بسم الله الرحمن الرحيم
وَجَعَلَنِي نَفَّاعًا!
مِنْ تَفْسيرِ الإمَامِ الطَّبَريِّ ِلقَولِهِ تعَالى:
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ}
بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم...
• قالَ الإمامُ الطّبريُّ -رحمَهُ الله- في كتَابِهِ: "جَامِع البَيانِ عَنْ تأويلِ آيِ القُرآن"*، في تفسيرِهِ لِقَولِهِ تَعَالى:
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} [مريم: 31]:
"وَقَوْلُهُ {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا}: اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ:
1) مَعْنَاهُ: وَجَعَلَنِي نَفَّاعًا!
-عَنْ مُجَاهِدٍ، {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا}: قَالَ: نَفَّاعًا!
2) وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَتْ (بَرَكَتُهُ): الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ!
عَنْ وَهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، قَالَ:
لَقِيَ عَالِمٌ عَالِمًا لِمَا هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ، فَقَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ! مَا الَّذِي أُعْلِنُ مِنْ عِلْمِي؟
قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَإِنَّهُ دِينُ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ إِلَى عِبَادِهِ! وَقَدِ اجْتَمَعَ الْفُقَهَاءُ عَلَى قَوْلِ اللَّهِ: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ}.
وَقِيلَ: مَا بَرَكَتُهُ؟
قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ أَيْنَمَا كَانَ!
3) وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: جَعَلَنِي مُعَلِّمَ الْخَيْرِ!
عَنْ سُفْيَانَ، فِي قَوْلِهِ {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ}، قَالَ: مُعَلِّمًا لِلْخَيْرِ!
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ} قَالَ: مُعَلِّمًا لِلْخَيْرِ حَيْثُمَا كُنْتُ!" انتهى مُختَصَرًا....
فلنتأمَّلْ!
* (18/ 483-484)، تحقيق: محمود محمّد شاكر، دار ابن الجوزيّ، القاهرة
- - -
الإثنين 26 جمادى الثّانية 1437هـ
مرسلة بواسطة حَسَّانَة بنت محمد ناصر الدين الألبانيّ