السّلام عليكم،
لا أخفيكم أنّي سئمت من قضية التفريق بين دكتوراه نظام كلاسيكي و نظام ل م د، لكنّي مع ذلك سأحاول أن أبيّن لإخواننا و ببساطة بالغة مرّة أخرى.
اقتباس:
كثر الجدال حول نظام ل م د و نظام الكلاسيك في الجامعة وهنا يجب توضيح بعض النقاط
في نظام ل م د مستوى التكوين في التدرج يحتوى على الليسانس والماستر أما ما بعد التدرج فنجد الدكتوراه فقط
في النظام الكلاسيكي نجد شهادات الدراسات الجامعية التطبيقية و الليسانس وشهادة مهندس دولة في التدرج أما ما بعد التدرج فنجد الماجستير والدكتوراه
وهنا اختلاف جذري وواضح بين النظامين ولاداعي من الحديث الزائد الناجم عن الجهل بالأمور السالفة الذكر
والحقيقة أن دكتوراه ل م د تشبه كثيرانظام قديم من دكتوراه الحلقة الثالثة ( فرنسا ) حيث كانت هذه الدكتوراه تعادل ماجستير وبعدها تأتي دكتوراه الدولة وهذا كله بعد دراسة مرحلة التدرج طبعا، وتشبه كذلك نظام دكتوراه الفلسفة في الدول الانجلوسكسونية
وعليه لا يمكن معادلة دكتوراه ل م د بدكتوراه الكلاسيك وهنا يجب أن نشير أن التفريق بين دكتوراه علوم ودكتوراه دولة لا يستند لاي سبب موضوعي بل المشكل يكمن في كيفية السماح لأصحاب دكتوراه دولة للترقية دون نشر علمي ولا هم يحزنون عكس دكتوراه علوم وكلا النمطين من الدكتوراه يندرج في إطار النظام الكلاسيكي
حقيقة أخرى وهي أن التأهيل الجامعي يخص فقط دكتوراه ل م د كشهادة ثانية في إطار التكوين ما بعد التدرج وهذا منطقي جدا باعتبار ان نظام ل م د يحتوي على تكوين واحد في ما بعد التدرج ( دكتوراه ب 3 أو 4 سنوات )
وفي الاخير هذه هي نتيجة التسيير الإرتجالي وعدم استشارة الفاعليين الاساسيين في البحث العلمي
للعلم فقط أن أغلب أساتذة التعليم العلي ودكاترة الكلاسيك المتميزين في البحث العلمي رفضوا نظام ل م د منذ بدايته وتم فرضه فرضا وهذه هي النتيحة
|
أولا، ليس هنالك أية جدال، و إنما هنالك فقط بعض الأصوات التي تنادي بالتفريق بين الشهادتين، بغير وجه حق.
ثانيا، أنت تدعي أنه ينبغي إعطاء قيمة لشهادة دكتوراه نظام كلاسيكي أكير من قيمة دكتوراه ل م د. كمساواة دكتوراه ل م د بالماجستير مثلا، أو حصول دكتور نظام كلاسيكي على التأهيل مباشرة بخلاف ل م د. و حجتك في ذلك ما يلي:
- دكتوراه ل م د "تشبه كثيرا" دكتوراه حلقة ثالثة (ماهي هذه؟) التي "كانت تعدل" ماجستير (حقًّا؟)
- في سبيل الحصول على الدكتوراه في النظام الكلاسيكي يجب أن تتحصل على شهادة و احدة ما قبل التدرج و على شهادتين ما بعد التدرج. يعني "عدد" الشهادات المتحصل عليها ليس متساويا تماماً.
- أغلب أساتذة التعليم العالي ودكاترة الكلاسيكي "المتميزين" في البحث العلمي رفضوا نظام ل م د منذ بدايته وتم فرضه فرضا وهذه هي النتيجة (ما هي النتيجة؟)
و جوابي على هذا من عدّة أوجه:
- حالياً، تُمنح شهادة الدكتوراه تقريبا في كلّ جامعات العالم بنفس الطريقة، أي عبر المرور بثلاثة مراحل: ليسانس، ماستر، ثم دكتوراه.
- النظام الكلاسيكي كان يتضمن تكوينا يسبق الدكتوراه اسمه الماجستير، و كان يمثل مدخلا للبحث العلمي، أو بمثابة "تسخين" للدكتوراه. و إذا كانت الدكتوراه نفسها تُعدّ تحضيرا للطالب ليصير باحثا، فالماجستير هو تحضير للتحضير. فلما تبين أنه مجرد إضاعة للوقت، ونتج عنه نقص في عدد الباحثين نظرا لتأخر تخرجهم، لم يعد له وجود في النظام الجديد المتبع في جميع جامعات العالم.
- هل تعلم ما هي الدكتوراه و مالذي يجب للحصول عليها؟ الهدف من الدكتوراه هي تكوين الطالب لكي يصير باحثا كفؤا و مستقلا، تمنح له الشهادة مقابل إتمامِه إنجازَ مشروعِ بحثٍ وفق منهجية صحيحة و يُكلّلُ بنتائجَ جديدة و أصلية.
إذا عُلم هذا، فلا يبقى سبب للتفريق بين من تحصل على الدكتوراه باتباع النظام الكلاسيكي أو ل م د، طالما أنّ كليها استوفى
نفس الشرط و هو إنجازُ مشروعِ بحث كُلّل بنشر مقالٍ في مجلة محكمة، و بَيَّنَ بذلك أنه يستحق أن يكون باحثا مستقلا أو بعبارة أخرى لقب دكتور.
- لحسن الحظ أن وزارة التعليم العالي لم ترضخ لدكاترة الكلاسيك المتميزين لمنع تطبيق نظام مطبق في كل أنحاء المعمورة و الإبقاء على نظام "كلاسيكي" (جدََّا).
بالتوفيق، و صحّ فطروكم