انا لست مقبل على التقاعد لكن ما استطيع قوله ان التعليم في السبعينات و الثمانينات كان عملا يختلف كل الاختلاف عن التعليم اليوم في القديم كان وضع الاستاذ المادي متدهور نتيجة ظروف البلاد الاقتصادية لكن المستوى عالي التلاميذ يحترمون المعلم و المعلم يؤدي واجه كاملا بكرامة على الرغم من ضعف الامكانات و تواضعها في الكثير من الاحيان لكن اليوم مع وجود الامكانات المادية تعقدت الامور و صعبت مع التحولات الاجتماعية التي ظهرت على الحزائريين و التغييرات التي حدثت في المنظومة التربوية دون اغفال احداث العشرية السوداء ..
و من هذا اعتقد ان التعليم مهنة نبيلة و مسؤولية في نفس الوقت و المعلم الذي يريد ان يكون معلما اكيد انه مقتنع بما يريد الاقدام عليه حين اراد ان يكون معلم الا اذا كانت هناك الظروف التي تجبره على التقاعد او الانتقال الى مهنة اخرى لاسباب موضوعية او ظروف اخرى ... و هنا نجد انفسنا امام تناقضين المعلم في القديم على الرغم من تدهور ظروفه الاجتماعية كان لا يفكر في التقاعد او الانتقال الى مهنة اخرى و اليوم المعلم بعد ان اصبح وضعه الاجتماعي مريح يفكر في التقاعد و الجواب نجده ان الاستاذ حين اصبحت كرامته في الحضيض و احس انه ليس قادر على اداء واجبه كاملا بسبب معوقات وقفت في طريقه انسحب الى التقاعد كنتيجة موضوعية لتعقد المنظومة التربوية في الجانب القانوني و المضمون و على مستوى المناهج و البرامج التي تكاد تفوق طاقة الاستاذ و التلميذ على السواء.