أحـــــــزان الرحيـــــــــــل !! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أحـــــــزان الرحيـــــــــــل !!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-09-27, 07:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمر عيسى محمد أحمد
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عمر عيسى محمد أحمد
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 أحـــــــزان الرحيـــــــــــل !!

بسم الله الرحمن الرحيم




أحـــــــزان الرحيـــــــــــل !!
أعلم أنها الخطوة الأخيرة .. وأعلم أنها اللحظة المريرة .. لحظة تمزق الفؤاد إرباَ وتشنق القلب كالضفيرة .. أحس بالأحزان تغلي في وجداني كالمرجل في عز الهجيرة .. وأحس بالأعماق تفور حمماً كالبركان في طرف الجزيرة .. وكل خطوة في درب الرحيل تملئني بالقشعريرة .. كيف أرحل عن ديارهم وأطياف الذكريات في جوفي أسيرة ؟.. وعيني تفضحني بين الخلائق حين تبذل الدموع الغزيرة .. لقد بدأ الماضي العزيز في الأفول ويتلاشى كظل الظهيرة .. ثم ولت أيام الهناء التي كانت الظلال الظليلة .. وتلك السعادة أبت أن تواصل المشوار بنفس الوتيرة .. أزالت علامات الرضا عن صفحة وجهها ثم قالت ما الذي يجبرني لأكون أسيرة ؟. كفى مناسك الويلات في درب يعج برياح الغمة الشهيرة .. ثم مزقت صفاء البين وهي تبذل القرارات المثيرة .. أقامت السدود والحدود وفي وجهها علامة التكشيرة .. لا ترضخ للذكريات ولا ترضخ لدموع تبلل الحصيرة .. فكيف بعد اليوم أجتاح السعادة وأنام بأعين قريرة ؟.. كانت ظالمة حين قالت أرحلوا عنا ولم تراعي خواطرنا الكسيرة .. صبحي قد صار مثل ليلي في الظلام قتاماً وتلك عيني ضريرة .. سوف أرحل عن بلد حجر قلب حواء فيه ينوء بألوان الجريرة .. وثمار الحصاد قد ذبلت قبل موسمها وأصبحت مستحيلة .. والبدر سوف يختفي عن سماء الحب في غيبة طويلة .. وتلك خيام الحزن فوق شغاف القلب وأطنابها توحي بأوجاع خطيرة .. لقد مزقت صحيفة الإخلاص حين قالت أرحلوا عنا قبل الظهيرة .. فرضينا بالحكم رغم قسوة القرار دون أسباب وفيرة .. أقدامنا تخطو وتتباعد عن ديارهم والقلب ما زال متعلقاَ بأستار الديار العزيزة .. كيف نسلوها وشذا عطرها يوقظ دائماً حلل الأشجان الدفينة ؟.. فإن غابت عن العين فإن عطرها أشد إخلاصا وأوفى من صاحبة السيرة !.. وهو ذلك العبق الذي يتمسك بأستار العهود ولا يخون بالعشيرة .

ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc