حكم قول القراء ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة، - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكم قول القراء ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-13, 23:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
التواتي الكنتي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Flower2 حكم قول القراء ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة،

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على قدوة الناس وسيدهم المصطفى وأصلى واسلم على أل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين . وأرض اللهم عن صحابته الكرام البررة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ثم أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

من المدهش أن يأتى لنا البعض اليوم لينكر علينا ذلك
فيقول لما تقول صدق الله العظيم
هل الله يحتاج منك ان تصدقة ؟؟

فنقول أولاً نحن اهل السنة ننفى عن الله سبحانه وتعالى الإحتياج وحاشا على الله ذلك
ثانياً لم نقل نحن ذلك بل الله هو من قال ذلك لرسوله
{
قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (95) سورة آل عمران

فهل بعد ذلك من نزاع ؟؟

وهناك أمر اخر
يقولون لنا لكن الصحابة لم تفعل ذلك

نقول لهم بل حدث ففى إحدى الغزوات وفى شدة المعركة بشرهم النبى صلى الله عليه وسلم بالنصر من الله

ويوضح ذلك من خلال قوله تعالى

{
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (22) سورة الأحزاب

فبعد أن راى المؤمنون ما جرى للمشركين
صدقوا على البشرا
وقالوا صدق الله ورسوله

فهل بعد ذلك من قول

هل الصحابة قالوا صدق الله أم لم يقولوا ؟؟

وهذه آية حكاية عن الله تبارك وتعالى تؤكد لنا المعنى

{
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} (27) سورة الفتح

ولذلك فنحن نقول صدق الله العظيم
وصدق رسوله الكريم فيما بلغ عن رب العزة

دمتم بالخير وتحيتى لكم










 


رد مع اقتباس
قديم 2016-11-14, 06:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

أقوال بعض أئمة الدين في بدعية قول
صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم :


قول الشيخ ابن باز رحمه الله :
قال " اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا " صدق الله العظيم " عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم هذا لا أصل له ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك وألا يعتاده لعدم الدليل وأما قوله تعالى " قل صدق الله " فليس في هذا الشأن وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن ولكن ليس هذا دليلاً على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة لأن ذلك ليس ثابتاً ولا معروفاً من النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم . راجع مجموع الفتاوى

قول العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
قال " قول صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن الكريم لا أصل له من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم وإنما حدث أخيراً ولا ريب أن قول القائل " صدق الله العظيم " ثناء على الله عز وجل فهو عبادة وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أن نتعبد لله به إلا بدليل من الشرع وإذا لم يكن هناك دليل من الشرع كان ختم التلاوة به غير مشروع ولا مسنون فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن الكريم أن يقول " صدق الله العظيم " فإن قال قائل أفليس الله يقول " قل صدق الله " ؟
فالجواب : بلى قد قال الله ذلك ونحن نقول صدق الله لكن هل قال الله ورسوله
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنهيتم القراءة فقولوا صدق الله العظيم وقد صح عن النبي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ عليه ابن مسعودٍ رضي الله عنه من سورة النساء حتى بلغ " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً " فقال النبي النبي صلى الله عليه وسلم حسبك ولم يقل صدق الله العظيم ولا قاله ابن مسعودٍ كذلك وهذا دليل على أن قول القائل صدق الله ليس بمشروع . اهـ

قول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
قال : وأما التزام قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن فقد قال الله تعالى " قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً " وقال سبحانه " ومن أصدق من الله قيلاً " ومع هذا فليس هذا في الذكر شئ يؤثر ... ولم نرى من ذكره أنه مشروع من العلماء المعتبرين ولا الأئمة المشهورين ولهذا فالتزام هذا الذكر بعد قراءة القرآن أمر مخترع لا دليل عليه فهو محدث وكل وحدث بدعة . اهـ من كتاب تصحيح الدعاء

وقال الشيخ عمرو عبد المنعم المصري :
صدق الله العظيم هذه الأعجوبة المنتشرة منذ أزمان ليس لها دليل في الشرع أبداً ولم يصح عن أحد من السلف أنه قالها بل الذي صح عن
النبي صلى الله عليه وسلم بخلافها فإنما كان يقول " حسبك " إذا أراد أن يستوقف القارئ كما ورد في الصحيحين من حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه وقد بوب له البخاري رحمه الله باب : قول القارئ للمقرئ " حسبك " فلو كانت مشروعة أو مستحبة لأرشدنا إليها النبي النبي صلى الله عليه وسلم ولأرشد إليها أحد صحابته رضي الله عنهم . اهـ من كتاب السنن والمبتدعات

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة لأنه لم يفعله
النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون ولا سائر لصحابة رضي الله عنه ولا أئمة السلف رحمهم الله مع كثرة قرائتهم للقرآن وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه فكان ذلك بدعة محدثة .
قال
النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري وفي لفظٍ لمسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " . اهـ من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

وقد قال ابن عباسٍ رضي الله عنه " كنا لا نعلم بختم السورة على عهد
النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم " اسأل الله أن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً ويجعلنا متمسكين بسنة خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين .
فإن قال قائل ـ وقد قيل ـ لعله بدعة حسنة فأقول سئل الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله هذا السؤال :
اضطرب عندي مفهوم البدعة إذ يرى الشافعي أن البدعة نوعان وابن تيمية يرى أن البدعة ليست في درجة واحدة ولذا فهي قد تكون عنده مكروهة وقد تكون أشد كراهية والبعض قد قسمها إلى خمسة أقسام والبعض اعتبرها من المصالح المرسلة فأرجوا توضيح ذلك ؟

فأجاب الشيخ رحمه الله : أنا أرى أن التعريف والأدلة كافية عن هذا الإختلاف لماذا لأن العلماء كلاً يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فالبدعة في اللغة ما أحدث على غير مثال سابق فالميكروفون بدعة والطيارة بدعة والسيارة بدعة أي بدعة في اللغة والبدعة في اللغة ليست بمحرمة ومنه قوله تعالى " بديع السماوات والأرض " أي مبدعهما في اللغة فاحفظ التعريف اللغوي : ما أحدث على غير مثال سابق انتهينا من هذا؛ أما في الشرع : فُهو ما أدخل في الشرع وليس منه .
أما تقسيم البدعة إلى بدعة منكرة وبدعة أنكر منها وبدعة كفر هذا صحيح من البدع ما يعد كفراً ومنها ما يكون بدعةُ شديدةٌ؛ أنا اسألك الذي يتوسل
النبي صلى الله عليه وسلم فقط بدون عقيدةٌ سيئةُ يعتبر مبتدعاً لكن الذي يدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر مبتدعا بدعة شركيةُ كفرية فتقسيم البدعة أمرٌ طيب إلا أنه ليس هناك بدعة حسنة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كل بدعة ضلالة " وأيضاً رب العزة يقول في كتابه الكريم " اليوم أكملت لكم دينكم " والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته" ويقول سفيان الثوري ونِعمَ ما قال : البدعة أضر على العبد من المعصية لأن المبتدع يظن أنه على حق وسيمت على بدعته بخلاف العاصي شخص يعيش على السرقة أوالرشوة فهو يعرف أنه مخطئ ولعله يرجع ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى بخلاف المبتدع فإنه يظن أنه على هدىً وسيموت على بدعته إلا أن يشاء الله .
وقال رحمه الله في جواب عن سؤال آخر : أما تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة فقد رد عليهم العلماء منهم الشاطبي رحمه الله : بقوله
صلى الله عليه وسلم " كل بدعة ضلالة " . اهـ

وأخيراً أخي في الله لاتستهون بالبدعة فإنها أشد من المعصية وإن آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام اُخرج من الجنة بأكلةٍ نُهي عنها وهو أبو البشر وإن إبليس طُرد من رحمة الله من أجل سجدة انتهى عن فعلها وإن الزاني يرجم ويقتل شر قتلة من أجل لذةٍ لدقائق فكيف لا تخشى على نفسك إن عصيت شديد العقاب أن تصاب بإشد العذاب " اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور "
- منقول-










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-14, 21:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عبد المالك
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أبو عبد المالك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الى صاحب الموضوع: العلماء كلامهم واضح ...قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن بدعة و ليس على الاطلاق فكل ذكر مقيد لا بد له من دليل صريح من الكتاب أو السنة.










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-15, 22:50   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
التواتي الكنتي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Flower2

قال تعالى :‏ {‏قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا}‏ [ءال عمران :‏‏95 ]، وقال {‏ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله }‏ [الأحزاب :‏ ‏22 ] وقال :{ ومن أصدق من الله قيلا} [ النساء: من الآية122 ]، وقال: { ومن أصدق من الله حديثا} [ النساء: من الآية87 ]

ففي الجامع لأحكام القرءان، – للقرطبي ، الجزء 1 ، باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرءان وحرمته:
قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول: “فمن حرمة القرءان ألا يمسه إلا طاهرا…..ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط ثم يدعو بدعوات. اهـ
وفي الجامع لأحكام القرءان، – للقرطبي ، الجزء 16 سورة الأحقاف >> الآية: 35 {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}: وقال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم” كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها” [النازعات: 46]. “كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون” صدق الله العظيم. اهـ
وفي روح البيان – لإسماعيل البروسوي: وفي قوت القلوب للشيخ أبي طالب المكي قدس سره وليجعل العبد مفتاح درسه أن يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد وليقل عند فراغه من كل سورة صدق الله تعالى وبلغ رسوله اللهم أنفعنا وبارك لنا فيه الحمد وفي أسئلة عبد الله بن سلام أخبرني يا محمد ما ابتداء القرءان وما ختمه قال ابتداؤه بسم الله الرحمن الرحيم، وختمه صدق الله العظيم قال صدقت وفي خريدة العجائب يعني ينبغي أن يقول القارىء ذلك عند الختم وإلا فختم القرءان سورة الناس وفي الابتداء بالباء والاختتام بالسين إشارة إلى لفظ بس”.اهـ
وقال الغزالي في الإحياء وهو يعدد ءاداب تلاوة القرءان في الجزء الأول: (الثامن: أن يقول في مبتدإ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله وليقل عند فراغه من القراءة : صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم ) اهـ.
نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي: عن أبي السائب القاضي، فقال: روينا عن ابن عباس في قوله تعالى: “بسم الله الرحمن الرحيم” فاصفح الصفح الجميل “صدق الله العظيم” قال: عفو بلا تقريع”اهـ
وفي البداية والنهاية، لإسماعيل بن كثير الدمشقي. المجلد الثالث عشر >> ثم دخلت سنة أربع وعشرين وستمائة >> من الأعيان: فمن ترك الشرع المحكم المنـزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى (الياسا) وقدمها عليه ؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين. قال الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}. [المائدة: 50 ] وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} صدق الله العظيم، [النساء: 65 ]. اهـ









رد مع اقتباس
قديم 2016-11-15, 22:53   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
التواتي الكنتي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Flower2

حكم قول صدق الله العظيم عند أئمة أهل السنة والجماعة
هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صدق الله العظيم " عند تلاوة القرآن؟؟
يجيبنا على هذا السؤال (حبيب الوهابية تلميذ نبيهم ابن تيمية) ابن القيم كما في كتابه زاد المعاد:
وَكَانَ إذَا عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ عَارِضٌ اشْتَغَلَ بِهِ ثُمّ رَجَعَ إلَى خُطْبَتِهِ وَكَانَ يَخْطُبُ فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَعْثُرَانِ فِي قَمِيصَيْنِ أَحْمَرَيْنِ فَقَطَعَ كَلَامَهُ فَنَزَلَ فَحَمَلَهُمَا ثُمّ عَادَ إلَى مِنْبَرِهِ ثُمّ قَالَ صَدَقَ اللهُ الْعَظِيمُ {إِنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الْأَنْفَالُ 28]
اسماء بعض السادة علماء أئمة أهل السنة والجماعة:
مضى عمل المسلمين قديما وحديثا على قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من تلاوة القرآن ولم ينكر ذلك أحد على مر العصور بل عد أهل العلم ذلك من آداب التلاوة:

* الإمام النيسابوري قال في تفسيره:
{فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده، وخسر هنالك الكافرون} [غافر: 85] . صدق الله العظيم
* الإمام محي الدين النووي رحمه الله: قال في كتابه المجموع:
ثم صدق الله العظيم " يسئلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج ". اهـ
وقال في كتابه رياض الصالحين:
قال الله تعالى: " قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنِ المُتَكَلِّفِينَ " صدق الله العظيم. اهـ

الحافظ ابن الجوزي في كتاب المنتظم في التاريخ:
ويعزل الملك والوزير: " يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى " " يومٍ تجد كل نفس ماعملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً " صدق الله العظيم..اهـ

قال الإمام اليافعي في مرآة الجنان:
قال الليث: رأيت أبا الزناد حلقه ثلاث مائة تابع من طالب فقه وعلم وشعر وصوف، تم لم يلبث أن بقي وحده، وأقبلوا على ربيعه، وكذا ربيعة أقبلوا على مالك وتركوه، صدق الله العظيم: " وتلك الأيام نداولها بين الناس " - آل عمران:140. اهـ

الإمام القرطبي فى تفسيره 1 / 27:
أن الحكيم الترمذي ذكر ذلك بعض آداب التلاوة فقال:
(ومن حُرْمَته إذا انتهت قراءته أن يُصَدِّقَ رَبَّهُ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقتَ ربنا وَبَلَّغَتْ رُسُلُك ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقِسْطِ، ثم يدعو بدعوات) اهـ
الإمام الغزالي في الإحياء قال وهو يعدد آداب تلاوة القرآن 1/278
(الثامن: أن يقول في مبتدأ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله

وليقل عند فراغه من القراءة صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم) اهـ

وقد أورد البيهقى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في دعاء ختم القرآن ففي شعب الإيمان للبيهقي2/372: (قال أحمد: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الختم حديث منقطع بإسناده ضعيف، وقد تساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال متى ما لم تكن من رواته من يعرف بوضع الحديث أو الكذب في الرواية
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن حمرويه الكرابيسي المهروي بها ثنا أحمد بن نجدة القرشي ثنا أحمد بن يونس ثنا عمرو بن سمرة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر قال: كان علي بن حسين يذكر: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن حمد الله بمحامد وهو قائم ثم يقول:
الحمد الله رب العالمين والحمد الله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون لا إله إلا الله وكذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا لا إله إلا الله وكذب المشركون بالله من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن ادعى لله ولدا أو صاحبة أو ندا أو شبها أو مثلا أو سميا أو عدلا فأنت ربنا أعظم من أن تتخذ شريكا فيما خلقت
والحمد لله الذي لن يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان بكرة وأصيلا
والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما قرأها إلى قوله إن يقولون إلا كذبا، الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير * يعلم ما يلج في الأرض الآية، والحمد لله فاطر السماوات والأرض الآيتين،

والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون، بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون والحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون
صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلكم من الشاهدين، اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين وارحم عبادك المؤمنين من السماوات والأرض، واختم لنا بخير، وافتح لنا بخير وبارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم...) اهـ

وهاهو ابن عباس يقول هذا العبارة عقب ذكر بعض الآيات ففي تفسير القرطبي 16/ 188:
(وقال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها، وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم، سبحان الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) صدق الله العظيم) اهـ

وها هو ابن كثير يصنع ذلك في موضع مشهور من تاريخه , فعَقِب ذكره بعض الآيات يقول هذه العبارة ففي البداية والنهاية 13/119 قال:
(فمن ترك الشرع المحكم المنزل المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الانبياء وتحاك إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين قال الله تعالى أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم) اهـ

بل إن الحنفية والشافعية يرون أن من قال صدق الله العظيم في صلاته بعد الانتهاء من التلاوة بقصد الذكر أن ذلك لا يضر صلاته
ففي البحر الرائق 2/8: (في الخانية والظهيرية: ولو قرأ الإمام آية الترغيب أو الترهيب فقال المقتدي صدق الله وبلغت رسله فقد أساء ولا تفسد صلاته اهـ
وهو مشكل لأنه جواب لإمامه ولهذا قال في المبتغى بالمعجمة: ولو سمع المصلي من مصل آخر ولا الضالين فقال آمين لا تفسد وقيل تفسد وعليه المتأخرون
وكذا بقوله عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول) اهـ

وفي شرح الحصكفي 1/621:
(فروع: سمع اسم الله تعالى فقال جل جلاله أو النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه أو قراءة الإمام فقال صدق الله ورسوله تفسد إن قصد جوابه) اهـ

وفي حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح 2/320:
(قوله: (ويفسدها كل شيء من القرآن قصد به الجواب) إنما قيد بالقرآن ليعلم الحكم في غيره بالأولى فلو ذكر الشهادتين عنه ذكر المؤذن لهما أو سمع ذكر الله فقال: جل جلاله أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه
أو قال عند ختم الإمام القراءة: صدق الله العظيم أو صدق رسوله أو سمع الشيطان فلعنه أو ناداه رجل بأن يجهر بالتكبير ففعل فسدت) اه

وفي مبسوط محمد ابن الحسن الشيباني 1/204:
(قلت: أرأيت الرجل يكون خلف الإمام فيفرغ الإمام من السورة أتكره للرجل أن يقول صدق الله وبلغت رسله؟ قال أحب إلي أن ينصت ويستمعقلت فإن فعل هل يقطع ذلك صلاته؟
قال لا صلاته تامة ولكن أفضل ذلك أن ينصت) اهـ

وفي حاشية الرملي على أسنى المطالب 1/179:
(وسئل ابن العراقي عن مصل قال بعد قراءة إمامه صدق الله العظيم هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته؟
فأجاب: بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة لأنه ذكر ليس فيه خطاب آدمي) اهـ
وفي حاشية الجمل على شرح المنهج 1/431 وحاشية الشبراملسي على النهاية 2/44:
(فرع) لو قال: صدق الله العظيم عند قراءة شيء من القرآن قال م ر ينبغي أن لا يضر وكذا لو قال آمنت بالله عند قراءة ما يناسبه اهـ سم على المنهج) اهـ

وانظر أيضا حاشية قليوبي 1/116:
قال الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله في كتابه: معجزة القرآن:
قال: (ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوا حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) .. صدق الله العظيم..اهـ

ومن ذلك نعلم تدليس الوهابية بقولهم ان صدق الله العظيم من البدع المذمومة
قال تعالى (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) وقال سبحانه (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) اهـ
صدق الله العظيم
منقول جزى الله جامعه خيرا أمين










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-15, 22:56   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
التواتي الكنتي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Flower2

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد فقول: «صدق الله العظيم» بعد قراءة القرآن جائز ولا شيء فيه، بل هو من جملة المستحبات.

والدليل على ذلك: أن قول «صدق الله العظيم» مطلق ذكر لله تعالى؛ وقد أُمِرنا بذكر الله تعالى بالأمر العام في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، وبالأمر الخاص في خطاب الله تعالى رسوله الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- بقوله: ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ﴾ [آل عمران: 95].

والربط بين قراءة القرآن الكريم وبين هذا الذكر في نهايته لا مانع منه شرعًا؛ إذ هو عبادة أضيفت إلى أخرى.
ولا يقال: إن هذا إحداث في الدين ما ليس منه، بل هو إحداث فيه ما هو منه، وهذا يُفهم من فعل الصحابة الكرام -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- ففي الصحيح عن رفاعة بن رافع قال: ((كنا يوما نصلي وراء النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف، قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول)).

فهذا صحابي يدعو بما لم يَسبق بخصوصه بيان نبوي فيُقِرُّه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يُنكر عليه، بل بشَّره بأنه رأى الملائكة يتنافسون على كتابتها. ولا يُقال: إن هذا كان وقت تشريع والنبي -صلى الله عليه وسلم- معهم يرشدهم، أما الآن فلا؛ وذلك لأنه لم ترد في سياق الحديث أيُّ قرينة تشير إلى ذلك: حالية أو مقالية، فالحالية؛ كغضب من النبي -صلى الله عليه وسلم- يصفه راوي هذا الحديث من تجرؤ هذا الصحابي الإتيان بذكر لم يُعلِّمه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمقالية؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: أحسنت ولا تعد.

قال الحافظ ابن حجر في [فتح الباري: 2/ 287، ط. دار المعرفة]: «واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور» اهـ.

أقوال العلماء:
ذهب الحنفية والشافعية إلى أن من قال في صلاته: «صدق الله العظيم» بعد الانتهاء من التلاوة فإنَّ صلاته لا تبطل إن قصد الذكر. أما الحنفية: ففي [الدر المختار بحاشية ابن عابدين: 1/ 621 – ط. دار الفكر-بيروت]: «(فروع) سمع اسم الله تعالى فقال: جل جلاله، أو النبي -صلى الله عليه وسلم- فصلى عليه، أو قراءة الإمام فقال: صدق الله ورسوله؛ تفسد إن قصد جوابه».

علَّق ابن عابدين في الحاشية قائلا: «(قوله: تفسد إن قصد جوابه) ذكر في البحر أنه لو قال مثل ما قال المؤذن: إن أراد جوابه تفسد، وكذا لو لم تكن له نية؛ لأن الظاهر أنه أراد به الإجابة، وكذلك إذا سمع اسم النبي -صلى الله عليه وسلم- فصلى عليه فهذا إجابة. واستفيد أنه لو لم يقصد الجواب -بل قصد الثناء والتعظيم- لا تفسد؛ لأن نفس تعظيم الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم لا ينافي الصلاة كما في شرح الـمُنْية» اهـ بتصرف.

وأما الشافعية: ففي [حاشية الشهاب الرملي على أسنى المطالب: 1/ 179 – ط. دار الكتاب الإسلامي]: «سُئل ابن العراقي -يعني أبا زُرعة- عن مصلٍّ قال بعد قراءة إمامه: صدق الله العظيم، هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته؟ فأجاب: بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة؛ لأنه ذكر ليس فيه خطاب آدمي» اهـ.

وفي [حاشية الشبراملسي على نهاية المحتاج: 2/ 44 - ط. دار الفكر، بيروت، وحاشية الجمل على شرح المنهج: 1/ 431 – ط. دار الفكر]: «(فرع) لو قال: صدق الله العظيم عند قراءة شيء من القرآن قال م ر -يعني الشمس الرملي- ينبغي أن لا يضر» اهـ.

وفي [حاشية القليوبي على شرح المحلي للمنهاج: 1/ 215 - دار الفكر، بيروت]: «(ولا تبطل بالذكر) وإن لم يقصده حيث خلا عن صارف، أو قصده ولو مع الصارف؛ كما مر في القرآن، ومنه: سبحان الله في التنبيه كما يأتي، وتكبيرات الانتقالات من مبلغ أو إمام جهرا. ومنه: استعنت بالله، أو: (توكلت على الله) عند سماع آيتها، ومنه عند شيخنا الرملي -يعني الشمس- وشيخنا الزيادي: كل ما لفظه الخبر، نحو: صدق الله العظيم، أو: (آمنت بالله) عند سماع القراءة، بل قال شيخنا الزيادي: لا يضر الإطلاق في هذا، كما في نحو: سجدت لله في طاعة الله، ومنه ما لو قال: الغافر، أو: السلام، فإن قصد أنه اسم الله، أو الذكر؛ لم تبطل، وإلا بطلت» اهـ.

فيُفهم مما سبق كله عدم المنع: لا في الصلاة ولا خارجها أيضًا؛ لأن ما جاز في الصلاة جاز خارجها من باب أولى، فاللائق بالصلاة الاقتصار على الذكر الوارد، ولكن لَمَّا جاز قول هذا في الصلاة بقصد الذكر جاز خارجها بالأولى.

ومما يستأنس به أيضًا من كلام العلماء في هذه المسألة: ما ذكره الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره أن الحكيم الترمذي تحدث عن آداب تلاوة القرآن الكريم وجعل منها أن يقول عند الانتهاء من تلاوته: «صدق الله العظيم» أو ما يؤدي هذا المعنى. ونص عبارته في [الجامع لأحكام القرآن: 1/ 27، 28 - ط. دار الكتب المصرية – القاهرة]: «ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يُصَدِّقَ ربَّهُ، ويشهد بالبلاغ لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلَّغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين. اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات» اهـ.

ولا يُعترض بأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يفعل هذا الأمر، وهو قول: «صدق الله العظيم»؛ لأن مجرد الترك لا يقتضي حرمة بمفرده، ولا بد معه من دليل آخر، والمقرر أن ترك النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لأمر من الأمور لا يدل بالضرورة على تحريمه؛ فقد يتركه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه حرام، وقد يتركه لأنه مكروه؛ وقد يتركه لأنه خلاف الأولى، وقد يتركه لمجرد أنه لا يميل إليه، كتركه أكل الضب مع أنه مباح، ومن ثَمَّ فليس مجرد الترك بحجة في المنع.

ولا يقال أيضًا أن قوله تعالى: ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ﴾ [آل عمران: 95]، ليس في هذا الشأن، وإنما أَمَرَ الله عزَّ وجلَّ رسوله الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يُبَيِّن صدق الله فيما أخبر به في كتبه التي أنزلها كالتوراة وغيرها، وأنه تعالى صادق فيما بَيَّنَه لعباده في كتابه العظيم، ومن ثَمَّ فليس في هذا دليلٌ على استحباب قول ذلك بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم.

لأن هذا من فهم الجملة القرآنية بمعناها الذي وردت له بدون اعتبار سياقها ما لم يخالف هذا الفهم السياق أو يناقضه أو يضاده، وهناك من العلماء من اعتبر هذا في الاستدلال؛ فقد استدل الإمام الشافعي -رضي الله عنه- على حجية الإجماع وتحريم خرقه بقولـه تعالـى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115]، مع أن سياق الآية في أحوال المشركين، فالمراد من الآية مشاقة خاصة، واتباع غير سبيل خاص، ولكن الإمام الشافعي جعل حجية الإجماع من كمال الآية. [يُنظر: التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، المقدمة التاسعة: في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بهـا: 1/ 96 – ط. الدار التونسية للنشر، تونس].

ومن ذلك أيضًا: استدلال الفقهاء على القياس بقوله تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [سورة الحشر: 2] مع أن الآية الكريمة تتحدث أصلًا عن أمر آخر، فهي تتحدث عن إجلاء بني النضير عن ديارهم مع ما كانوا عليه من المنعة والحصون والعدة. وهذه آية من آيات تأييد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وغلبته على أعدائه.

وتذييل الآية الكريمة بهذه الجملة للاعتبار بما حدث لبني النضير، وأن الله تعالى أتاهم من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب، وجعلهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.

يقول العلامة الآلوسي في تفسيره [روح المعاني: 28/ 41 - ط. المنيرية]: «واشتهر الاستدلال بهذه الآية على مشروعية العمل بالقياس الشرعي، قالوا: إنه تعالى أمر فيها بالاعتبار، وهو العبور والانتقال من الشيء إلى غيره، وذلك متحقق في القياس؛ إذ فيه نقل الحكم من الأصل إلى الفرع» اهـ.

وبناء على ما سبق: فإن قول: «صدق الله العظيم» بعد قراءة القرآن جائز ولا شيء فيه، بل هو من جملة المستحبات، والله تعالى أعلم.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc