اثار الطلاق على الاولاد

[شكيب خان]

السلام عليكم
عندما يحدث الطلاق يترك الاولاد على قارعة الطريق ، مهما كان عمرهم ، فاذا حاز الاب او الام على حضانتهم سيصبحون رهينة ، فأسرة الحاضنة بقدر ما يحرصون على تأمين الافضل لابنتهم من اجل تجنيبها الأسوأ ، بقدر ما يزيدون في الشرخ بين الاولاد وابيهم
فتتحول عائلة المطلقة الى قلعة منيعة امام المطلق ، فيمنعونه من رؤية صغاره ، ولولا العدالة والمحاكم لما سمج له حتى الاقتراب من اولاده ، بل تجتهد عائلة المطلقة في كيفية استخدام الابناء لمعاقبة الاب المطلق ، وتضع حاجزا بينه وبين اطفاله ، معتقدين بأن ما يقومون به سوف يؤدي الى قطع الحبل السري العاطفي الذي يربط الابناء بوالدهم
ان الحقد الميال الى الانتقام لا يجب ان يقحم فيه الابناء ، من الافضل ابعادهم عن كل الصراعات والنزاعات والشجارات التي تحدث بين الطرفين حتى نجنبهم الوقوع في ازمات نفسية وعاطفية وحتى مرضية تكون لها انعكاسات خطيرة على نموهم العقلي والوجداني والنفسي
الا يكون من الاجدى على المطلقة واسرتها الامتناع عن كل ما يسيء للمطلق ، ولا يحاولون حمل الاولاد على تصديق الاكاذيب والاباطيل على ابيهم ، من السهل خداعهم في الصغر الا ان لديهم موهبة وفراسة الاحساس في ادراك معرفة الحقيقة يوما ما عندها يصبح ما قومتم به هراء وينقلب عليكم وتصبحون من النادمين
من الضروري ان يتفادى الوالدان حدوث الانفصال بين الولد وابيه وامه ، فاذا قررتم الانفصال على شريككم هذا شأنكم ، لكن ولدكم ليس مضطرا لتحمل عواقب انهيار زواجكم
فالخلل العاطفي الذي يتعرض له الولد ناجم بشكل رئيسي عن النميمة داخل الاسرة ، ذلك ان التعبير عن رفض الطرف الاخر بالكلام الجارح لتشويه صورة الطرف الاخر والاستهزاء به يخلق جرحا عاطفيا عند الولد يلازمه طول حياته وتكونوا انتم السبب
ان نزاع وصراع الوالدين يستمر في التأثير السلبي على الصحة النفسية للأطفال حتى بعد الطلاق ، ان الدراسات النفسية في هذا المجال بينت :
1/ ان نزاع الوالدين والطلاق لهما تأثيرات شلبية جمة عل توافق الاطفال وتحصيلهم الدراسي ، وقد تستمر هذه التأثيرات عبر مراحل النمو المختلفة من الطفولة الى المراهقة وربما الى الرشد
2/ رغم ان الانفصال او الطلاق قد ينهي الصراع والمشاحنات والصدام في كثير من الاسر الا انه يستمر الى ما بعد الانفصال او الطلاق ويؤثر سلبا على نمو الطفل
انا اعتقد اذا نجحتم في اقامة علاقات حسنة مع شريككم السابق بوجوده وفي غيابه ، بمعنى ان تحافظ الام على صورة الاب في نظر اولادها تمنع كليا عن التعابير البذيئة او المهينة ، وكذلك الانتقادات اللاذعة او المغرضة ، فان طفلكم سوف يتقبل فكرة انفصال الولدين لعدم توافقهما وبالتالي تكونوا قد جنبتم طفلكم اليأس والحزن والوحدة والاكتئاب والاغتراب
ان اهم التأثيرات في حياة الاطفال ونموهم سلبا يكون بسبب فشل التماسك او الوحدة الاسرية ، الصراع والشقاق الذي يستمر بعد الانفصال لا يجعل الاطفال في حيرة من امرهم وانما يسمم نموهم
تشير بعض التقارير ان معظم مشكلات الطفولة مثل القلق الزائد ، والانطواء ، والسيطرة ، والعدوانية ، والمشكلات الاخلاقية غالبا ما يزداد حدوثها بين الاسر التي يسود فيها الصراع
وكلما كان الصراع حاد بين الطرفين والمستمر بعد الانفصال يؤدي الى نتائج خطيرة ومدمرة على نمو الاطفال حذار ... ا والسلام
ارجو من الاخوان التعليق عليه وشكرا