السلام عليكم ورحمة الله
اذكر أنّني مذ كنت طفلا أهوى الأسفار ولو مشيا على الأقدام! أنتقل من مكان إلى مكان.. ثم استقر، لتعود بي ذاكرتي إلى سابق عهدي.. سنة او سنتان! ولم يكن هذا في حياتي الآن.. سوى ذكرى بعيدة وغامضة، ازدادت ضبابية بمرور الوقت من سابق الأزمان! غير أنّني بقيت مستقرّا في نفس المكان.. بغرائب أشيائها المثيرة.. وبعض من تعقيدات تعابير الوجه التي تحتويني، وتزعزع كياني، ليزداد صمتي اكثر من أي وقت آخر قد مضى! أبحث فيه أحيانا عن بعض أشيائي المسلوبة! وعن إبتسامتي المسروقة.. حينما أكون قريبا من نفسي.. او نفس ذاك الإنسان المجهول الذي يعيش إنسانيتي الظاهرة.. العلنية! حين أغادر بعض الامكنة المختبئة عن خطواتي الثّقيلة.. التي ما فتأت تلاحقني، اينما حللت او نزلت! خطوات تبتعد أحيانا لتموت أحيانا أخرى! ليخفق قلبي بعدها خفقانا في حدود تعبه ذاك وإنهاكه!؟ لكن اليوم.. هذا اليوم، او ذاك اليوم مما مضي من ذاك الفصل! استدرت من ورائي.. لأرى من خلال ضوء باهت متسلل.. يريني عالما آخر جديدا، عالم مختلف لونا لا شكلا! عكس ما كان يعرض عليّ من قبل.. حينما كان ينفيني تحت غبار السنوات!؟
وكم ينقبض قلبي من الخيبة.. عندما كانت تعكس وجه مرآتي.. لتجعلها غير صالحة لأن تكون هي حقيقة مرآتي!؟
وبعد سنين عجاف واعوام.. يحتويني سرّ خفيّ، استولت علي فيه إثارة غريبة لم تكن قد حدثت من قبل.. تنبؤني على بداية مغامرة جديدة، مع فريق جديد.. بمرآة أخرى سحرية جديدة، ليست كباقي المرايا! ربما تعادل حجم معاناتي، او ربما ليست بالضرورة تشبه مأساتي! ؟
فمأساتي منهوك القوى، بينما الأخرى قلق ولهفة غارقة في في بحر الورع والتقوى.. ومعاناتي العقدة المعتمة للغز محيّر مبهم..! بينما الأخرى عين برّاقة في ليل مضطرب، لم تكن فيه راحة!؟
ويتلاقى الخيالان مسكونان بالإفتتان، مما أحدثته المرآة الجديدة..! لأسير في النهاية خلفها بشيء من الإحتفاظ، وكثير من الإحتياط، والباقي اتركه مرّة أخرى للحظ.. عسى أن يغلب هذه المرة العثرة! وخلّي اللي صارْ يصيرْ .. وخلّي وين وِصلتْ تُوصل؟ فأيّ معبد ذاك الذي وجدت فيه نفسي غريبا؟!!
الله المستعان، وصلّى الله على نبيّنا محمّد.