من كلام العلماء حول الجماعة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من كلام العلماء حول الجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-02-11, 20:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










B9 من كلام العلماء حول الجماعة

فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[1]
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره:
أمَرَهُم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة، وقد وردت الأحاديثُ المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم من حديث سُهَيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضى لَكُمْ: أنْ تَعْبدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وأنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاهُ اللهُ أمْرَكُمْ؛ وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا: قيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإِضَاعَةَ الْمَالِ”. [2]
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ؛ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا؛ وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ.[3]
قال الحافظ ابن حجر: وَقَالَ اِبْن بَطَّال: فِيهِ حُجَّة لِجَمَاعَةِ الْفُقَهَاء فِي وُجُوب لُزُوم جَمَاعَة الْمُسْلِمِينَ وَتَرْك الْخُرُوج عَلَى أَئِمَّة الْجَوْر، لِأَنَّهُ وَصَفَ الطَّائِفَة الْأَخِيرَة بِأَنَّهُمْ ” دُعَاة عَلَى أَبْوَاب جَهَنَّم ” وَلَمْ يَقُلْ فِيهِمْ ” تَعْرِف وَتُنْكِر ” كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِينَ، وَهُمْ لَا يَكُونُونَ كَذَلِكَ إِلَّا وَهُمْ عَلَى غَيْر حَقّ، وَأَمَرَ مَعَ ذَلِكَ بِلُزُومِ الْجَمَاعَة.
قَالَ الطَّبَرِيُّ: اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْأَمْر وَفِي الْجَمَاعَة، فَقَالَ قَوْم: هُوَ لِلْوُجُوبِ وَالْجَمَاعَة السَّوَاد الْأَعْظَم، ثُمَّ سَاقَ عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي مَسْعُود أَنَّهُ وَصَّى مَنْ سَأَلَهُ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان ” عَلَيْك بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّه لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّة مُحَمَّد عَلَى ضَلَالَة”.
وَقَالَ قَوْم: الْمُرَاد بِالْجَمَاعَةِ الصَّحَابَة دُونَ مَنْ بَعْدَهُمْ، وَقَالَ قَوْم: الْمُرَاد بِهِمْ أَهْل الْعِلْم لِأَنَّ اللَّه جَعَلَهُمْ حُجَّة عَلَى الْخَلْق وَالنَّاس تَبَع لَهُمْ فِي أَمْر الدِّين.
قَالَ الطَّبَرِيُّ: وَالصَّوَاب أَنَّ الْمُرَاد مِنْ الْخَبَر لُزُوم الْجَمَاعَة الَّذِينَ فِي طَاعَة مَنْ اِجْتَمَعُوا عَلَى تَأْمِيره، فَمَنْ نَكَثَ بَيْعَتَهُ خَرَجَ عَنْ الْجَمَاعَة. [4]
وروى الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث لا يغلّ عليهن قلب مسلم، إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم دعواهم تحيط من ورائهم “.[5]
وقال الإمام اللالكائي: وعن الأوزاعي قال: كان يقال خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله.[6]
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: قال الله تعالى:{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا…}(7] يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم أي: شتتوه وتفرقوا فيه وكل أخذ نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية، أولا يكمل بها إيمانه بأن يأخذ من الشريعة شيئا، ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية، و الفروعية، وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال:{لست منهم في شيء} أي لست منهم و ليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك”.[8]
و لأهميَّة لزوم الجماعة، وعظيم شأنها، أفرد لها أهل العلم أبواباً في مصنفاتهم.
فقال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب و السنة: باب قوله تعالى: {و كذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً} و ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة وهم أهل العلم.
وقال الإمام مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه: باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال، و تحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة.
وعَنوَن الإمام النسائي في سننه: قتلُ من فارق الجماعة..
وعقد الإمام الترمذي في سننه باباً سمَّاه: باب ما جاء في لزوم الجماعة.
و قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في سننه: (( و تفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث )).
و قول الترمذي هذا موافقٌ لما تقدّم من قول الإمام البخاريِّ رحمه الله في معنى الجماعة: هم أهل العلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ؛ وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ.[9]
وقال أيضاً: وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: لُزُومُ الْجَمَاعَةِ؛ وَتَرْكُ قِتَالِ الْأَئِمَّة.[10]
وحيث جاء الأمر بلزوم جماعة المسلمين فالمراد بها الجماعة المنتظمة بنصب الحاكم كما قرّره ابن جرير حين قال: «والصواب أنّ المراد من الخبر بلزوم الجماعة، الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث عن بيعته خرج عن الجماعة».[11] فهذا التفسير من هذا الإمام الجهبذ يدلّ على أنّ الاجتماع والائتلاف، وحمايةَ بيضة الدين، وصونَ أعراض المسلمين إنّما يكون تحت لواء الجماعة الأمّ التي ليس لها اسم تعرف به إلاّ الإسلام والمسلمين “هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ”[12]، هذه الجماعة الأمّ التي تضمّ الحاكم والمحكومَ، والعالم والجاهلَ، والبرّ والفاجرَ، والتي تذوب فيها كلّ الجماعات والتكتّلات، وتسقط أمامها كلّ الولاءات والبيعات، فهي الجماعة الشرعية الوحيدة التي جاء الأمر بملازمتها والانضواء تحت رايتها، فلا طاعة ولا ولاءَ إلاّ لمن ولاّه الله أمر المسلمين وجمعهم تحت إمرته وقيدتها ولو ترك جائرًا ظالمًا، وهو واحد في الأمّة ولا يمكن أن يتعدّد بتعدّد الجماعات والأحزاب، كما أراد أن يفهمه بعض الناس جهلاً أو تجاهلاً، وهذا هو الفهم الذي استقرّ عند سلف الأمّة وخيارها، ينبئك به ما رواه ابن أبي حاتم بسنده إلى سماك بن الوليد الحنفي أنّه لقي ابن عباس بالمدينة فقال: ما يقول في سلطان علينا يظلموننا ويشتموننا، ويعتدون علينا في صدقاتنا، ألا نمنعهم؟ قال ابن عبـاس: «لا، أعطهم يا حنفي ! » ثمّ قال: يا حنفي: الجماعة الجماعة، إنّما هلكت الأمم الخالية بتفرّقـها، أمـا سمعت اللهَ عزّ وجلّ يقـول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾.[13]
فليس هناك ما يُصلح دين الناس ودنياهم إلاّ الاجتماع والائتلافُ، وليس هناك ما يفسد عليهم ما ذكر إلاّ الافتراق والاختلاف، فإنّ الجماعة قوّة ومنَعَة، والفرقةَ فشلٌ وهَلَكة، ولن تستصلح قلوب العباد ولن يفشوا الأمن في البلاد إلاّ بخصـال ثلاث ذكرهـا النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديثه «ثَلاثُ خِصَالٍ لاَ يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا، إِخْلاَصُ العَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ، وَلُزُومُ الجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ بِهِم مِنْ وَرَائِهِمْ». فهذه الثلاث كما قال ابن تيمية «تجمع أصول الدين وقواعدَه، وتجمع الحقوق التي لله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة». [14]
ومن تأمّل هذا الكلام وعاين واقع المسلمين في أنحاء المعمورة يتبيّن له موضعُ الخلل ويستبين السبيل، ورحمة الله على الإمام محمد بنِ عبد الوهاب لمّا قال: «لم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلاّ بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها».[15]فالعجب ممن يتهاون في الخروج على المسلمين وأئمتهم؛ زاعماً بإرادته الإصلاح وصلاح المسلمين، فمتى كان شق عصى البيعة والطاعة ومفارقة جماعة المسلمين إصلاحاً وجهاداً؟؟!!









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-02-11, 21:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مسالة :هل الجماعة بالعدد

قال ابن مسعود [ الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك ] رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/122 - رقم160)، وصحح سنده الشيخ الألباني كما في تعليقه على مشكاة المصابيح (1/61)، ورواه الترمذي في سننه (4/467)، ومن هذا يتبين لنا: أن القول صحيح سندا،

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو أعلم بلغة العرب منأ ناس اليوم
وعليه: يجب أن يتهم أناس اليوم فهمهم للنص ولا يتهموا النص، فالاجتهاد يكون في النص لا مع النص.

ثانيا: المعنى الذي قال به ابن مسعود قال به غيره من العلماء، ولم نسمع أحدا أنكر لا عليه ولا عليهم، وفيما يلي بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة:
1) قال الفضيل ابن عياض رحمه الله [ عليك بطريق الهدى وإن قل السالكون، واجتنب طريق الردى وإن كثر الهالكون ]ذكره الشاطبي في الاعتصام (1/83)، والنووي في المجموع (8/275)، وفي الإيضاح (ص219)، والسيوطي في الأمر بالإتباع والنهي عن الإبتداع (ص152).
2) قال الإمام الأوزاعي رحمه الله [ عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم ] رواه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (ص26)، والآجري في الشريعة (ص58) بإسناد صحيح.
3) قال ابن القيم رحمه الله [ اعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق، وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة... ] إعلام الموقعين (3/398)، وقال [ وقالوا: من شذ شذ الله به في النار، وما عرف المختلفون أن الشاذ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم فهم الشاذون، وقد شد الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا، فكانوا هم الجماعة وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة ]، وقال أيضا [ وما أحسن ما قال أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتاب الحوادث والبدع: (حيث جاء به الأمر بلزوم الجماعة، فالمراد به لزوم الحق واتباعه، وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا)، لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه، ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم. قال عمرو بن ميمون الأودى: (صحبت معاذا باليمن. فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام، ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فسمعته يقول: عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول: سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فصلوا الصلاة لميقاتها، فهي الفريضة، وصلوا معهم فإنها لكم نافلة. قال: قلت: يا أصحاب محمد، ما أدرى ما تحدثونا؟ قال: وما ذاك؟ قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول: صل الصلاة وحدك، وهي الفريضة، وصل مع الجماعة وهي نافلة؟ قال: يا عمرو بن ميمون، قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية، تدري ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الجماعة: الذين فارقوا الجماعة. الجماعة ما وافق الحق، وإن كنت وحدك) ] إغاثة اللهفان (ص 74).
4) قال الإمام نعيم بن حماد [ إن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل، وإذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة ] ذكره البيهقي وغيره.

ثالثا: الإسدلال بقول الله تعالى [ إن إبراهيم كان أمة ] هو استدلال في موضعه، قال الإمام ابن كثير في تفسير الآية [ قال سفيان الثوري: عن سلمة بن كهيب؛ عن مسلم البطين؛ عن أبي العبيدين أنه سأل عبد الله بن مسعود عن الأمة القانت، فقال: الأمة معلم الخير، والقانت المطيع لله ورسوله. وعن مالك قال: قال ابن عمر: الأمة الذي يعلم الناس دينهم. وقال الأعمش: عن الحكم؛ عن يحيى بن الجزار؛ عن أبي العبيدين أنه جاء إلى عبد الله فقال: من نسأل إذا لم نسألك؟ فكأن ابن مسعود رق له، فقال: أخبرني عن الأمة، فقال: الذي يعلم الناس الخير. وقال الشعبي: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال مسعود: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا، فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرحمن، وقال: إنما قال الله (إن إبراهيم كان أمة)،قال: تدري ما الأمة وما القانت؟ قلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله ورسوله، وكذلك كان معاذ. وقد روي من غير وجه عن ابن مسعود؛ أخرجه ابن جرير. وقال مجاهد: أمة أي أمة وحده، والقانت المطيع. وقال مجاهد أيضا: كان إبراهيم أمة أي مؤمنا وحده والناس كلهم إذ ذلك كفار. وقال قتادة: كان إمام هدى، والقانت المطيع لله ].
وكذلك قال القرطبي في تفسير نفس الآية، إلا أنه أورد معان أخرى لكلمة أمة، فقال [ والأمة اسم مشترك يقال على ثمانية أوجه:
1. فالأمة تكون الجماعة؛ كقوله تعالى: (وجد عليه أمة من الناس) (القصص: 23).
2. والأمة أيضا اتباع الأنبياء عليهم السلام.
3. والأمة الرجل الجامع للخير الذي يقتدى به؛ كقوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا) (النحل: 120).
4. والأمة الدين والملة؛ كقوله تعالى: (إنا وجدنا آباءنا على أمة) (الزخرف: 22).
5. والأمة الحين والزمان؛ كقوله تعالى: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة)، كذلك قوله تعالى: (وادكر بعد أمة) (يوسف: 45).
6. والأمة القامة، وهو طول الإنسان وارتفاعه؛ يقال من ذلك: فلان حسن الأمة أي القامة.
7. والأمة الرجل المنفرد بدينه وحده لا يشركه فيه أحد؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يبعث زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده).
8. والأمة الأم؛ يقال: هذه أمة زيد، يعني أم زيد. ]

رابعا: مما سبق يأخذ تفسير الجماعة اصطلاحا ثلاث مراتب:
1) تطلق الجماعة على الصحابة رضي الله عنهم، كما في تفسير بعض الآيات.
2) تطلق الجماعة على أهل السنة عموما، بدءا من الصحابة ثم التابعين ثم كل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين (وبخاصة العلماء منهم).
3) تطلق على الشخص الواحد في نفسه حال انعدام الجماعة الصالحة، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم [ ...، فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة إلى أبواب جهنم؛ من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله؛ صفهم لنا، فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها؛ ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ] رواه البخاري.

ومن ذلك : إن تفسير الكلمة –وخاصة في القرآن- يتم على ثلاثة مستويات: تفسير بالمعنى (الظاهر)، وتفسير بلازم المعنى، وتفسير بالمراد، وبالجمع بينهم يفهم القصد الصحيح من الكلمة في موضعها، وإلا وقعنا في أخطاء كثيرة كما كان يحدث للظاهرية، فمثلا حديث (استفت قلبك):
- معناه: اسأل قلبك وخيره بين الأمور.
- لازم معناه: هذا السؤال والتخيير لابد أن يبنى على قدر من العلم لا على الهوى.
- المراد منه: تحري الدقة في الاختيار بناء على أسس علمية صحيحة للفصل في الأمور المختلطة، من أجل اختيار الصحيح والموافق للحق وإن خالف ما تريده النفس والرأي الشخصي أو خالف ما أفتى به الناس طالما قول النفس وقول الناس يخالف شرع الله، وأنك أنت الجماعة ولو كنت وحدك.
وهذا الكلام يفهمه من يقرأ الحديث بطوله لا من يتوقف فقط عند كلمة (استفت قلبك) على طريقة (ولا تقربوا الصلاة)، فالحديث يقول [ يا وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك ] أي: وإن أفتاك الناس وأفتوك بما يخالف شرع الله وقد وقر في نفسك الحق.

وعلى هذا، فيكون قول ابن مسعود (الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك) لا يفهم ويفسر فقط بالوقوف عند المعنى الظاهري لكلمة جماعة وأنها لغة تمثل عددا وليس فردا، بل يفهم قوله بمعناه، ولازم معناه، والمراد منه:
- فالمعنى: الجماعة تكون فيما وافق الحق، ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة ] صححه الألباني في صحيح الجامع.
- ولازم المعنى: عدم الاغترار بالعدد، لا في الحق ولا في الباطل، فلا كثرة العدد في الباطل تصححه، ولا قلة العدد في الحق تبطله أو تقدح فيه أو تمنع عنه.
- والمراد: البحث عن الحق واتباعه مع من كان وأينما كان، فالدين للناس كافة، والحق غير مقصور على شخص أو طائفة أو بلد بعينه دون بقية الناس، فأينما وجد الحق اتبعناه، وأينما وجدت جماعة أهل السنة اتبعناها ولزمناها، فإن لم يكن من هذه الجماعة إلا فردا واحدا هو الذي يلتزم بشرع الله فيها، فهو يمثل الجماعة، وهو الجماعة، لا عددا، بل معنى.

ملحوظة أخيرة: جماعة (أهل السنة والجماعة) أو (الفرقة الناجية) لا تختص بزمان أو مكان، فقد يكون بعضها في زمان ما في بلد واحد دون بقية الأرض، ويكون بعضها في زمان آخر في أماكن متفرقة في أنحاء الأرض، وقد يأتي زمان وليس فيه منها أحد على وجه الأرض، الشاهد أن الفرقة الناجية (أهل السنة والجماعة) هي كل من يتبع دين الله الحق بفهم سلف الأمة في كل مكان وزمان منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، -ولعل هذا يرد على بعض من يرفضون فتاوى علماء بلاد بعينها بحجة أنهم من بلاد أخرى-.

وهذا ما أعلم، والله تعالى أعلى وأعلم
فإن أصبت فمن عند الله، والحمد لله، وإن أخطأت فمن نفسي، وأستغفر الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول بتصرف بسيط










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-12, 03:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مهموم مبتسم
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية مهموم مبتسم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جازاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-13, 08:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ...............










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-13, 14:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نورايوب
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-13, 14:20   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
sisi bonoise
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ...










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-14, 13:28   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
bachiri401
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يجيب الخيير










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-14, 13:29   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
bachiri401
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يجيب الخيير للجميع










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-14, 15:57   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المختار الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشاركة قيمة ، أحسن الله اليك









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc