الخير الذي لا نحبه ... مقال رائع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الخير الذي لا نحبه ... مقال رائع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-02-19, 11:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام 12
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي الخير الذي لا نحبه ... مقال رائع

الخير الذي لا نُحِبْ


خلال سنوات حياتي الماضية اشتركت في الكثير من الأعمال التطوعية وتعاملت مع أعداد كبيرة ومختلفة من المتطوعين، وقد لفت نظري أمر على مدى هذه الأعوام والذي لاحظت أنه لا يقتصر على العمل التطوعي بل على المجتمعات ككل بأفرادها ومؤسساتها إلا فيما ندر. لاحظت أننا نحب أن نختار الخير الذي نريد أن نفعله، أو نساهم فيه، نريد الخير الذي يريحنا والذي يرضينا ويعجبنا، ببساطة نريد أن نساعد الناس بالطريقة التي تناسبنا نحن لا بالطريقة التي يحتاجونها.


إذا نظرتم في حياتنا اليومية لوجدتم أمثلة على ذلك في أبسط الأشياء، بين الأم وبناتها، بين الزوج وزوجته، بين الطالب ومعلمه، بين الزملاء في العمل. لا أريد أن أنظف المطبخ سآخذك إلى المكان الفلاني بدلاً من ذلك، أو لا أريد أن أعدّ الطعام سأرتب لك الصالة بدلاً من ذلك، لا أحب أن أرمي القمامة سأخرج لك سلة الغسيل، لا أحب أن أعمل على هذه المستندات سأطبع لك الأوراق الفلانية بدلاً منها.. نحن نتجاهل تماماً ما يطلبه منا الطرف الآخر، ونغض الطرف عنه، ونقرر كيف ومتى سنساعده، ثم -غالباً- نحمله جميلاً ثقيلاً بسبب كل ما فعلناه من أجله، والذي لم يكن هو حاجته التي طلب المساعدة فيها ابتداءً.


لقد تغير مفهوم عمل الخير كثيراً في حياتنا المعاصرة، لقد أصبح ينحو منحىً استهلاكياً ككل شيء، فنحن نتبرع ونوكل المهمة لغيرنا وانتهى الأمر. ناهيك أننا أصبحنا نفعل ذلك حتى فيما يتعلق بالكثير من واجباتنا لا أعمالنا التطوعية ولكن هذا موضوع آخر. لم يعد عمل الخير يرقق القلوب، ولا يفتح العيون، ولا يوسع المدارك، لم يعد الناس يعاشرون المحرومين ولا تتأثر نفوسهم بمعاناة المكروبين، وانتفت القيمة التي نتحصل عليه من عمل الخير حتى لم يعد له أثر في حياتنا.


فلا نحن نقدر النعم التي نتقلب فيها، ننظر دائماً إلى ما ليس في أيدينا، نقارن أنفسنا دائماً بمن عنده، ولا نحن نهذب نفوسنا فلا تحقد أو تحسد لأنها تعرف أن حالها أفضل من غيرها بكثير وأن الظاهر للعين ليس هو المتواري خلف الأبواب المغلقة، ولا نحن نقدر أن الحياة بسعادتها وفرحتها ليست فيما نأخذ وما نمتلك ولكن فيما نعطي ونبذل، ولا نحن قادرون على ممارسة أخفّ أنواع الزهد أو الإيثار على النفس ببساطة لأننا لا نستغني إلا عن الفائض الذي لا نحتاجه، والزيادة التي لن يضرنا نقصانها.


كثيراً ما يقول النّاس أننا لا نملتك الوقت لذلك نتبرع بالمال، ولكن الحقيقة أننا نضيع الوقت فيما لا يستغرق الكثير من الجهد النفسي والعقلي ونشتري راحتنا بالمال. والحقيقة أيضاً أن الخير بالنسبة لنا أصبح يتعلق دائماً بالأغراب والفقراء والجائعين فقط ولأننا لا نقابل تلك الفئات على المستوى الشخصي ونمر بها كما نمر بالأشجار وإشارات المرور في الشوارع، لم نعد قادرين على رؤية الخير الذي علينا أن نساهم فيه ونحن نمارس حياتنا اليومية.


سأعود إلى مثال الأم والأبناء لأنه من المشاهد التي تتكرر كثيراً، الأبناء لديهم اعتقاد راسخ أن مساعدة غريب في الطريق أكثر أهمية من مساعدة الأم في المنزل أو التخفيف عنها، لذلك تجدهم لا يمانعون من أن يخرجوا ليوصلوا شيئاً ما لصديق أو ليساعدوا فلان أو فلانة في أمر هنا أو هناك، ولكن ما أن يعود إلى البيت لا يريد أن يكون له علاقة بأي شيء، المفترض أن يكون الطعام جاهزاً والملابس نظيفة وكل شيء في مكانه لأن الأم تقضي يومها في البيت بطبيعة الحال وهذا هو ما تفعله ليس لدينا مشاغل أخرى بينما نحن مشغولون طوال الوقت يكفي أننا ضحينا بوقتنا لمساعدة فلان! على أمهاتنا أن يقدروا ذلك ويريحونا الآن!


نعم أعرف أنني أتحدث في أمر هو من واجبات الأبناء على أهلهم ولكن صدقوني كمّ المواقف التي يتعرض لها الإنسان في الحياة تجعله يبدأ يتشكك في مدى إدراك الناس لهذه الأساسيات! وعلينا أن نقر بأن جزءاً كبيراً من المشكلة يقع على عاتق الأهل، فالأمهات اللواتي يربين الأبناء على أن يضعوا أنفسهم أولاً قبل كل شيء يساهمون في تعميق هذه الفجوة في الإدراك، خصوصاً في مراحل التعليم وبدايات العمل، لا تريد الأم أن تشغل بناتها بأعمال المنزل حتى يتفرغن للدراسة، ولا تريد أن تشغل ابنها لأنه مهدود الحيل في العمل، وتعتبر نفسها هي الفرد الوحيد المتفرغ لخدمة الجميع!

ثم هي لا تحب أن يضيعوا وقتهم في مساعدة الآخرين لأن ذلك قد يؤثر على دراستهم وأعمالهم، وربما لأن الآخرين يستغلون طيبتهم -كل الأهل يرون أبناءهم طيبين سذج بينما بقية البشر كائنات مفترسة- وهي إضافة إلى ذلك تغرق في المديح وتبجيل الأعمال التي يقومون بها فتجعلهم يحسون بأنهم يقدمون خدمة جليلة للبشرية إن هم تحملوا مسؤولية أنفسهم أو تبرعوا بشيء من وقتهم ومجهودهم.


نحن إذاً نكبر مقتنعين بأننا لا ينبغي أن نهدر أوقاتنا فيما ليس فيه مصلحة مباشرة لنا وإن فعلنا فنحن نرقى إلى منزلة القديسين، وأن الخير يمكن أن يتحقق بأن نتخلى عن ما نحن لسنا بحاجة إليه لمن هو بحاجة إليه، لذلك نجد مجتمعاً يتحول شيئاً فشيئاً إلى غابة يتنافس فيها الجميع ويعيشون على افتراض سوء العواقب قبل كل شيء. فلان لن يساعدني إن طلبت منه فلماذا أقدم له العون الآن، فلانة لن ترد لي الجميل فلماذا أضيع وقتي معها، وكلنا نردد:
ومن يجعل المعروف في غير أهله *** يكن حمده ذماً عليه ويندم


ولا أعرف لماذا نعتقد بأن بيت شعر من العصر الجاهلي هو دستور في الحياة، وننسى أن نردد بدلاً منه: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"!


أريد أن أعود مرة أخرى إلى العمل التطوعي الذي بدأت منه، أو أعمال الخير بصفة عامة، فهي الدافع وراء كتابة المقال، ولكنني أجد نفسي أدور وأبدأ من جديد الحديث عن العائلة والأسرة والمجتمع، ببساطة لأن كل شيء ينطلق من هناك. فرق بين أن تغرس في أبنائك العين الخبيرة والقدرة على الحكم الصحيح على الآخرين وبين أن تربيهم على سوء الظن وحب النفس، وفرق بين أن تربي أبناءك على الطموح والسعي للأفضل وبين أن يعيش حياة من المنافسة والمعارك الدائمة وأن يصاب بالعمى عن من هم أقل منه حظاً، وفرق بين أن تربي من يعرف ما يجيده وما يمكن أن ينفع الناس به فيختار المجالات التي يقدم فيها العون وبين من يصنف الأمور حسب أيها يريحه أكثر، أيها يعجبه أكثر، أيها يجعله يحس بالرضا عن نفسه أكثر.

ربما يكون من الجيّد أن نضع أمام أعينا حقيقة ننساها كثيراً، حقيقة لو كانت بادية أمام أعيننا طوال الوقت لانصلح الكثير من أحوالنا.. حقيقة أننا جميعاً بلا استثناء ودون تفاضل بيننا سنموت، ولن يبقى لنا إلا ما زرعنا من خير، ولن نحصد إلا ما بذرنا ونحن قادرون مستطيعون قبل أن تأخذنا فجاءته وتقف بيننا وبين الخلاص.



للكاتبة : أحلام مصطفى
طالبة دكتوراه
وباحثة في مجال الأدب
والعلوم الاجتماعية.








 


رد مع اقتباس
قديم 2017-02-19, 18:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
hanan7
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

معك حق اخوي في كتير من هاي النماذج بالمجتمعات ! أسأل الله إن يصلح حالنا جميعاً










رد مع اقتباس
قديم 2017-02-27, 00:11   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بن مير سليمان
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام 12 مشاهدة المشاركة
الخير الذي لا نُحِبْ


خلال سنوات حياتي الماضية اشتركت في الكثير من الأعمال التطوعية وتعاملت مع أعداد كبيرة ومختلفة من المتطوعين، وقد لفت نظري أمر على مدى هذه الأعوام والذي لاحظت أنه لا يقتصر على العمل التطوعي بل على المجتمعات ككل بأفرادها ومؤسساتها إلا فيما ندر. لاحظت أننا نحب أن نختار الخير الذي نريد أن نفعله، أو نساهم فيه، نريد الخير الذي يريحنا والذي يرضينا ويعجبنا، ببساطة نريد أن نساعد الناس بالطريقة التي تناسبنا نحن لا بالطريقة التي يحتاجونها.


إذا نظرتم في حياتنا اليومية لوجدتم أمثلة على ذلك في أبسط الأشياء، بين الأم وبناتها، بين الزوج وزوجته، بين الطالب ومعلمه، بين الزملاء في العمل. لا أريد أن أنظف المطبخ سآخذك إلى المكان الفلاني بدلاً من ذلك، أو لا أريد أن أعدّ الطعام سأرتب لك الصالة بدلاً من ذلك، لا أحب أن أرمي القمامة سأخرج لك سلة الغسيل، لا أحب أن أعمل على هذه المستندات سأطبع لك الأوراق الفلانية بدلاً منها.. نحن نتجاهل تماماً ما يطلبه منا الطرف الآخر، ونغض الطرف عنه، ونقرر كيف ومتى سنساعده، ثم -غالباً- نحمله جميلاً ثقيلاً بسبب كل ما فعلناه من أجله، والذي لم يكن هو حاجته التي طلب المساعدة فيها ابتداءً.


لقد تغير مفهوم عمل الخير كثيراً في حياتنا المعاصرة، لقد أصبح ينحو منحىً استهلاكياً ككل شيء، فنحن نتبرع ونوكل المهمة لغيرنا وانتهى الأمر. ناهيك أننا أصبحنا نفعل ذلك حتى فيما يتعلق بالكثير من واجباتنا لا أعمالنا التطوعية ولكن هذا موضوع آخر. لم يعد عمل الخير يرقق القلوب، ولا يفتح العيون، ولا يوسع المدارك، لم يعد الناس يعاشرون المحرومين ولا تتأثر نفوسهم بمعاناة المكروبين، وانتفت القيمة التي نتحصل عليه من عمل الخير حتى لم يعد له أثر في حياتنا.


فلا نحن نقدر النعم التي نتقلب فيها، ننظر دائماً إلى ما ليس في أيدينا، نقارن أنفسنا دائماً بمن عنده، ولا نحن نهذب نفوسنا فلا تحقد أو تحسد لأنها تعرف أن حالها أفضل من غيرها بكثير وأن الظاهر للعين ليس هو المتواري خلف الأبواب المغلقة، ولا نحن نقدر أن الحياة بسعادتها وفرحتها ليست فيما نأخذ وما نمتلك ولكن فيما نعطي ونبذل، ولا نحن قادرون على ممارسة أخفّ أنواع الزهد أو الإيثار على النفس ببساطة لأننا لا نستغني إلا عن الفائض الذي لا نحتاجه، والزيادة التي لن يضرنا نقصانها.


كثيراً ما يقول النّاس أننا لا نملتك الوقت لذلك نتبرع بالمال، ولكن الحقيقة أننا نضيع الوقت فيما لا يستغرق الكثير من الجهد النفسي والعقلي ونشتري راحتنا بالمال. والحقيقة أيضاً أن الخير بالنسبة لنا أصبح يتعلق دائماً بالأغراب والفقراء والجائعين فقط ولأننا لا نقابل تلك الفئات على المستوى الشخصي ونمر بها كما نمر بالأشجار وإشارات المرور في الشوارع، لم نعد قادرين على رؤية الخير الذي علينا أن نساهم فيه ونحن نمارس حياتنا اليومية.


سأعود إلى مثال الأم والأبناء لأنه من المشاهد التي تتكرر كثيراً، الأبناء لديهم اعتقاد راسخ أن مساعدة غريب في الطريق أكثر أهمية من مساعدة الأم في المنزل أو التخفيف عنها، لذلك تجدهم لا يمانعون من أن يخرجوا ليوصلوا شيئاً ما لصديق أو ليساعدوا فلان أو فلانة في أمر هنا أو هناك، ولكن ما أن يعود إلى البيت لا يريد أن يكون له علاقة بأي شيء، المفترض أن يكون الطعام جاهزاً والملابس نظيفة وكل شيء في مكانه لأن الأم تقضي يومها في البيت بطبيعة الحال وهذا هو ما تفعله ليس لدينا مشاغل أخرى بينما نحن مشغولون طوال الوقت يكفي أننا ضحينا بوقتنا لمساعدة فلان! على أمهاتنا أن يقدروا ذلك ويريحونا الآن!


نعم أعرف أنني أتحدث في أمر هو من واجبات الأبناء على أهلهم ولكن صدقوني كمّ المواقف التي يتعرض لها الإنسان في الحياة تجعله يبدأ يتشكك في مدى إدراك الناس لهذه الأساسيات! وعلينا أن نقر بأن جزءاً كبيراً من المشكلة يقع على عاتق الأهل، فالأمهات اللواتي يربين الأبناء على أن يضعوا أنفسهم أولاً قبل كل شيء يساهمون في تعميق هذه الفجوة في الإدراك، خصوصاً في مراحل التعليم وبدايات العمل، لا تريد الأم أن تشغل بناتها بأعمال المنزل حتى يتفرغن للدراسة، ولا تريد أن تشغل ابنها لأنه مهدود الحيل في العمل، وتعتبر نفسها هي الفرد الوحيد المتفرغ لخدمة الجميع!

ثم هي لا تحب أن يضيعوا وقتهم في مساعدة الآخرين لأن ذلك قد يؤثر على دراستهم وأعمالهم، وربما لأن الآخرين يستغلون طيبتهم -كل الأهل يرون أبناءهم طيبين سذج بينما بقية البشر كائنات مفترسة- وهي إضافة إلى ذلك تغرق في المديح وتبجيل الأعمال التي يقومون بها فتجعلهم يحسون بأنهم يقدمون خدمة جليلة للبشرية إن هم تحملوا مسؤولية أنفسهم أو تبرعوا بشيء من وقتهم ومجهودهم.


نحن إذاً نكبر مقتنعين بأننا لا ينبغي أن نهدر أوقاتنا فيما ليس فيه مصلحة مباشرة لنا وإن فعلنا فنحن نرقى إلى منزلة القديسين، وأن الخير يمكن أن يتحقق بأن نتخلى عن ما نحن لسنا بحاجة إليه لمن هو بحاجة إليه، لذلك نجد مجتمعاً يتحول شيئاً فشيئاً إلى غابة يتنافس فيها الجميع ويعيشون على افتراض سوء العواقب قبل كل شيء. فلان لن يساعدني إن طلبت منه فلماذا أقدم له العون الآن، فلانة لن ترد لي الجميل فلماذا أضيع وقتي معها، وكلنا نردد:
ومن يجعل المعروف في غير أهله *** يكن حمده ذماً عليه ويندم


ولا أعرف لماذا نعتقد بأن بيت شعر من العصر الجاهلي هو دستور في الحياة، وننسى أن نردد بدلاً منه: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"!


أريد أن أعود مرة أخرى إلى العمل التطوعي الذي بدأت منه، أو أعمال الخير بصفة عامة، فهي الدافع وراء كتابة المقال، ولكنني أجد نفسي أدور وأبدأ من جديد الحديث عن العائلة والأسرة والمجتمع، ببساطة لأن كل شيء ينطلق من هناك. فرق بين أن تغرس في أبنائك العين الخبيرة والقدرة على الحكم الصحيح على الآخرين وبين أن تربيهم على سوء الظن وحب النفس، وفرق بين أن تربي أبناءك على الطموح والسعي للأفضل وبين أن يعيش حياة من المنافسة والمعارك الدائمة وأن يصاب بالعمى عن من هم أقل منه حظاً، وفرق بين أن تربي من يعرف ما يجيده وما يمكن أن ينفع الناس به فيختار المجالات التي يقدم فيها العون وبين من يصنف الأمور حسب أيها يريحه أكثر، أيها يعجبه أكثر، أيها يجعله يحس بالرضا عن نفسه أكثر.

ربما يكون من الجيّد أن نضع أمام أعينا حقيقة ننساها كثيراً، حقيقة لو كانت بادية أمام أعيننا طوال الوقت لانصلح الكثير من أحوالنا.. حقيقة أننا جميعاً بلا استثناء ودون تفاضل بيننا سنموت، ولن يبقى لنا إلا ما زرعنا من خير، ولن نحصد إلا ما بذرنا ونحن قادرون مستطيعون قبل أن تأخذنا فجاءته وتقف بيننا وبين الخلاص.



للكاتبة : أحلام مصطفى
طالبة دكتوراه
وباحثة في مجال الأدب
والعلوم الاجتماعية.
جزاك الله خير الجزآء مادام العبد في عون أخيه كان الله في عونه









رد مع اقتباس
قديم 2017-02-27, 23:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
hammi330
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية hammi330
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع
وجزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-03-02, 14:30   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
yassine-22
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وجزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc