كيف تغلق الطريق أمام الجميع

[Su2013]

من عادة الأنظمة الغير متقبلة للديمقراطية و تداول الحكم من عادتها أن تنظم انتخابات أو ما يشبه الانتخابات الرئاسية من مرة لأخرى,قد تكون المناسبة أحيانا تاريخية..لكن كل من يتمسك بالسلطة حقا لا يمكن أن يقدم على مقامرة بحجم تنظيم الانتخابات الرئاسية دون أن يرتب أوراق اللعب مسبقا.وكما يقال لكل شيء مرة أولى..هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن مافيا الكوكاين العالمية تمرر سلعها عبر طريق غير معروف و غير معهود و بطريقة أكثر ما يمكننا القول عنها أنها "طريقة الهواة..انها قضيةالكوكاين التي أحدثت ضجة غير مسبوقة..بغض النظر عن المتورطين في القضية ما يحذب انتباه صاحب العقل هو اغفال مخرج الفيلم أهم تفصيل في السيناريو وهو أننا في زمن التبادل الحر للمعلومة حيث يكفي أن تمحي تردد قناة النهار من جهاز الاستقبال و تدير الصحن قليلا نحو الغرب لتشاهد الصورة الأكمل و بالتقنية العالية تلك الصورة الحقيقية التي توضح لنا أن مثل هذه الكميات والمخدرات لا تمرر أبدا عبر وسائل "هاوية" ولا تدخل أصلا لبلدان مثل الجزائر بل تمرر الى أوروبا وتوزع من هناك نحو الأسواق الافريقية التي تكون عادة دول الساحل و ليبيا التي تعرف تسيب أمني واسعا..لكن وسط كل هذا الزخم يرى المواطن الذي يدعي معرفة كل شيء يرى أنه كان من الأنسب أن نترك الكوكاين "المفترضة" تدخل البلاد و يتم متابعة الشبكة بأكملها والاطاحة بها..في صورة أسطورية تذكرنا بسذاجة بعض الأشخاص و تأثرهم الشديد بأفلام "مراد علمدار" متناسين حقيقة أنه لا كوكاين و لا شبكة و لا مافيا و لا هم يحزنون..لكن السؤال لماذا لماذا و لماذا كل هذا..الجواب بسيط بقدر بساطة السؤال..يكفي أن نرى من تم تصفيتهم بعد هذه القضية المفترضة أو لنقل المصطنعة جهاز القضاء و تحديدا القضاة الذين تم ابعادهم شكلوا خطرا مفترضا على سير خطة انقاذ العهدة الخامسة (باعتبارهم منذ دستور سنة 2014) جزءا هاما من سير الانتخابات,على الصعيد الأمني التضحية بالحلقة الأضعف جاء في الوقت الأنسب..اللواء الذي سبب الكثير من المشاكل و قدم جهازه الكثير من التجاوزات الغير مبررة في عديد المناسبات شحذ للرأي العام ثم اقالة و ابعاد هذه هي الاستراتيجية الناجحة لازاحة الخصوم أو حتى من يشك في امكانية أن يكونوا لاعبين أساسيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة..اللواء الذي رشحه الكثيرون لهذا الدور تم ابعاده و اخراجه من الباب الضيق بحجةالكوكاين..القضية تتوسع و لصعوبة ايجاد أدلة كافية (لأن القضية ملفقة) يتم ضرب المرشح المفترض الأخر هذه المرة عبر ابنه بتوريطه بشكل مباشر...في نفس السياق و على صعيد أخر ضربات تحت الحزام توجه لمترشحين آخرين اذ تم تعديل الدستور مزاجيا ليصبح رداءا مناسبا على مقاس المرشح المغترب و المرشح الوزير السابق (خبير اقتصادي فذ) و يتم اجهاض مشروع المرشح الطبيب و فوق كل هذا يتم رفض جملة وتفصيلا رفضا سياسا لا قانونيا رفض منح الاعتماد لأحزاب قد تغير المشهد السياسي في البلاد نهائيا ويتعلق الأمر بحركة الشباب و التغيير ..حزب نداء الوطن في نفس الوقت يتم محاصرة حزب جيل جديد باستخدام الارهاب البيروقراطي..أما فتحي غريس رئيس 'الآمدياس' الذي أفلت من كل هذه العقبات و نجح في اعلان ترشحه يتم استدعائه للمثول أمام محكمة في غرداية ليدخل هو الأخر للدائرة المتابعات القضائية (ذات الخلفية السياسية) الحكم القضائي النهائي أو الادانة الشبه مؤكدة ستجعله خارج نطاق الترشح دستوريا..اذا هكذا يتم غلق الطريق أمام الجميع حتى لا يترشح أحد و لا يفكر أحد في الترشح,أمر يذكرنا بما فعله المارشال في مصر الذي زج بالجميع في السجن أحيانا لامتلاك شهادة أجنبية و أحيانا لأسباب أتفه ...المهم في كل هذا أن يتيقن المواطن و يتفطن لما يحدث حقا وعلى المواطن أن يدقق المرة القادمة في مثل هذه الأحداث..سفينة الكوكاين التي غيرت المصادر الرسمية بلدها الأصلي في أكثر من مرة..بداية كانت قادمة من بلد لاتيني (البرازيل) و بعدها أصبحت سفينة اسبانية بقدرة القادر سبحانه و لن أحتار حتما اذا خرج علينا صاحب الموسطاش الأصفر غدا ليقول أن بابلو اسكوبار عاد من قبره و قاد السفينة الى شواطئ وهران و لن أتعجب ان صدقه الشعب,فعلا هو عصر الرداءة الذي نعيشه