السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع من صفحتي الخاصة على الفيس أحببت أن أشاركه أساتذتي الكرام من على هذه النافذة.
ضعف التلميذ مَرَده إلى ضعف الأستاذ...
بقلم الأستاذ : يوسف زكرياء.
و نسيت السيدة الوزيرة أن أسباب انهيار الدينار وتهاوي الأخلاق في بورصة النخاسة ، و الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالجزائر و انهيار سعر البرميل من النفط فالاعتراف بقدس بني صهيون ، و آخرها التهام الحوت الأزرق لأبنائنا على النت وكل البلايا و الرزايا و الانتكاسات المتتالية للأمة ....
هو أنت أيها الأستاذ ....
نعم هو أنت أيها الأستاذ....
عذراً فبين أناملي آهات لاترتخي و بين أصابعي حرقة تسري ، وكرب لا ينجلي ، وعلى ضفاف الدهشة...شفاه تنشق والقلب يتفتق و يزداد الرتق حينما تسمع لمثل هذه التصريحات.
لعلي أردت من خلال هذه السطور أن أزيل هما لطالما اعتراني و هواجسا أضنتني لم أستطع البوح عنها في حينها مخافة أن أقع في المحظور جَرَّاء غيرتي و انفعالي على أصحاب المعالي ، فها أنا اليوم بعدما سكن الغيظ وهدأت من روعه أسكب بعض من هواجس محبرتي في لحظات عشتها لها طعم العلقم طاغياً و بحرف يشع على جسد أنهكه صراخ الصبية و تنكر الوصاية .فصرت أهذي بكلمات هزت كياني و سكنت عمق أعماقي ، فأنا من هؤلاء الكثير ممن لا يستطيعون التعبير بمقال نكيد أو قصيدة نابية ، ففي مثل هذا المقام المشين تنفلت الكلمات و تتوارى خفية في عتمة الأحلام المسروقة وقد التحفت سواد الصمت ، حينها لم يبق إلا للأحاسيس أن تتسربل لحاف الرد ، و تغفو على قارعة رصيف الذل و الهوان الذي صار عملة الخلان في بلد بني هولاند و ماكرون.
آه .... كم أحن إلى ذلك الزمن الجميل حينما كانت الطبقة المتعلمة في الجزائر تتنافس على دخول المعاهد التربوية لينالوا شرف مهنة الأنبياء و الرسل ، مع نعومة أظافري أتوق لمعرفة سر تقديس المجتمع للمعلم فالكل ينظر إليه نظرة تقدير وإجلال بل حتى ونحن طلاب كنا نخشى أن نلتقي به في الشارع أو الطريق العام إذا دخل الدكان خرجنا و الخجل يغشى قلوبنا .
انقلب الحال و تبدلت الأحوال فأصبح معلم اليوم يشكو من مهنته وينشد التبجيل الذي تغنى به أمير الشعراء .
و يا للعار فاللقائمين على الشأن التربوي في بلادنا اليد الطويلة في تغيير صورة ذلك الرجل الشهم الذي طالما تغنى به الشعراء و مدحه الأدباء و بجله الأعداء قبل الأصدقاء .
وعلى مدار سنوات خلت سعت الزمرة المتحكمة في الشؤون الفكرية للمجتمع إلى ذلك. مع تسيس للمناهج و قولبتها وفق إديولوجيات و أجندات أقل ما يقال في حقها أنها مشبوهة
ولقد تجاوزت الوصاية بالذات الخطوط الحمراء وكانت سببا في تقزيم سمعة رجال التربية و استطاعت بحنكتها الماكرة أن تمحي صورة راقية للمعلم لطالما نقشت معالمها على صفحات العقول عبر العصور في التراث العربي الإسلامي.
فالممارسة اللا أخلاقية التي انفردت بها وزارة التربية الوطنية دون سواها ، و سياسة التشهير على جرائد العهر الإعلامي و مواقع التواصل الاجتماعي واتهامه بأنه السبب الرئيس في تدني مستوى التلاميذ وغيرها من الاتهامات الجائرة وتصويرها له بأنه رجل جشع يسعى لتحقيق مآربه على حساب الهدف المنوط به تحقيقه ، تصرفات غير مسؤولة ، ضربت سهامها في العمق التربوي و أساءت بشكل كبير للعاملين في حقل التربية و التعليم .
صور مخزية رسمتها السياسة الشعواء للقائمين على شؤون بلادي.
إنها العقلية التسلطية التي جثمت لعقود من الزمن على رأس اللبنة الأساسية لرقي المجتمع . إنها العقلية الساذجة التي تؤمن بقطبية القرار و تقزيم العقول وزيادة فرص البقاء و لو إلى حين ، إنها العقلية المهيمنة التي حجبت كل قنوات الإبداع و الإبتكار في عصر تحررت فيه الأفكار و أطلقت العنان للتناغم على وقع البحث و التجريب .
إنها عقلية جُبِلت على حب البقاء و عُقدت على نَوَاصيها الخير .
فاللهم إنا نشكو إليك ضعفنا و قلة حيلتنا.....
كتبه الأستاذ يوسف زكرياء.