علمت "الشروق" أن قوات الشرطة تدخلت الجمعة، في 3 مساجد في بلدية المقرن بولاية الوادي، وأوقفت 8 أشخاص بعد وقوع مشاجرات بين عدد من المصلين من أتباع الطريقة التيجانية، ومجموعات من أتباع التيار السلفي في المدينة الواقعة في شمال شرق ولاية الوادي.
تقع المساجد الثلاثة التي وقعت فيها الاشتباكات كلها وسط مدينة المقرن، يرتادها عادة مريدو الطريقة التيجانية، المنتشرة بكثرة في ولاية الوادي، وكانت الوقائع متزامنة، فخلال انتظار المصلين في المساجد الثلاث لآذان وصلاة العصر، والتي تليها ما يعرف في الطريقة الصوفية التيجانية "بالوظيفة" ، تفاجأ هؤلاء بهجوم عدد كبير من أتباع التيار السلفي عليهم، حيث وقع جدال ومشادة كلامية بين الطرفين، حول اتهامات لطرف بالبدعة والضلال ولطرف آخر بالتكفير والتطرف، قبل أن تتحول إلى عراك بالأيدي، أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح خفيفة، بينهم شيوخ متقدمون في العمر، ولم تنته المناوشات إلا بعد أن تدخلت قوات الشرطة التي فصلت الفريقين، وأخرجت كليهما من المساجد الثلاث.
كما قامت الشرطة بتوقيف 8 أشخاص كلهم شبان، يشتبه في تورطهم بشكل مباشر في المناوشات الأخيرة في المساجد، قبل أن يتم إحالة القضية على وكيل الجمهورية لدى محكمة الدبيلة بولاية الوادي بصفتها المختصة إقليما للنظر في موضوع القضية، إذ تستمر وإلى غاية كتابة هذه السطور التحقيقات الأولية لكشف خيوط الفتنة والمتسببين فيها، كما باشرت وفي نفس السياق مصالح مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الوادي تحقيقا، معمقا في ما وقع بالمقرن، إذ يرتقب أن تتخذ عدة قرارات فور الانتهاء من التحقيقات الأولية.
يذكر أن ولاية الوادي وبلدية المقرن تشهد بين الوقت والآخر مثل هذه الأحداث بين أتباع التيار السلفي من جهة ومريدي الطريقة التيجانية من جهة أخرى والتي كان آخرها ما وقع قبل سنتين عندما استنجدت مصالح مديرية الشؤون الدينية بإمام محايد من خارج البلدية، لإمامة الناس وإعادة الهدوء إلى بيت الله.