مقالة تبرير الاستقراء :مقالة جدلية
: طرح المشكلة
يسلك العقل الإنساني عمليات فكرية مختلفة في البحث عن المعرفة وفي طلب الحقيقة ومن بينها طريقة الاستدلالالاستقرائي وهوهو استخلاص القواعد العامة من الأحكام الجزئية اي من الجزئيات الى الكليات فالعالم ينطلق من ملاحظة ظاهرة جزئية لينشا عنها فرضية ثم يجرب على مجموعة حوادث لينتهي الى القانون الذي يعممه فهو يبدا من المحسوس ويصل الى المجرد وهنا انقسم الفلاسفة والمفكرون الى نزعتين نزعية عقلية مفادها ان الاستقراء مشروع وله اساس منطفي يبرره ونزعة تجريبية مفادها ان ان الاستقراء غير مشروع وليس له اساس يبرره وعليه نتسائل هل الاستقراء مبرر ام لا وعلى اي مبادئ يقوم.
محاولة حل المشكلة:
الاطروحة الاولى ا الاتجاه العقلي
ا-الاتجاه العقلي/يرى أن الاستقراء مشروع ، و له أساس منطقي يبرره ، و العلم يقوم على القوانين العامة المستخلصة من الأحكام الجزئية ، و ما يبرر مشروعية الاستقراء هي مبادئ العقل كمبدأ السببيةالقائل أن ل ظاهرة لها سبب أدى الى وقوعها ، و مبدأ الحتمية القائل أن نفس الأسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان ، قال لايبنت ان كل ظاهرة لها سبب كافي يحدثها ، و يقول كانط عندما نلاحظ مثلا أن الحديد يتمدد بالحرارة ، ثم نلاحظ أن الذهب و الفضة و النحاس تتمدد أيضا بالحرارة تتكون في أذهاننا قاعدة عامة مفادها أن كل المعادن تتمدد بالحرارة ، و يكون مبدأ التعميم هذا مؤسس و صحيح لاشتراك أفراد النوع في نفس الخصائص . هكذا نختزل عدد هائل من الظواهر في عينات ، و تكون لنا نظرة واضحة لما يجري في الطبيعة من ظواهر ، و نكون قادرين على التنبؤ بوقوع الظواهر قبل حدوثها . " ان الاستقراء يقوم على مبدأ السببية العام "
-النقد / ان مبدأ الحتمية مسلمة عقلية و ليس حقيقة حسية ، و ما يصدق على الجزء قد لا يصدق على الكل من الناحية المنطقية ، ما يجعنا نعتقد أن نتائج الاستقراء احتمالية و ليست يقينيــــــــــــــة
الاطروحة الثانية الاتجاه التجريبي
يرى الفيلسوف التجريبي الانجليزي دافيد هيوم
أن الاستقراء غير مشروع ، و لا أساس منطقي له و منه لا يمكن أن نستخلص القوانين العامة من الاحكام الجزئية ، لأن الملاحظات و التجارب تتم على العينات فقط و لا تتم على على جميع الظواهر. إن صدق القضايا الاستقرائية في الماضي لا تعني صدقها في المستقبل فالمرأة التي أنجبت أربع أولاد على التوالي لا نستطيع أن نجزم بأن الخامس سيكون ولدا و ليس بنتا ، و كما أنكر هيـــوم مبدأ التعميم أنكر أيضا مبدأ السببية ، و رده الى العادة ، أي أن تعودنا على مشاهدة تتابع الظواهر كتتابع البرق و الرعد... هو الذي جعلنا نعتقد أن الظاهرة الأولى هي سبب الظاهرة الثانية ، لكن في الحقيقة ليس في هذا التتابع ما يدل أن هناك علاقة سببية بينهما . هكذا شك هيوم في نتائج الاستقراء فهو من مدرسة الشكاك ، أو النزعة اللاأدريـــــة التي امتدت من مبدأ سقـــــراط القائل " أعرف شيء واحد هو أني لا اعرف شيء "
النقد/ ان موقف دافيد هيوم برافضه لمبدأ السببية العام و القوانين العلمية يكون قد دمر العلم من أساسه ، فلا يمكن أن يقوم علم الفيزياء دون هذا المبدأ ، و دون هذه القوانين التي تفسر العلاقة الثابتة بين الظواهر .
التركيب
ان لكل موقف حججه الخاصة وبناؤه المنطقي السليم الذي يحصنه من أي نقد تعسفي الا ان نسبية مضمونيهما تدفعنا الى محاولة التوفيق بينهما لانه يبقى من السذاجة التمييز المطلق بين ماهو عقلي وماهو حسي مادامت العلوم الفيزيائية تدرس الظواهر الطبيعية مستعملة لغة الدقة التي تعبر عنها بصور رمزية مجردة ومن جهة اخرى يستحيل وضع حد فاصل بين الاستقراء التجريبي والمبادئ العقلية
حل المشكلة
في الاخير لايمكننا الحديث على الاستقرار مبرر مادام ناقصا ونتائجه سلبية لكن يمكن الحديث عن تطور مستمر لهذه العلوم فكلما تطورت مسائل الملاحظة والتجربة كانت النتائج اكثر دقة ويقينا
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2018-03-17, 17:26
العرض العادي
