إنه لشرف لكم يا آساد أهل السنة السلفيين.. ان ترفعوا راية الجهاد ضد اهل البدع وتذبون وتناضلون عن سنة نبيكم صلي الله عليه وسلم.. وتظهرون مقالات المبتدعه وتبطلونها بالحجج والبراهين.. وفي المقابل نري طوائف اهل البدع يسبونكم ويحتقرونكم وقد رموكم بكل عظيمه.. وافترو عليكم أيما إفتراء وإتهموكم بالتشدد والتشدق والتنطع.. وأصبحتم غرباء في مجتمع يمجد المبتدعه ولا يرفع للسنة ولا لأهلها رأسا.. ولكن أبشروا... فقد سلكتم طريق حواريي الأنبياء واصحابهم..
قال صلي الله عليه وسلم..
ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي.. إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب.. يأخذون بسنته ويقتدون بأمره.. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون.. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن.. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن.. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل...
الحديث رواه الإمام مسلم من حديث بن مسعود رضي الله عنه.. 📚
يقول الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى..
هذا الحديث فيه أخبار عن أحوال الأنبياء وأحوال أممهم وأن أصحابهم وحوارييهم الذي استضاؤا بنور نبوتهم وشاهدوا نـزول الوحي عليهم يظلون أوفياء مخلصين لربهم ومتمسكين بَهَدْي أنبيائهم في الظاهر والباطن تطابق أقوالهم أفعالهم ، ثم تخلفهم أجيال يحيد بهم الشيطان عن مناهج الأنبياء يدعون بأقوالهم أنهم على نهج الأنبياء ، ويخترعون من البدع والمناهج الباطلة ويرتكبون من المنكرات والمعاصي ما يجعلهم أبعد الناس عن أديان أنبيائهم ويعيشون في تناقضات بين أقوالهم وأعمالهم.
ويبقى في كل أمة علماء مخلصون أوفياء لدينهم يجاهدون ويناضلون عن تعاليم أنبيائهم ، كل على حسب طاقته ومنـزلته من الإيمان ؛ فمجاهد بلسانه ومجاهد بيده ومجاهد بقلبه وذلك أضعف الإيمان. وليس وراء ذلك شيء من الإيمان.
وأمة محمد وقع فيها ما وقع في الأمم السابقة وخلفت بعد القرون المفضلة خلوف تفرقت بهم السبل وشتتتهم الأهواء وصدق فيه قول رسول الله : « لتتعبن سنن من كان قبلكم حذوة القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ».و « ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ».
وبقي في هذه الأمة الطائفة المنصورة التي أخبر عنها رسول الله : « لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة »( ). هذه الطائفة لا زالت وستبقى كما أخبر بذلك رسول الله تدعو إلى الحق والخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدحض البدع والشبهات المضللة بالحجج والبراهين وتجاهد الباطل حسب إستطاعتها باليد واللسان والقلب ، فعلى المؤمن الثبات على ما جاء به الرسول في عقيدته وعبادته وأخلاقه وعليه الأخذ بسنة نبيه والاقتداء بأمره ومجانبة الأهواء والمعاصي والبدع ثم الدعوة إلى الحق وبذل ما يستطيعه في نصرة دينه.