تعتبر قصة الفأر الذي اكل ميزان الحديد من قصص الاطفال الشيقة التي تعلمنا ان الحياة كما تدين تدان ، فتحكي لنا هذه القصة " علي انه كان هناك ابن تاجر يعيش في بلدة صغيرة ، وبالرغم من ان والده كان تاجرا الا انه لم يكن ناجحا مثله ، ومع الاسف واجه الكثير من الخسارة في تجارة والده وخسر كل امواله .
وهنا فكر الابن ان يسافر الي بلد اخري لكي يجرب حظه مرة اخري ، فاراد ان يسافر بحثا عن النجاح ولكنه لم يكن يملك المال للسفر ، وهنا فكر في ميزان حديد باهظ الثمن كان قد ورثه عن اسلافه ، وبالفعل اخذه وانطلق ذاهبا الي تاجر قريب منه لرهان الميزان الحديد واخذ المال منه لكي يستطيع السفر .
وبالفعل سافر الابن الي جميع انحاء البلاد ، واسفرت رحلاته عن نجاح كبير ، وبعد ذلك قرر الابن ان يعود الي مسقط رأسه ، وبعد عودته الي بلدته ، ذهب الابن الى التاجر الذي اعطاه ميزان الحديد كرهن لكي يسترده مرة اخري فقد كان له قينة معنوية لديه ، فذهب اليه قائلا " مرحبا يا صديقي التاجر ، هل لي باستعادة ميزان الحديد الخاص بي الذي تركته رهنا عندك قبل ان اسافر " ، وهنا رد عليه التاجر قائلا "مع الاسف ، لم يعد موجودا هذا الميزان ، فلدي مشكلة كبيرة مع الفئران هنا لانها تلتهم كل شئ ، حتي انها اكلت ميزان الحديد خاصتك" .
شعر الابن بالحزن الشديد لاضاعة هذا الميزان القيم ، ولكنه كان يعرف ان التاجر يكذب فلا توجد فئران تأكل الحديد ، وهنا فكر في حيلة كمحاولة لاستعادة ميزان الحديد الخاص به ، فاستأذن التاجر ان يجعل ابنه يحمل له امتعته الي النهر وان يحرسهم له حتي يقوم بالاستحمام في النهر .
وافق التاجر علي الفور وامر ابنه ان يحمل امتعته وان يذهب معه الي النهر ، وبعد ان اخذ حمامه ، اخذ ابن التاجر الصبي الي كهف قريب ووضعه داخل الكهف وسد مدخل الكهف بصخرة كبيرة ، وبعدها عاد الي التاجر والد الصبي ، وعندما رأه التاجر وحده سأله قائلا " اين ابني ، لماذا عدت وحدك بدونه " ، وهنا اجابه قائلا " اشعر بالاسف الشديد من اجلك ، فاثناء ما كنت اخذ حمامي في النهر ، كان ابنك يقف على ضفة النهر ، حتي جاء طائر فلامنجو وحلق فوقه وحمله بمخالبه وطار بعيدا ، ولم اتمكن فعل اي شئ له " .
وهنا غضب التاجر واخذ يصيح عليه قائلا " انت كاذب ، لا يمكن لطائر فلامنجو ان يحمل صبي كبير مثل ابني ابدا بمخالبه ، انا سوف اذهب لاشكوك الي شيوخ القرية " ، وبالفعل ذهب التاجر الي شيوخ القرية يشكو ما فعله هذا الرجل بابنه الصبي المسكين ، وهنا شيخ القرية سأله " كيف يمكنك فعل هذا ايها الشاب" ، وهنا اجابه بكل ثقة " ليس هناك ما يمكنني فعله حيال الامر فقد جاء طائر الفلامنجو وحمله بمخالبه من علي ضفة النهر " ، هذا الرد قد اغضب شيوخ القرية كثيرا ، فكيف يمكن لطائر فلامنجو ان يحمل طفلا ، فكانوا كلهم مندهشين لهذا ، وهنا بدأ الابن الشاب ان يشهدهم علي ما حدث بينه وبين التاجر بخصوص ميزان الحديد ، فقال للشيوخ " وكيف يمكن للفئران ان تأكل الحديد " ، لم يفهم الشيوخ في البداية ما مغزي كلامه حتي روي عليهم ما حدث وما قاله له التاجر عندما اراد استعادة ميزانه الحديدي .
وعندما سمع شيوخ القرية القصة كاملة ، بدأوا يضحكون كثيرا ، وينظرون الي التاجر نظرة سيئة ، وامروه باعادة الميزان الحديدي الي الشاب علي الفور ، وبالفعل فعل التاجر هذا ، واستعاد ابنه الصبي ايضا من الكهف .
وهنا الحكمة تقول انه كما تدين تدان وانك يجب ان تعامل الناس باخلاق حسنة حتى لا يحدث لك كما تفعل في الاخرين .,