لا احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-10-20, 21:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










B10 لا احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

فصل في قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )

جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم قول النبـي عليه الصلاة والسلام ( أعوذ برضاك من سخطك وبمعافتك من عقوبتك ، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) فلا يستطيع أحد أن يثنـي على الله بشـيء أحسن مما أثنـى الله تبارك وتعالى به على نفسه ؛ ومن ظن أنه يستطيع أن يثني على الله بأبلغ مما أثنى هو تبارك وتعالى على نفسه في كتابه أو على لسان أنبيائه عليهم الصلاة والسلام فهو أضل من حمار أهله . لذا كان دعاء الأنبياء من أعظم الأدعية لما اختصوا به من إصطفائهم للرسالة ولعلمهم بالله أكثـر من غيـرهم ولأن قولهم معصوم فيما يخص العبادات والتبليغ والدعاء وكذا القول في الثناء على الله تبارك وتعالى كما جاء في الآثار الثابتة ؛ كحديث أبي هريرة رضي الله عنه الطويل في الشفاعة قول النبي عليه الصلاة والسلام (...فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله بك ما تقدم من ذنبك وما تأخر أشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فأتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علىَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلـي ..) وهذا يدل على أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل خلقه إذ أستأثره بالشفاعة والفتح بالمحامد والثناء ما لم يفتح على قبله كما كان فضل موسـى بالكلام وتفضيل ابراهيم بالخلة وتفضيل محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الجامعة والنبوة الخاتمة والأمة المرحومة والشفاعة في عرصات يوم القيامة وكذا تفضيله على سائر الأنبياء يومئذ بالسجود تحت العرش والفتح المذكور.
وقوله عليه الصلاة والسلام ( لا أحصـي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) معناه
أنه لا يحاط بذاته ولا صفاته ولا أسمائه ولا أفعاله ؛ ومما يستفاد أن صفات الله وأسمائه لا تحصـى منها ما هو معلوم بالوحي في الكتاب والسنة ومنها ما هو غير معلوم وعدم العلم ليس علما بالعدم . وإذا كان معلوما بالضرورة الفطرية والنقلية والعقلية أنه لا أحد من الخلق يحيط بعلم الله تبارك وتعالى بل بأدنـى من ذلك كالنعم فالأولى أن لا يستطيع مخلوق سواء كان نبيا مكرما أو ملكا مقربا الإحاطة بذات الله أو بوصفه أو بأسمائه . وعدم الإحصاء لأسمائه أو الإحاطة بعلمه ليس محصوراً بإحصاء العدد فحسب بل في الإسم أو الذات أو الصفة الواحدة فمثلا قولنا الرحمـن فقد تعلم منها شيئاً وقد تجهل أشياء كثيــرة ولا تستطيع إحاطة العلم بهـا فضلا على إحصاء جميع الأسماء والإحاطة بهـا علما وعملا وهذا بيّن لمن رزقه الله فقها في الدين وتدبرا في كتابه الكريم وجمعا بين النصوص . وأما قول النبـي صلى الله عليه وسلم (
  • إن لله تسعة وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة
)وهو مخرج في الصحيحين وجاء بلفظة ( من حفظها) ولا تعارض فهذا جاء لما هو معلوم وما هو موجود في الكتاب والسنة ويستطاع تعديده وإحصاؤه فالإحصاء لا يكون إلا لشـيء معلوم معدود .
ثناء العبد لربه مهما بلغ من البلاغة والفصاحة فهو قاصرٌ على بلوغ الغاية لقصوره على إحصاء نعمه وآلائه الظاهرة والباطنة وهي موجودة محسُّوسة فما بالك باحصاء الثناء على ربِّ البـريات الذي لا يحاط بذاته ولا صفاته ولا أسمائه وكذا لا يحاط بعلمهِ ووسعت رحمته كل شـىء ؛ لذا كان المثنـي إما مقصراً على بلوغ الغاية في الثناء لأستحالة الاحاطة بالنعمة المستوجبة للحمدِ أو بذات الله تبارك وتعالى المستوجبة للثناء وإما أن يكون متجاوزاً للحدِّ بما لا يليق بالباريء سبحانه وتعالى علوا كبيـرا وهذا ما يقع فيه كثيـر من أهل البدع في الدعاء سواء في الثناء أو في النداء فيثنون عليه بما يظنون أنه أبلغ مما قيل فيكون بحقه تبارك وتعالى غيـر لائقٍ بذي الجلال والإكرام أو ينادونه بأسماءٍ إبتدعوها لا تجوز في خطابِ الشارع ولا في خطاب اللغة . فإن الثناء على الله إن لم يكن بما لم يثنـي الله تبارك وتعالى في كتابه او على لسان أنبيائه عليهم السلام فقد يكون قاصراً على المطلوب وقد يكون متجاوزا إلى الضدِّ فلذا كان من الأحوط الثناء عليه بما أثنـى به على نفسه وهذا يتجاوز فيه ولكن في الدعاء بالأسماء فيتوجب دعاؤه بأسمائه التـي أمر بدعائه لأنها توقيفية لا يجوز عليها القياس ولا الإشتقاق بها قوله تعالى ( ولله الأسماء الحسنـى فأدعوا بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون).
ولهذا الفتح نظائر كثيــرة مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتـي بيدك ما ضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك أسألك بكل إسم هو لك سميَّت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمتهُ أحداً في خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ..) فدلَّ على أنه لا يسأل الله إلا بأسمائه الثابتة في الكتاب والسنة أو ما خصَّ به عبداً من عباده من الأسماء من التعليم ؛ وهذا يبطل القول بالإشتقاق في الأسماء الحسنـى وأنها توقفية بالنصين؛ فعلم أنه لا يدعى إلا بما سمى به نفسه وأنه لم يثن عليه أحد كما أثنـى هو على نفسه ولا يحصى الثناء عليه لاستحالة الاحاطة بالعلم به ولا بعلمه ولا بصفاته ولا اسمائه . والثناء باب واسع .
أما دعاؤه بأسمائه وصفاته فينبغي أن يكون على ما سمى به نفسه ووصف به ذاته تبارك وتعالى وعلى مراده فلا ينقص من المقصود ولا يتعد الحدود . كقول الأعرابي في الصلاة ( اللهم إرحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا ) فهذا من التقصيـر ولو أنه علم أن الله رحمن رحيم ولكنه حجرَّ واسعاً لذا صوبَّه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله ( لقد حجرت واسعا) أي رحمته وسعت كل شـىء المتقين والمجرمين فهذه هي الرحمة الكونية التـي شملت جميع الناس أما الرحمة الشرعية فهي خاصة بعباده الذين أضافهم إليه إضافة تشريف بقوله ( وعباد الرحمن الذين يمشون في الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) . أو قوله عليه الصلاة والسلام لمن كان ينادي في دعائه ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ) وهذا وإن كان الدعاء بما هو مشروع ولكنه يتجاوز في الحدِّ كرفع الصوتِّ .
وعدم إحصاء الثناء عليه مفترن كذلك بعدم إحصاء النعم المستوجبة للحمد والشكر . قال تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) فالقول في هذه هو عينه في الآخرى . والنعم ظاهرةٌ وباطنة معلومةٌ وغير معلومة ؛ وكقولنا معلومة أيِّ معقولة كالإبصار والسمع والعافية والمال والولد وغيـره مما لا يحصـى وغيـر معقولة إما في ذاتها كالأشياء الموجودة ولكن لا تعلم لهـا علةً فقد يكون فيها نعمة عائدة إليك ولكن خفيت عليك وهذا كثيـر كالمكاره والنوازل وغيـرها لذا قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسـى أن تحبوا شيئا وهو شرلكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).
وكذلك بينا في الآثار الآنفة أن العلم والحكمة فضل من الله وفتح منه سبحانه وتعالى على عباده وكذا العلم هو المتلقـى من الله تبارك وتعالى إلى أنبيائه والمنزل في كتابه الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ والعلم من النعم والرحمة التـي أنزلها على أنبيائه وأوليائه الصالحين قال تعالى في حق المسيح ابن مريم ( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوارة والإنجيل ) وقال تعالى في حق النبي صلى الله عليه وسلم ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) وقال تعالى في حق داود عليه السلام ( وقتل داود جالوت وأتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ) فذلك العلم النافع المستوجب للحمد والشكر والثناء والرافع لدرجات أصحابه وهذا نظيـر قولنا في الثناء والدعاء وإن كان يحتاج إلى بسط أكثـر من ذلك لتستبين المقاربة . وكما يلهم أهل الجنة التسبيح والتكبير كما يلهمهم النفس وهذا قولٌ ظاهر أن الإلهام من الله تبارك وتعالى فيمن يوافق حكمه حكم الله ورسوله كما كان يسمـى عمر ملهما لكثرة موافقته لربه تبارك وتعالى .
فالحاصل أن لا احد من العباد لا من الأنبياء ولا الملائكة المقربين ولا غيـرهم يستطيع أن يثنـي على الله بأحسن مما أثنـى هو على نفسه فضلا على أن يحصى ثناء عليه .
ودليل ذلك قول الله تعالى(فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-10-20, 22:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الأنامل الخضراء
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية الأنامل الخضراء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


من شعر الإمام السهيلي صاحب كتاب " الروض الأنف " ( ت 581 هـ ) هذه الأبيات التي تُبين كيف يُتوسل إلى الله تعالى عند نزول الشدائد والعظائم، يقول فيها:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع = = أنت المُعَدُّ لكل ما يُتوقع
يا من يُرجَّى للشدائد كلها = = يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن ملكه في قول كن = = امنن فإن الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقري إليك وسيلة = = فبالافتقار إليك فقري أدفع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة = = فلئن رُددتُ فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه = = إن كان فضلك عن فقيرك يُمنع
حاشا لجودك أن تقنط عاصيا = = الفضل أجزل والمواهب أوسع


كان الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى يتمثل في سجوده بقول القائل :
إلهي عبدك العاصي أتاكا = = = مقرا بالذنوب وقد دعاكا
فإن تغفر فأنت لذاك أهل = = = وإن تطرد فمن يرحم سواكا



اللهم الهمنا حسن الثناء على كل نعمة انعمتها علينا
احصيناها ام لم نحصها علمناها ام لم نعلمها
برحمتك يا ارحم الراحمين

بارك الله لكم في هذه الكلمات النيرة
انار الله بها طريقكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-27, 21:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hassy
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc