سمع أحد الحكماء عن قرية يشتهر أهلها بالبخل الشديد، فأراد أن يتأكد بنفسه، فأخذ ولده محمد
وسافرا إلى القرية، وما إن وصلاها حتى شاهدا رجلاً يلبس نعلاً واحداً ويجر قطاً في حبل..
ولما طلبا منه بعضاً من الطعام حمل القطّ وأخذ يجري مسرعاً..
أكمل الحكيم وولده طريقهما وهما متعبان وجائعان.. ذهب محمد يستعطف الناس ليعطوه شيئاً من
الطعام والشراب دون جدوى.. فكر الحكيم قليلاً ثم وقف وسط السوق منادياً بأعلى صوته:
- أيها القوم.. أنا شيخ حكيم وهذا ولدي محمد ونحن ضيوفكم..
نظر الناس إليهم بازدراء ثم انصرفوا وكأنهم لم يسمعوا شيئاً.. فاستطرد الحكيم قائلاً:
- أنا حكيم مفوّه، أستطيع أن أجيبكم على كل سؤال يخطر على بالكم مقابل شيء يسيرٍ من الطعام والشراب.
وقف رجل يلبس نعلاً واحداً في رجله الأيسر وهو يقول:
- أخبرني من الذي سرق نعلي الأيمن؟
وقالت امرأة: لماذا لا نستطيع الطيران؟
وقال رجل آخر: هل خُلق البحر قبل الأرض أم خُلقت الأرض قبل البحر؟؟؟
فكّر الحكيم قليلاً تم تبسّم وهو يشير إلى السائل الأول قائلاً:
- الذي سرق نعالك رجلاً يلبس نعالاً في رجله الأيمن ويجر قطاً.. صرخ الرجل: عرفته إنه المجنون فواز.
ثم التفت الحكيم إلى المرأة قائلاً لها: إذا أردتِ الطيران فأحضري لي سبع دجاجات وسوف نذبحها
ونأخذ ريشها ونصنع لكِ جناحين تطيران بهما حين يصغر حجمك..
ثم قال للسائل الثالث:
- وأنت أحضر لي وعاءً كبيراً فيه ماء لنطبخ فيه الدجاجات..
حين نضجت الدجاجات، أخرجها الحكيم وأخذ يأكل هو وولده مشيراً للسائل الثالث المذهول قائلاً:
- الله خلق الأرض لنضع القدر عليها، وخلق البحر لنأخذ الماء منه ونسلق الدجاجات ونأكل ونشبع!!!