الاخوان المسلمين في قبضة شيخ المجاهدين ايمن الظواهري
أصدر زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، رسائل مسجلة حملت عنوان "رسائل مختصرة لأمة منتصرة"، قال فيها إنها سلسلة عن الربيع العربى لأخذ العبرة منه بعد فشله فى مصر وتونس واليمن، والله أعلم بمصيره فى ليبيا لكنه عرف طريق الحق فى الشام – على حد قوله.
وأضاف "الظواهرى": "سأحكى قصة ما حصل فى مصر لأنها تمثل النموذج الصارخ على فشل المسلمين إذا عجزوا وانحرفوا وعلى حقيقة عداوة الصلبين إذا طغوا وبغوا وما نستخلصه من مصر ينطبق على غيرها، فقصة مصر لم تبدأ من 25 من يناير لعام 2011 ولم تنته بفض رابعة العدوية والنهضة، فالقصة أقدم من هذا، فالقصة بدأت قبل ذلك مع حسن البناء، فهذا الداعية العبقرى الذى انتشل الشباب من الملاهى والخمارات وحلقات التصوف المنحرف، ونظم كتائب منظمة مرتبة تجاهد فى سبيل الله، ولكنه مع هذه الإنجازات العظيمة ارتكب أخطاء جسيمة، أدت لمفاهيم فاسدة، نتجت عنها كوارث مدمرة".
وأضاف "الظواهرى": "الشيخ حسن البنا رحمه الله بدأ حركته بإظهار التأييد للملك فؤاد الذى لم يكن سوى حاكم فاسد، يحكم بمقتضى دستور 1923 وهو أول دستور علمانى فى تاريخ مصر، بل وفى تاريخ الدساتير العربية، وكان فؤاد أيضا أداة فى يد الإنجليز المحتلين لمصر، وجاء من بعده على نسقه ولده فاروق، الذى بالغ حسن البنا -رحمه الله- فى تأييده، فحين تولى الحكم أعلن الشيخ حسن البنا رحمه الله- مبايعة الإخوان له على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وتابع الظواهرى: "فاروق لم يكن ليقبل بهذه البيعة وأن سره تأييد الإخوان لأن ملك يحكم بدستور علمانى وهو فى نفس الوقت خاضع لسيطرة الإنجليز ولم يكتف الشيخ حسن البنا بترويج هذا الوهم بل استغرق فيه فناداه بأمير المؤمنين وحشد المظاهرات فى كل وقت ومكان لتأييده ولقبه بحامى المصحف ولذا فأن 4 مليون مسلم على قول حسن البنا يبايعون فاروق على أن يموتوا بين يديه دفاعا عن المصحف".
وتابع "الظواهرى": "حسن البنا قال إن الإخوان من أخلص جنود فاروق وقد زعمت مجالاتهم أنه يهابون أرواحهم وحث الشيخ حسن البنا فاروق السعى على خلافة المسلمين وزعامة العالم الإسلامى وعقد المؤتمر العام الرابع للإخوان المسلمين لبيعته وأعلن أن 100 الف شاب من الإخوان المسلمين هم الجنود على تمام الأبهة والكتائب المعبأة".
وتابع :" فى عام 1948 حين كان فاروق متورط فى قبض عمولات من صفقة أسلحة فاسدة للجيش المصرى بفلسطين وقد تمادى فى الفضائح فى هذا الوقت خاطبه الشيخ حسن البنا بقوله: الأمة من وراءك، ولم يكتف البنا بهذه الخدعة المتعمدة بل مدح دستور 1923 العلمانى وزعم أنه إسلامى".
وأضاف: "إنه وبعد مشاركة الإخوان فى الانتخابات البرلمانية وتشريعهم لها اكتشف البنا أن كل هذا عبث فى عبث، ومخالفة لأحكام الشرع، فكتب مقالا شهيرا بعنوان (معركة المصحف) قبل مقتله بثمانية أشهر، يقر فيه بأن كل ما فى الدستور والقانون المصريين لا يجعل مصر دولة إسلامية، وأن هذا ليس من حكم الله فى شيء، بل هو خروج عليه، وأن على الأمة أن تخوض معركة المصحف ضد حكامها لتلزمهم بأحكامه".
وأضاف: "ثم كانت نهاية البنا على يد من سماه حامى المصحف، فقتله الملك فاروق فى فبراير من عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين".
وتابع: "فهل تبرأ أتباع حسن البنا من قاتله؟ أم سماه الأستاذ الهضيبى -رحمه الله- "الملك الكريم"؟ واستمروا فى منافقة فاروق، ثم تحالفوا مع عبد الناصر ضده، ثم انقلب عليهم عبد الناصر، وكان من قضاته أنور السادات، الذى حكم بالإعدام على فقيه الجماعة، المستشار عبد القادر عودة ورفاقه رحمهم الله".
وواصل قائلا: "تحالفوا مع السادات بعد موت عبد الناصر، فأفسح لهم حرية الحركة. ولما قتل تحالفوا مع حسنى مبارك قاتل كمال السنانيرى، فساروا فى مظاهرة النفاق من مجلس الشعب للقصر الجمهوري؛ ليبايعوه لمدة ثانية، وتمتعوا معه بقدر كبير من الحرية، فى صفقة سيئة؛ لتنفيس غضب الشباب ومهاجمة المجاهدين، ثم انقلبوا عليه، واصطفوا وراء البرادعى مبعوث العناية الأمريكية، ولما قامت الثورة كانوا أول المساومين، فتحالفوا فورا مع المجلس العسكري".
وقال: "هل خاضوا معركة المصحف ضد قاتليهم كما أمرهم شيخهم؟ للأسف لقد تجاهلوا أمره، واستمروا فى المغالطة ذاتها لأحكام الشرع وحقائق الواقع".
وأردف قائلا: "إذا كان شيخهم البنا يغالط الحقائق، فيصف فاروقا بحامى المصحف، والدستور المصرى بالمتفق مع الإسلام، فإن تلاميذه لم يكتفوا بهذا، بل تمادوا بعيدا، فتبنّوا لغة علمانية صريحة تؤكد على الدولة الوطنية، وأعلنوا كأى علمانى لا دينى أنهم لن يحكموا بالشريعة إلا إذا حكم عليهم أغلب المصوتين بذلك، وأنهم ملتزمون بكل الاتفاقات مع أمريكا وإسرائيل، وعلى هذا خاضوا انتخابات ما بعد الثورة، التى أدت لفوز محمد مرسى برئاسة الجمهورية".
وقال الظواهرى: "غالطوا أنفسهم مرة أخرى، وظنوا أنهم حققوا ما كانوا يتمنونه طول عمرهم، ومحمد مرسى فى التوصيف الشرعى ليس إلا حاكما علمانيا لدولة علمانية، لا فرق بينه فى ذلك وبين حسنى مبارك، وهو يقر مثله بالشرعية الدولية واتفاقات الاستسلام مع إسرائيل والشراكة مع الولايات المتحدة".
وتابع: "محمد مرسى فرق بينه وبين مبارك أنه أفسح الحرية للجميع، بما فيهم رموز التيار الجهادى، ولعل هذه إحدى جرائمه -التى لم تغفرها له- أمريكا ولا أذنابها"، مضيفا:"الإخوان منذ سقوط حسنى مبارك حتى اعتقال محمد مرسى لم يتخذوا أى إجراء جدى لإزالة دولة الفساد والتمكين للنظام الجديد، دعك من النظام الإسلامي".
وأضاف: "الإخوان ربوا أنفسهم على نظرية مزرعة الدواجن، التى يتكاثر فيها الدجاج سعيدا بما يُلقى له، متجاهلا من حوله من اللصوص والوحوش".