لا باس
وسبحان الله
هذه أمريكا وهؤلاء الكفرة أعداء الله
أعدوا العدة لحربنا ونحن لم نتوكل على الله حق التوكل أخذا بالأسباب الموجبة للنصر ، بل تواكلنا وننتظر النصر من فراغ حتى يباغتنا العدو على حين غرة .
ثم هب أن الغلبة لنا ، فلماذا نترك القوم يأتون على الأخضر واليابس ويسلبون البلاد خيراتها ، والعباد حرياتهم ، ما كان هذا في سلفنا رضي الله عنهم ، ولم يتركوا المجال للعدو ليباغتهم حتى تصهل خيولهم على أبواب أمرائهم وملوكهم ، فيرهبوهم وينذرونهم أن هذه الأمة لم تعد كما كانت ، وأنها على قلتها تنتصر بما قدمت من أسباب والله يتم الباقي وينصر من نصره .
ثم هؤلاء الروافض على عتبات أبوابنا وقد جيشوا الجيوش ، وأعدوا العدد ولم ينسوا نسبتهم لفارس فأرادوها فتحا بزعمهم واستردادا لما سلب منهم ، فإن سلمنا بالأمر وهم على ما هم عليه من ضلال وتيه فلا أقل من أن نمحفظ دماء المسلمين التي هي أزكى وأشرف عنه الله من زوال الدنيا ، وحرمته أعظم عند الله من حرمة الكعبة .
فنظهر للقوم قوتنا فلا يتجرؤون حتى على القرب منا ، وفي تاريخ الأمة من الأمثلة ما يغني لمن كان مطلعا عن كثرة الكلام ، وكيف كانوا وكم أعدوا حتى هابتهم الملوك في قصورها ، والأمراء في دولها ، والقادة على جيوشها .
ولو أننا نصرنا الله حقا بما يجب علينا من النصرة نصرنا ، ولكنها أقوال لا تترجمها الأفعال
( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
والإيمان ما صدقه العمل
وكل ما أشير إليه من آيات النصر للأمة مشروط ، فهل تحققت تلكم الشروط وأقمناها فننتظر العز والتمكين ؟