي، فالنجاح يتطلب أسس متينة ليبنى عليها أبرزها التوكل فما توفيقي إلا بفضل الله و من يتوكل على الله فهو حسبه إضافة إلى بعض النقاط المهمة التي اعتمدت عليها
أولا الجدية و الاهتمام : التي يطلب اعتمادها موازاة و حلول شهر سبتمبر ... فمن الشائع أن التلاميذ لايبدون اهتمامهم بالدراسة حتى تشرف السنة الدراسية على نهايتها مما يؤدي إلى الوقوع في الكثير من المشاكل و الضغوطات التي تحول عائقا و مؤرقا دون تحصيل النتائج المرجوة مما يؤدي إلى الإجهاد النفسي و الفكري للتلميذ٠
ثانيا التخطيط و الانضباط : نقطتان متلازمتان حيث قيل " إذا فشلت في التخطيط فأنت لا محال تخطط للفشل" فالبرنامج يساعد على حسن إدارة الوقت و تنظيم المواعيد و تحديد الأولويات لضمان سيرورة متناسقة و متزنة للدروس إضافة إلى التخلص من هواجس التفريط و يلغي الضغوطات، لكن لابد و اقتران هذا الأخير والانضباط و المزاولة في تطبيقه للتمكن من احتواء جل المقرر الدراسي و التأكد من شمولية المراجعة و الإلمام بكل المواد ... دون أن أنسى ضرورة التنسيق بين البرامج المنزلية ،المدرسية و الدروس الخصوصية٠
ثالثا التركيز: و هذا معناه الانعزال عن المشوشات أي تحديد أهداف واضحة تسعى لتحقيقها و طريق معتمدة لا تحيد عنها إضافة إلى العديد من التنازلات حيث يعاد تحديد الأولويات و الضروريات فتلغي المألوف (كالهوايات و النشاطات الترفيهية التي و مع الوقت تصبح ترفاً تكون في غناً عنها) فالتركيز هو قانون الإلغاء٠
رابعا و أخيرا الراحة: أنا ضد فكرة إجهاد النفس و تحميلها ما فوق طاقتها لإرضاء الضمير ... فالإنسان بحاجة إلى راحة لضمان سلامة الجسم و العقل فالنوم علميا يساعد على تنظيم المعلومات و تخزينها كما أن الضغط المفرط يؤدي إلى إرهاق تام و إعياء يعيق استمرارية الدراسة٠
نصائح عملية لكل مادة
١/رياضيات: و بفضلٍ من الله تحصلت على علامة 19,5 من أصل 20 في هذه المادة و هذا راجع إلى متابعة الدروس في القسم و في حصص الدعم إضافة إلى مداومة حل التمارين المختلفة و البكالوريات السابقة٠
٢/الفيزياء: الحمدلله تمكنت من تحصيل العلامة الكاملة في هذه المادة و هذا راجع إلى التطبيق المستمر و حل التمارين و البكالوريات مع التطرق إلى كل الأفكار الممكنة و المتوقعة... دون أن أنسى دور الدروس الخصوصية في دعمي و تزويدي بخبرات و مهارات جديدة مع متابعتي لبعض الأساتذة على مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لتأخرنا في إنهاء البرنامج٠
٣/ هندسة الطرائق: كسابقتها تحصلت على العلامة الكاملة لكونها مادتي المفضلة و اعتمادي بشكل تام على الدروس الخصوصية و التمارين و البكالوريات حيث قمت بحلها كلها من2008 إلى غاية 2018 ٠
أي أن المواد الأساسية تتطلب التطبيق الدائم لمختلف التمارين و البكالوريات
٤/ الأدب العربي : تندرج ضمن المواد التي تتطلب التركيز و الحفظ نظرا لكون الدروس متسلسلة و مواضيعها متوقعة فكان اعتمادي التام على أستاذتي الفاضلة في القسم و التي لقنتنا أساسيات و أسرار المادة ... كما أن حل البكالوريات السابقة أكسبتني بعض الخبرات إضافة إلى حبي للقراءة و الكتابة الذي منحني قابلية التعبير و الفهم الجيد للنصوص٠
٥+٦/ اللغات (فرنسية+انجليزية): مواد تتطلب المتابعة في القسم و حل المواضيع (حيث باتت أسئلتها نمطية) التي تكسب ثروة لغوية تساعد على حل الأسئلة و التعبير بشكل جيد٠
٧/ الفلسفة: مادة جديدة بالنسبة لي لكن لحسن الحظ استطعت التأقلم معها كوني من عشاق الكتابة فلم اعتمد فيها على الحفظ (ما عدى أقوال الفلاسفة) بل على فهم الدروس و التطبيق المستمر ... حيث أنصح و في هذه المادة بالتحديد الابتعاد عن المغالطات الشائعة التي تطرح و كل سنة على شكل مواضيع مقترحة توقع التلاميذ في أخطاء فادحة و أحيانا تؤدي إلى الرسوب٠
٨+٩/ الاجتماعيات+العلوم الاسلامية: لم ألق صعوبة في هاتين المادتين كونهما مواد حفظ تتطلب القليل من الجهد و الكثير من التنظيم و مداومة المراجعة لضمان تخزين أكبر كم من المعلومات كما أن المتابعة في القسم تمكن من مواجهة أسئلة الفهم التي باتت تظهر كثيرا في هاتين المادتين٠
و أحب أن أركز في هذا العنصر إلى ضرورة الاهتمام بكل المواد بنفس القدر سواء كانت علمية أو أدبية ففي الأخير كلها تساعد على الرفع من المعدل٠
المراجع المعتمد عليها
اعتمدت على الدروس الخصوصية في موادي الثلاث الأساسية إضافة إلى الكتب الخارجية و بعض الأساتذة الناشطين على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي مثلا: الأستاذ مولاي عمر في الفيزياء و كتاب الزاد الأستاذ نورالدين في الرياضيات +سلسة المتميز كتاب الواضح في هندسة الطرائق أما بالنسبة للمواد الأدبية فاكتفيت بكتابي محمودي عادل الأزرق و الأصفر فيما يخص ملخصات التاريخ و الجغرافيا، و الأستاذة بوسعادي بالنسبة لمادة العلوم الإسلامية دون أن أنسى اطلاعي على مقالات الأستاذ عمار بورنان في مادة الفلسفة٠
خصوصيات الشعبة
تقني رياضي هي شعبة صعبة ملمة تتطلب تركيز و اهتمام كبيرين للتمكن من التفوق مع عدم التفريط في أية مادة على حساب الأخرى... كما أنها شعبة يتخوف منها الكثير من الناس بسبب برنامجي الرياضيات و الفيزياء المركزين٠
التضحيات و العقبات في الطريق
كما تحدثت سابقا فإن التركيز يتطلب المجازفة و التنازل و الاستغناء عن المألوف... فخلال السنة الدراسية واجهة بعض الصعوبات خاصة كوني قمت بمزاولة الدروس الخصوصية الأسبوعية في مادة هندسة الطرائق في مدينة سكيكدة و التي تبعد عن مدينتي بعدة كيلومترات ... كما أنني ابتعدت كثيرا عن هواياتي المفضلة و مع اقتراب البكالوريا استغنيت عنها تماما كما ابتعدت كثيرا عن المحيط العائلي و عن مختلف وسائل الترفيه...إضافة إلى خوفي الدائم من عدم إتمام المنهاج الدراسي خاصة و بعد ما حدث من اضرابات مطولة و اضطرابات سياسية التي عرفتها البلاد٠
أهمية الدراسة بالثانوية
لطالما كنت ضد فكرة الابتعاد عن المؤسسة التربوية مع نهاية الفصل الثاني كما يفعل معظم التلاميذ ... فالمدرسة لها طابع خاص حيث تتميز بالصرامة و الانضباط لذلك اعتمدت عليها بنسبة كبيرة في كل المواد و خاصة الأدبية منها و استمررت بمزاولتها بصفة منتظمة حتى مع اقتراب نهاية السنة الدراسية . فالدروس الخصوصية و رغم إيجابيات إلا أنها لا تحل محل ما يقدم داخل القسم سواء من الناحية المعرفية أو التوجيهية . كما لاحظت أن معظم التلاميذ لا يبدون اهتماما بالفروض و الامتحانات الفصلية و هذا خطأ فهي تساعد على تفادي العديد من الأخطاء و التحكم في منهجية الإجابة و التطرق لأفكار جديدة٠
الدروس الخصوصية
أنا من مشجعي الدروس الخصوصية كونها تساعد التلميذ على تنمية رصيده و قدراته حيث أن الأستاذ في القسم خاضع لبرنامج معين لا يمكنه من التطرق لجل الأفكار خلال الحصة كما أن طول البرنامج يؤدي إلى تقليص في عدد التمارين المحلولة في حين أن الدروس الخصوصية مبرمجة للتوسع في التمارين و مناقشة كل الأفكار و الخوض في كل النقاط الغامضة لذا التلميذ. لكنني ضد فكرة التعامل مع أكثر من أستاذ في المادة الواحدة فهذا يؤدي إلى خلط معرفي و إرهاق نفسي ... كما أن هناك مواد لا تتطلب دعم كونها تعتمد على المتابعة المستمرة و حسب٠
الطموحات و الأهداف في الجامعة
بالنسبة للجامعة فقد التحقت بالمدرسة العليا الوطنية للإعلام الآلي بالجزائر العاصمة لأنني و لطالما أحببت هذا المجال كما أنه و نظرا لما نشهده في عصرنا من تطورات تكنولوجية و اعتماد تام على هذا المجال يدفعني إلى الغوص في عالم الرقمنة لأتمكن من تحصيل خبرات و علوم جديدة أرقى و أرفع بها سقف التطلعات لدفع عجلة تقدم وطني و المساهمة في رقيه و ازدهاره إن شاء الله و بعيدا عن هذا فإنني أرغب و بشدة في إكمال مشواري الأدبي و الاستمرار في هوايتي المفضلة ألا و هي الكتابة٠
كلمة أخيرة
و في الأخير أيها القارئ تذكر دوماً أن الله لا يخيب عبدا عليه توكل و مهما بلغت من العلم لا تنسى بالأخلاق أن تتجمل ... و أن عذوبة النهاية ستنسيك ما تجرعت من علقمٍ في البداية