بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد ابن عبدالله وعلى اله واصحابه
ومن تبعه باحسان الى يوم الدين.
اهلا وسهلا بكم اعزائي
الوقاحة والجرأة هو عنوان عريض يحتاج منا لوقفة مطولة حتى نستطيع التميز بينهما وحتى نتعرف على أوجه التشابه والإختلاف بينهما
ولا يمكنني الإحاطة به من جميع الجوانب والزوايا ولهذا سأتطرق لجانب محدد من هذين المفهومين
ثم لقد كان السؤال المنطقي المفترض طرحه على أنفسنا هو متى تصبح الجرأة وقاحة؟ لكن واقع الحال يقول متى أصبحت الوقاحة جرأة؟
إن طبائع الناس تختلف من شخص للأخر من حيث عدة جوانب فهذا يتصف بشجاعة إلى درجة التهور وهذا يتصف بالجد لكن لدرجة لا تطاق وذلك يحب المزاح إلى درجة تميت القلب
وغيرها من الصفات الحميدة التي إن تجاوزت الحد المعقول إنقلبت إلى العكس وأصبحت مدرجة ضمن لائحة الصفات الخبيثة
وكذلك الأمر بالنسبة للجرأة فما بينها وما بين الوقاحة إلا بعض الضوابط الأخلاقية التي تميز بينهما
فإن تجاوز المرء هذه الضوابط فإنه سينتقل حينها من إنسان جريء إلى أخر وقح
نعم فمن قل حياؤه واجترأ على اقتراف القبائح من الأفعال والأقوال ولم يعبأ بها ما هو إلا إنسان وقح
فالجرأة ليست أن تقول ما تريد وتفعل ما تريد وقت ما تريد فتطاول على ثوابت هذه الأمة ليس جرأة
مهما كان المسمى الذي يتم فيه هذا التطاول من فتح لطابوهات المجتمع أو تحديث الفكر العربي أو مسايرة مقتضيات العصر أو.....أو.....أو
وللأسف تجد الإعلام العربي يساهم في خلط المفاهيم وتسمية الأمور بغير مسمايتها
وتوطيد لتعريف خاطئ للمفهوم فهو بذلك يعمد إلى تحريف الأفكار وإستحباب القبيح وإسقباح الجميل
ثم إن من الوقاحة إعطاء قيمة لهؤلاء السفهاء وإعتبارهم من المجددين للفكر العربي أوغيرها من الألقاب البارقة
إن الجرأة قول كلمة حق في مواطنها فهذه هي الجرأة فعلا وإن ناوأها المناوئ ومكر بها الماكرون
فالثبات على مواقف الحق جرأة ما بعدها جرأة فهذه الكلمة ليست مرادفا لتطاول أو التصدام مع الأخر
فجوهر الكلمة يكمن في دفاعها ومؤزرتها للحق مهما كان حال الحق ضعيفا وقويا
ومن هنا نخلص إلى نتيجة وهي أن الوقح لم يكن في يوم من الأيام جريئا وأيضا الجريء لن يكون أبد الدهر وقحا
الموضوع مفتوح للنقاش من جميع الزوايا سواء كان مناقشة المفهومين بشكل خاص أو عام
وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
منقول