مهــــــلاً يا ســليلة امهـــــــرا !!

[عمر عيسى محمد أحمد]

بسم الله الرحمن الرحيم

مهــــــلاً يا ســليلة امهـــــــرا !!

لما الوردة تتجاور الشوك ؟.. العين تطمع في القطف ؟.. والأنامل تخاف الوخز ؟.. ولما الغزالة تتجافى الألفة ؟.. وتتوارى خلف التلة ؟.. والنفس تريد جوارها بالرفقة .. ولما الحور تتجاهر بالعزلة ؟.. والقلب يفترش لها بساط العــزة ؟.. ولما الحرير يتمنع دلالاً بالجفوة ؟.. وخيوط الرقة تجاذب قلباً بالرقة .. نحيد النظرات عن وجهتها فإذا بالنظرات تعيد النظرة .. فتخاف وجساً من كيد الحساد أهل العين والرمية .. مهلاً يا بدر الآفاق فإن النظرات لا تقتل بالجملة .. وأزهار الروض لا تزعجها جولات النحلة .. ونسائم الليل لا ترهبها رياح الهبة .. وهي النسمات تتعالى وتتسامى لتنال تلك الرتبة .. كم طابت نفساً تلك الظبية يوم أن نادت بالعفة .. ثم نأت نافرة لا تواكب الخطوة بالخطوة .. ويحق لها الخوف حين تلوذ بسياج المنعة .. ولكن محراب الناس لا يخلو من ملائكة الرحمة .. والترويح عن النفس ترياق عند الشدة .. ولو دامت أبواب السجن لمات الناس بالسكتة .. وتلك الهبات من نفحات الموسم تنعش قبراً عند القبة .. لقد مات صاحبه شوقاً وينتظر لحظات النجدة .. طب نفساً يا ملك الحسن وكن ترياقاً لذوي الآهات والأنة .. لا تتعاظم جورا ولا تتمسك حجراً يتظاهر بالقسوة .. فذاك الإسفاف يليق بأناس رضعوا من أثداء النغمة .. وأنت سليلة أمهرا هم أهل الجاه ملوك الضفة .. طبعك سماحة عبق وراحة سمت لا يجرح قلباً بسهام الرمية .. وقولك كالشهد يتمايز عذباً عند مذاق الجرعة .. ولفظك رنان يتردد كالنغمات لأوتار الكمنجة .. نغمات ترغبها الأذن مهما تترنم طولاً لعذوبة النكهة .. ولكن يا أسفاً على حال لا تكسره رياح الجولة .. فالحظر مازال قائماً وتلك سياج القلعة .. فمتى تنهار قصور الشك وتقام جسور الثقة ؟.. هل نتجاسر قولاً لنكسر أسوار المحنة ؟.. أم نكتفي بالنظرات لندور في فلك المشقة ؟.. وحينها يا ويلنا من حكم جائر يفقد الإنصاف من أهل المودة .. ولقد طال مقامنا في صحراء أهلها يمنعون الوصال كما يمنعون الاقتراب من الواحة والجنة .. وتلك حظوظنا في هذه الدنيا والعاقل من يقبل بالحظ والقسمة .

[قنون المربي والأستاذ]

السلام عليكم.
رائع ماكتبت، مطلعها عِطْرٌ وختامها مسك.
بارك الله فيك.

[رزان.]

بارك الله فيك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عيسى محمد أحمد

.. وتلك حظوظنا في هذه الدنيا والعاقل من يقبل بالحظ والقسمة .

[عمر عيسى محمد أحمد]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل / أمير جزائري حر ( مشرف منتديات الثقافة والأدب )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

كالعادة فان النظام ما زال يرفض إرسال الرسائل الخاصة ( وفقط ذلك التنبيه ) .. فالمرجو تحويل هذه الرسالة مشكوراً للأخ الفاضل ( فنون العربي ) .. ونأسف على الإزعاج .. ولو كان في الإمكان المرجو السماح لنا بإرسال الرسائل الخاصة مباشرةً .. حتى لا نربك عملكم كل مرة .. ولكم خالص الشكر مقدماً .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

الأخ الفاضل / فنون العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مرة أخرى تلقيت رسالة خاصة منكم .. ولم أتمكن من الرد عليكم مباشرةً .

الشكر لكم أولاً على مروركم بساحة حرفنا .. وثانيا على تلك الملاحظات المفيدة للغاية :

في موضوع كلمة ( لزوي ) فقولك هو الصواب ( لذوي ) .. وأنا لم أتعمد كتابة ( لزوي ) بدلاً من ( لذوي ) .. ولا تختلف الكتابة أو اللفظ في السودان .. إنما ذلك من الأخطاء التي تقع دون التنبه للأمر في الوقت المناسب .. فاللغة هي اللغة .. والقواعد هي القواعد كما هو الحال في الجزائر الشقيقة وغيرها من البلاد التي تستخدم اللغة العربية الفصحى عند الكتابة .. وقد يشوب اللغة بعض العثرات في حال استخدام مفردات من اللهجات المحلية كما تقول أنت في رسالتكم .

أما في موضوع كلمة ( حدس ) فأنا لم أقصد بها إطلاقاً كلمة ( حدث ) .. وإنما قصدت كلمة ( حدس ) التي تعني في المعاجم العربية :

حدس بالأمر ونحوه : ظن وخمن وتوهم .

وللكلمة ( حدس ) معاني أخرى في المعاجم .. وأنتم أدرى بتلك المعاني .

وفي الختام لكم الشكر على تلك الملاحظات الهامة للغاية .. وخاصة مراقبة تلك الأخطاء اللغوية التي يجب أن لا ترد وتتسبب في حالات العيب في اللغة .. وأنت تدرك ما أريد قوله .

في الختام لكم خالص التحيات والتقدير .

أخوكم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد احمد