بلاغ الى الراي العام بقلمي

[BERZINI]

ثم اما بعد
فنعلمكم ان ما بقي من الضمير العربي
قد انتحر
في قبوه الذي احتجز فيه
من اربعين سنة وبضعة اشهر
قبو تحت الارض
لا تصله اشعة الشمس
ولا يدخله هواء
فيه اعتزل الناس
وكل من له صلة بالبشر
وقد تداولت كل الافواه
صباح اليوم الخبر .
وقد حملت الجثة الى اقرب مخفر
عاينها الطبيب وفي تقريره افاد
وان الضمير كان لا زال فيه بقية حياة
ولكنه فضل ان ينتحر .
وقد ترك وصية فيها قد فسر :
ان في جسدي اكثر من الف طعنة خنجر
اغلبها في الظهر
وقد اثر ذلك في نفسي
انها كانت من ابناء صلبي
وكانت طعنات غدر
اربعون سنة وأنا انتظر طبيبا ينقذني
يطبب جراحاتي ولا خبر
اربعون سنة انادي ابناءا من اعماق الارض
ولا اثر
وقد كنت يوم كان الرجال
في كل الامور استشر
وكانت الدنيا بخير وكان لنا فيها التقدير
وكان لنا فيها قدر
لكن الخلف من بدو وحضر
عقوا
اتبعوا الاهواء
فاضحى وجودهم في خطر
ما عدت احتمل وما عدت اقدر
على مصابرة الصبر .
أوصى ان يحرق
وان يكتب بمداد رماده
على باب كل عاصمة عربية :
هذا ما جناه الاعراب على انفسهم
ان التقويم فيهم قد تعذر
فويل لأمة من غدها
ان الضمير منها تذمر
وويل لأمة من غدها
ان استوطن اليأس في اوصالها وتجذر
سكن السوس عودها ونخر
ولم يبقي لها اثر .
وقد اصدر الحاكم مرسوما
ان لا حزن ولا تنكيس للأعلام
وان لا يتبع جنازته احد من الغفير
وأفتى القائم بأمر الله
ان الكلام في الموضوع
بدعة و ضلالة ، بل كفر
اتريدون ان ترجعون الى عهد عمر ؟
ذاك عهد ولى وأدبر
وزمننا زمن اخر
وسنة الحياة
ان تتبدل وان تتغير .
وهذا زمن التغيير .
مات الضمير
نثر رماده قبيل صلاة الفجر
طمست معالم القبر
خوفا ان ينتفض من رماده
ويصبح امن الامة في خطر
ولا اثر للوصية ولا خبر .
مات الضمير
وأضحينا مجرد قطع من الهمل
تهيم على وجهها
لا تعرف مالها ولا تدري ما المصير .
تقتات من فتات غيرها
وتحتمي ببقية جدر .
بلاغ رقم اثنين :
ونعلكم من جهة اخرى
ان دماغا عربيا
قد بيع في مزاد علني
بأغلى سعر
سعر لم تبلغه اثمن الاشياء
مذ وطأت الارض قدم بشر
وقد احتار الناس في امره
وتهافت على رؤيته
كل من استطاع الى ذلك سبيلا
من البدو ومن الحضر
من بقاع الدنيا كلها
وحتى اقوام من القمر
وقد اندهش كل من حضر
دماغ عادي جدا
ولا ندري لما يأخذ كل هذا القدر
وقال الذي اشتراه من العارفين
قد فحصنا تلا فيف المخ
ووجدناها كما خلقت
لا اثر فيها لفكر
وان فيه بقعة سوداء
تبين انها من طول خمول
ومن اثر ما عاناه
من قمع وقهر .
وبعد تحاليل كثيرة تبين لنا :
ان هذا النوع من المخ
لا يتوفر إلا في فئة خاصة من البشر
فئة تسمى العرب
اذا استغل جزء منه بسيط
يستطيع ان ينزل لكم على سطح الارض
قرص القمر
وإذا استغل كله
فقد يقلب كل موازين الحياة
وكل فكر قد مر
فذاك شيء خطر
قد يهدد وجودنا .
قال قائل :
اتركوه وتعمقوا في التحاليل
وتسلحوا بالصبر
علكم تصلون الى نتيجة
تركوه لمدة يستكشفون اغواره
تحت اعقد مجهر
ونفس النتيجة كانت هي
تركوه
وحين رجعوا في الصباح الموالي
اكتشفوا ان البقعة السوداء قد اتسعت
وان ما به من سائل تبخر
وان ما بقي من نسيج
قد تحجر

بيرزينة في18.04.2016
شـــــــــــــريطي نورالدين

[طاعة زوجي ..]

والله يا أخ العرب أنّ خاطرتك موجعة بحق ، كيف لا ومن بقي الأن من بقايا شيء يسمى عروبة ، قد صار في زوال واضمحلال ، رغم أعدادنا الهائلة إلا أن قلوبنا متنافرة متباعدة ، وللأسف حالنا كالقائل أكلنا يوم أكل الثور الأبيض
حقيقة مرة حريّ بنا أن نبكي دما على حالنا فنحن من ضيّعنا أنفسنا ، نسينا الله فأنسانا أنفسنا وأستصغرنا أرواحنا فاستصغرتنا الأمم وتفرقنا إلى دويلات ضعيفة فأضحى النيل منا سهلا

شكرا على مشاركتنا بوح قلمك وغيرتك على الضمير العربي