التحذير من التعصّب المذموم للعلماء
سئل العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله كما في كتاب : الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة :
س 67 : ما حكم من أحب عالماً أو داعية، وقال : إني أحبه حبًا كثيرًا، لا أريد أن أسمع أحداً يرد عليه، وأنا آخذ بكلامه حتى وإن كان مخالفاً للدليل، لأن هذا الشيخ أعرف منا بالدليل ؟
جـ / هذا تعصب ممقوت مذموم، ولا يجوز، نحن نحب العلماء –و لله الحمد-، ونحب الدعاة في الله - عز وجل -، لكن إذا أخطأ واحد منهم في مسألة فنحن نُبَيِّن الحق في هذه المسألة بالدليل، ولا يُنقص ذلك من محبة المردود عليه، ولا من قدره .
يقول الإمام مالك – رحمه الله - : (( ما مِنَّا إلا رادٌ ومردودٌ عليه؛ إلا صاحب هذا القبر )) . يعني : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
نحن إذا رددنا على بعض أهل العلم، وبعض الفضلاء؛ ليس معنى هذا أننا نبغضه أو نتنقصه، وإنما نُبَيِّن الصواب، ولهذا يقول بعض العلماء لما أخطأ بعض زملائه، قال : (( فلان حبيبنا، ولكن الحق أحب إلينا منه ))، هذا هو الطريق الصحيح .
ولا تفهموا أن الرَّد على بعض العلماء في مسألة أخطأ فيها معناه تَنَقُّص له أو بُغض، بل ما زال العلماء يرد بعضهم على بعض، وهم اخوة ومتحابون .
ولا يجوز لنا أن نأخذ كل ما يقوله الشخص أخذاً مسلّماً؛ أصاب أو أخطأ، لأن هذا تعصُّب .
الذي يؤخذ قوله كله ولا يترك منه شيئاً هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لأنه مبلِّغ عن ربه، لا ينطق عن الهوى، أما غيره فهم يخطئون ويصيبون، وإن كانوا من أفضل الناس، هم مجتهدون يخطئون ويصيبون، ليس أحد معصومًا من الخطأ إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
يجب أن نعرف هذا، ولا نتكتّم على الخطأ محاباة لفلان، بل علينا أن نُبَيِّن الخطأ .
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟، قال : لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم ))، وبيان الخطأ من النصيحة للجميع، وأما كتمانه فهو مخالف للنصيحة .