سبب ضلال الشّباب عن الصّراط المستقيم

[أبو أنس ياسين]

سبب ضلال الشّباب عن الصّراط المستقيم !

💬 الشّباب في هذا الخضمّ وهذا البحر المتلاطم من أمواج الفتن، ينبغي لهم أن يحرصوا على مصادر التّلقي، وهي ثلاثة مصادر:

أولا: المجالسة.

ثانيا: السّماع.

ثالثا: القراءة.

وهذه المصادر لها ثلاثة ينابيع:

ينبوع الشّهوات، وينبوع الشّبهات، وينبوع الحقّ والهدى - وهو ينبوع الكتاب هالسّنّة، وهدي السّلف الصّالح -.

وقيل: من جلس جُلس له، ومن تكلّم سُمع له، وأقول: من كتب قُرئ له !

...بُلينا في هذه الأعصار بمن يجلس لهذا ويسمع لهذا ويقرأ لهذا، فتجده يُجالس علماء السّلف، ويقرأ لأهل المجون، ويستمع لأهل الشّبهات، فإذا به يصير خليطا ومزيجا مركّبا مابين شهوة وشبهة وسلفيّة !! فلا نجد له وجهة فتارة يمانيّ مع أهل اليمن، وتارة شاميّ مع أهل الشّام، وتارة مغربيّ مع أهل المغرب، وتارة مع أهل الهند والسّند، أعني بذلك: أنّك قد تجده تارة ( سلفيّا )، وتارة تجده ( حزبيّا )، وتارة تجده ( شهوانيّا )، وتارة تجده يدافع عن شهوة، وتارة يدافع عن شبهة...ما السّبب ؟!!

السّبب مصادر التّلقي، لو كان حريصا على نفسه لأخرج نفسه من هذه الدّوائر، لذلك كان السّلف حذرين من شأن المجالسة، فقالوا: إيّاكم ومجالسة أهل البدع، فإنّها ممرضة للقلوب، وقال أبو قلابة: { إنّي أخشى أن يلبّسوا عليكم ما عندكم من حقّ أو أن يغمسوكم في ضلالتهم } [ أخرجه الدّارمي في سننه ( ١/ ١٢٠ ) ].

كذلك القراءة، كانوا يحذّرون من القراءة في كتب أهل الضلال، ومعروف موقف علماء المغرب من كتاب ( إحياء علوم الدّين ) للغزالي.

وأمّا عن السّماع، فماذا فعل محمد بن سيرين وغيره من أهل العلم مع أهل الأهواء؟

دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبابكر نحدّثك بحديث، قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله، قال: لا، لتقومنّ عنّي أو لأقومنّ، قال فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما كان عليك أن يقرأ عليك آية من كتاب الله تعالى، قال: إنّي خشيت أن يقرءا عليّ آية فيحرّفانها فيقرّ ذلك في قلبي. [ أخرجه الدارمي في سننه ( ١/ ١٢٠ ) ].

[ كلمة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري بعنوان الكواشف الجلية عن طريق كتاب الشيخ خالد عثمان المصري: الكواشف الجليّة في الفروق بين السّلفيّة والدّعوات الحزبيّة البدعيّة ج١ ص ٩١-٩٤ ].
منقول.

[*عبدالرحمن*]

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

التوفيق والهداية بيد الله عز وجل

من شاء الله أن يهديه هداه

ومن شاء أن يضله أضله

قال الله تعالى : ( ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر/73

وقال جل وعلا : ( مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) الْأَنْعَامِ/59

وقال سبحانه : ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) الْأَعْرَافِ/178 .

والمسلم يدعو في صلاته

: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) الفاتحة/6 .

لعلمه أن الهداية بيد الله تعالى ، ومع ذلك

فالعبد مطالب بالأخذ بأسباب الهداية

مُطالَب بالصبر والثبات والبدء بطريق الاستقامة

فقد وهبه الله عز وجل عقلا منيرا

وإرادة حرة يختار بها الخير من الشر

والهدى من الضلال

فإذا بذل الأسباب الحقيقية

كما وضح اخي الفاضل

وحرص على أن يرزقه الله الهداية التامة جاءه التوفيق من الله تعالى .

قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الْأَنْعَام/153 .

اخي الفاضل

بارك الله فيك
و جعله الله في موازين حسناتك

[أبوإبراهيــم]

باراك الله فيك أخي*
نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن*

[أبو أنس ياسين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين، وفيكما بارك الله
جزاك الله خيرًا أخي عبدالرحمن على الإضافة النافعة.
فالهداية هدايتان : هداية إرشاد (بلاغ) وهداية توفيق
قال الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله :
الأنبياء والرسل والملائكة والعلماء والأخيار لا يملكون شيئًا من هداية الناس، الهداية بيد الله لا يملكها نبي ولا مالك ولا عالم ولا عابد ولا غيرهم، فالهداية بيد الله هو الذي يهدي من يشاء، يعني هداية التوفيق والرضا بالحق وقبوله، هذه بيد الله جل وعلا وهي المرادة بقوله: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص: 56] وهي المرادة بقوله سبحانه: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة: 272] يعني هداية التوفيق، هداية قذف النور في القلب، هداية الرضا بالحق، هذه بيد الله لا يملكها أحد.
أما هداية البلاغ والبيان فقد جعلها الله بيد الرسل، هو يهدي، والرسل يهدون بالبلاغ والبيان، قال تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ.. [فصلت: 17] يعني بلغناهم ودللناهم ولكن استمروا على كفرهم وضلالهم، وقال في حق نبيه ï·؛: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم [الشورى: 52] يعني هداية البلاغ والبيان، بيد الرسول وبيد أتباعه وبيد الرسل جميعًا.
شرح كتاب التوحيد (18 باب قول الله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).

https://binbaz.org.sa/pearls/504/الف...-وهداية-البلاغ