أحاديث الفتن لا تفسر إلا بعد وقوعها
مثلا كان عمر يرى أن ابن صائد هو المسيح الدجال و كان يحلف بذلك
ثم تبين أنه ليس هو, بدليل حديث تميم الداري و هو حديث طويل فيه أن رجلا من الصحابة سافر في البحر فانتهوا إلى جزيرة فوجدوا فيها رجلا ضخما
مقيدا بالقيود و لما عادوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرهم أن ذاك هو المسيح الدجال و هو مقيد في الجزيرة و لا يخرج حتى ياذن الله له.
و ليس كما ظن عمر رضي الله عنه و لذلك لا تفسر أحاديث الفتن إلا بعد وقوعها
عقد الشيخ محمد المقدم في كتابه (فقه أشراط الساعة) بابا خاصا بضوابط التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة، وذكر من جملتها: أنه لا يمكن إسقاط النصوص التي يطرقها الاحتمال على واقع معين إلا بعد وقوعها وانقضائها، وقال: إن تنزيل النصوص الشرعية المتعلقة بالفتن والملاحم على ما يقع من النوازل مع القطع بذلك دون شك ولا تردد؛ من الرجم بالغيب، ومن القول على الله بغير علم، وقد قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}... لقد كان من هدي السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ*أنهم لا يُنَزِّلون أحاديث الفتن على واقع حاضر؛ وإنما يَرَوْنَ أصدق تفسير لها، وقوعها مطابقة لخبر النبي*ـ صلى الله عليه وسلم ـ*ولذلك نلاحظ أن عامَّة شارحي الأحاديث الشريفة كانوا يُفيضون في شرحها، واستنباط الأحكام منها، حتى إذا أتوا على أبواب الفتن وأشراط الساعة، أمسكوا أو اقتصدوا في شرحها للغاية، وربما اقتصروا على تحقيق الحديث، واكتفوا بشرح غريبه؛ بخلاف ما يحصل من بعض المتعجلين المتكلفين اليوم؛ فإنه بمجرد ظهور بوادرَ لأحداث معينة؛ سياسية كانت أو عسكرية، محلية أو عالمية، تستخفهم البُداءات، وتستفزهم الانفعالات، فيُسقطون الأحاديث على أشخاص معينين، أو وقائع معينة، ثم لا تلبث الحقيقة أن تبين، ويكتشفوا أنهم تهوروا وتعجلوا. اهـ.
وما تظنينه هو أوهام ووساوس فقط.