لا أحد فينا يختلف على أن الجامعة مكانٌ لتلقي العلم والمعرفة والنقاشات الأكاديمية، وهي بالطبع مغامرة جديدة مليئة بالدروس والحكايات في مرحلة عمرية ذهبية وحساسة، إلا أنها بنظري هكذا، وهنا أوجه كلماتي إلى من يزال على مقاعد الدراسة الجامعية:
اغتنم وقتك بكل ما هو جديد
اجعل الجامعة المكان الذي تتعرف فيه على نفسك وذاتك ومواهبك ونمّها، تعرف على نقاط قوتك وضعفك، وتواصل مع أكبر قدر ممكن من الناس بمختلف المجالات، لا تعرف أين تجد نفسك لاحقاً، تعرّف على الصغير قبل الكبير، واجعل لك شبكتك الخاصة بك، والتي ستُساهم – بكل تأكيد – في نجاحك مستقبلاً إن أحسنت ذلك.
تغيّب عن محاضراتك
لا تجعل الجامعة مكاناً للتفوّق بالطرق التعليمية التقليدية، لا بأس أن تتغيب عن تلك المحاضرات التي لا تضفِ لك أي جديد وتُغرقك بالملل، وإياك أن تحكُم على نفسك من خلال أدائك الجامعي، قد لا تتوافق المادة مع قدراتك أو أن طُرق إيصالها تقليدية بشكلٍ لا يُحتمل، لذلك أعطي نفسك فرصة للتغيب عنها.
قد تكون بعض هذه المواد الصعبة تمهيداً لفهمك المعلومات بطريقة أفضل لاحقاً. وفي نفس الوقت، لا تغلق الباب أمام أي فرصة تأتيك، وافتح لها قلبك وعقلك وأحسن ضيافتها، تمسك بها وخضها. أذكر من المواقف التي حدثت معي أنني رفضت الخروج في تدريب مع وكالة رويترز بسبب نظام الحضور والغياب الكئيب، وأنني نادمة على ذلك حتى الآن.
إقرأ، وشارك قدر المستطاع
شارك بالنشاطات والندوات النقاشية حول كتاب ما، وسّع مداركك بالقراءة ، أنا درست الصحافة والإعلام، وكما قيل لنا من أساتذتنا آنذاك: “المعادلة الذهبية للصحفي الجيّد: القراءة، واللغة الرصينة”، فلا تخرج من الجامعة إلا وقد حزت بإحداهما على الأقل، ولو استطعت أن تنالهما معاً فقد نلت الحسنيين.
اختلط بالجميع
باختلاطك مع مختلف الشخصيات من الطلاب والأساتذة الذين يحملون مختلف الآراء والمواقف تكن أكثر انفتاحاً وضياءً، استمع إلى كل وجهات النظر من حولك وكوّن خاصتك بناءً على الحقائق التي تؤمن بها، لا تضع الجامعة عائقاً لتطوير ذاتك، واخلق الفرص لنفسك ولمن حولك في الجامعة، أنهل المعرفة من الاستاذ ذي الخبرة الذي يشجع نشاطك وطموحك وينمي أفكارك ويشعرك بتميزك ويُساعدك على مواكبة كل ماهو جديد في ما تُحب، وطّد علاقتك به، لا يوجد أجمل من أن تزوره أو تتلقى مكالمة هاتفية منه غداً بعد التخرج.
تابع كل جديد
في محيطك وبيئتك ومجتمعك، وحتى في أرجاء العالم، ابقَ على اطلاع على أحدث التقنيات والتكنولوجيا، وشاهد المفيد والممتع من الأفلام، وأخص الوثائقية منها، شاهد نشرات الأخبار وأقرأ الصحف والمجلات على اختلافها وتنوعها، وواكب التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية.
كُن مجنونا
كُن تلك الشخصية المعروفة بحماسها ونشاطها وتمردها وجنونها الجميل، وخطط كيف ستكون عطلتك القادمة كانت سواء قصيرة أم طويلة، اغتنمها بتعلم هواية أو لغة ما، أو حلم كان يُراودك منذ الصغر. وفيما يتعلق باللغة، وبرأيي الشخصي، لا أنصح ببدء تعلم لغة ثالثة كمقرر جامعي، ربما ستكون منفّرة، وستبدأ بالتتخلي عنها مستقبلاً، فلا تُذهب متعتها وجماليتها بحصرها بعلامات ونظام الغياب والحضور، جد المعهد المناسب لك وطور من اللغة كما تريد.
استثمر
أخيراً، استثمر علاقاتك وأيامك في الجامعة كيفما شئت، اعقد لقاءً أسبوعياً مع اصدقائك، تناول القهوة برفقتهم، التقط كم هائل من الصور لتتشاركوا ذكرياتكم لاحقاً، واجعل نفسك منارة يلجأ لها الآخرون حتى بعد تخرجك، ولتكن الفكاهة رفيقتك المعتادة، واكسر القواعد التي تُضيق على الطالب، لا تخجل واسأل دائماً عن كل ما لا تعرفه، حتى تصل إلى ما تريد، احتفل بالمناسبات القومية والاجتماعية المختلفة – والتي تستحق الاحتفال منها -، وقس نجاحك في التأقلم مع بيئة وأشخاص جُدد، استمتع بكل التفاصيل انقل ثقافتك لغيرك، التقِ بأشخاص لا يتكلمون لغتك الأم واقضِ أكبر وقت معهم، حافظ على أصدقائك الذين يستحقون ان تُشاركهم جنونك وطموحك معهم.
شاركنا رأيك