إشكالية الهامشي و المتعالي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إشكالية الهامشي و المتعالي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-21, 16:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بوقصة عبدو
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي إشكالية الهامشي و المتعالي

إشكالية الهامشي و المتعالي في ديوان "أكثر من برد" لعيسى نكّاف
مقاربة تأويلية.
بقلم: عبـدالله بوقصـة



ملخص
تتّبع هذه الدراسة تصنيفات إشكالية الهامشي و المركزي في أشعار "عيسى نكّاف" من خلال ديوانه الأخير "أكثر من برد"، الذي اتّخذناه مدونة، فسعينا لفكّ شفرات نصوصه، واقتفاء أثر الهامشي والمركزي فيها.
واللافت للانتباه في الإنتاج الشعري لشاعرنا نزوعه إلى المواقف الهامشية على حساب نظيراتها المركزية في حراكنا الثقافي.

مقدمة
تروم هذه المقاربة النقدية التأويلية الموازنة بين ثنائية الهامشي والمتعالي في ديوان "أكثر من برد" لعيسى نكّاف . وقد طافت إشكالية الهامشي والمتعالي على المشهد الأدبي والنقدي في الأونة الأخيرة. حيث عزمت فئة الإبداع الهامشي والعبثي على تمثيل الطبقة الكادحة بنفض غبار الاضطهاد المسلّط عليها، ومن ثمّ اقتحام ميادين الصراع وحلبات العراك. فكان من هواجسها أن تنتصر للتعساء من بني جلدتها. وقد أنتج هذا الوضع المزري الذي عايشه ثلّة من شعرائنا المعاصرين أدبا يدعى الأدب الهامشي والعبثي، المغيّب عن دوائر الشهرة والأضواء، بخلاف نظيره المتعالي والمركزي المتّسم بالالتزام الموضوعاتي والانتماء الإيديولوجي، والذي يحظى بأفضلية التغطيات، وتسلّط عليه أسطع الأضواء.
وفي نظرة كرونوجية للأدب، نجد أولئك الذين ذاع صيتهم وتواترت أخبارهم في الأزمنة التليدة. قالوا عن أنفسهم أو ذكرت كتب التراجم أنهم كانوا يدفعون في صباهم إلى البوادي(أعماق المجتمع ) ليشربوا من معين الفصاحة والبلاغة حتى إذا ارتووا، واشتدّ عود أحدهم قام على أبواب الأمراء والسلاطين والحكام في الحواضر والعواصم أي في المركز فيقرّب من دوائر الضوء حتّى يسطع نجمه، فيراه الناس ولا يرون من علّمه وشحذ لسانه وصقل مواهبه، ممّن يظلّ قابعا في القاع أو الهامش أو الظلّ. فهل لي أن أسأل من المبدع الحقيقي؟ أهو المهمّش أم الممركز؟ وإلى أيّ مدى كانت هذه التصنيفات مدعاة لجلب الأضواء لمن لم يبلغ الأضواء؟ وهل هي الثنائية القطبية في الإبداع أم هي الحرب الباردة بين معسكرين يتنافسان في سباق التسلّح بالشهرة؟ ثمّ متى نقبل بهذا التوجّه؟ وكيف صار أمرا واقعا في ساحتنا الأدبية؟
والحال أنّ غالبية القراء في تعاطيهم الأدبي، يسعون إلى إشباع نهمهم من فيض ما يقع بين يدهم من إبداعات.. دون إمعان النظر في مركزية صاحبها ولا في هامشيته. وحسبهم الاستمتاع بما جادت به قريحته. وما أكثر ما نحفظ أو نقرأ من الأشعار والأقوال والمأثورات البديعة الخالدة من غير أن نعرف لها صاحبا مركزيا ولا هامشيا. ولكنّها تحدّث عن نفسها بنفسها .وما أشدّ ما نعاف ونترك ما يفرض علينا من أدب ما تذوقناه برغم تألّق أصحابه.
وعلى وتري الهامشي والمتعالي عزف المشهد النقدي في السنوات الأخيرة، ذلك أنّ النظرة اللامبالية بالإبداع والمبدعين جعلت العديد منهم ينزعون إلى الهامش بوصفه نمطا من أنماط التمرّد على أوضاعهم وأسلوبا من أساليب فرض وجودهم. فلا يكون ههنا " من الإنصاف تسليط الأضواء على أدباء دون آخرين، وكأن الإبداع الحقيقي تحتكره طائفة فقط، وتلك نظرة قاصرة تماما تحتاج إلى انفتاح على الطاقات المبدعة في مختلف أماكن وجودها، ورصد الظواهر الفنية والأفكار المختلفة.. وذلك يستدعي بالضرورة السهر على تهيئة الأرضية المناسبة للتلقي المحترف والانفتاح على كتابات تعيش في الهامش ونقل القارئ إلى الأماكن الرحبة للأدب وتحفيز ذهنية القارئ المحترف للتلقي الإيجابي والتناسل مع عناصر الدهشة والانبهار والصدمة والتفاعل العضوي مع تلك العناصر التي تلبّد سماء الساحة الأدبية بغيوم كثيفة لعلّها على وشك الهطول"
ذات إبداع تقاطع زمني بأزمنة مبدع جزائري متحفّز، كنت قد عرفته محاورا للنصوص، ومبدعا قفز على جلّ أسوار المحاكاة بحثا عن الأمكنة المغايرة التي تقطن ثنايا النص وبين مسافاته المعتّمة، ذلك هو عيسى نكّاف، الذي تغنّى بوطن الشعر ومقامات قرضه، وغربة الذات وأحوال اغترابها عن هذه المتعاليات الإبداعية وصدماتها بواقع مزرٍ
سيّجته الآهات، فاخترت من نصوصه الشعرية مجموعة وجدتها الأقرب لكلّ ما دبّجته، والأكثر تمثّلا لهاجس الاختلاف، وربّما مسماها أقرب توصيفا لهذه الأحوال مجتمعة، وهذه المجموعة الشعرية هي الموسومة بـ«أكثر من برد». فما مدى اختلافها عن غيرها؟.

الهامشي والمتعالي
وتقابل (الهامشي/المتعالي)، يجرنا إلى تحديد دلالة المصطلحين لغةً، فكلمة هامش وردت في المعجم اللغوي بمعنى حاشية، ومنه الهامشي هو من يعيش منفردا، غير مندمج في المجتمع. والمكتوب في الهامش هو التعليقات الجانبية التي لا دخل لها بما هو مهم، ولا علاقة لها بالنشاط الأساس.
وقد توحي كلمة "هامش" بوضاعة الأمر ودناءة الشيء، في حين أنّنا قد نغترف من هوامش الكتاب رصيدا معرفيا غزيرا، قد يكون أفضل ممّا نجده في متن الكتاب نفسه. فالهامش إذن لفظ مفتوح على العطاء الموجب والسالب في آن واحد، وليس مردوده بسالب دوما. فكونك على هامش الحياة يعني أنّك بعيد كلّ البعد عن مآسيها وهمومها.
وينصرف المعنى الاصطلاحي بعيدا عن نظيره اللغوي، إذ يذهب توفيق بكّار إلى أنّ لفظ "هامش" مشتق من لغة الورّاقة، وتتعلّق بهيئة توزيع الكتابة على الصفحات المطبوعة أو المخطوطة. فلها صدر و لها هامش يحيط به. فأمّا الصدر فللمتن من الكلام، وأمّا الهامش فللحاشية منه.
وعلى هذا الأساس، يومئ أدب الهامش إلى تلك النصوص التي تولد في العتمة دون أن تسلط عليها الأضواء، أو الأدب غير المحتفى به، أو غير المألوف. و بخلاف الأدب الهامشي نجد نظيره المتعالي.
وكلمة "متعالٍ" وردت في المعجم اللغوي بمعان تمت بصلة إلى المفهوم الاصطلاحي، فنقول المتعالي أي المرتفع الشامخ، ذاتي المركز. وإذا كان المعنى اللغوي للكلمة يعني الموضع المرتفع والمقر العالي، فإنّ المعنى الاصطلاحي يقترب كثيرا من ذلك. فالأدب المتعالي يأتي مقابلا للأدب الهامشي. وهو أدب ينأى عن هموم الطبقة الكادحة، وينشغل بحياة الترف التي تحياها الخاصة من الناس. فتنظّم على شرفهم المأدبات ويُشار إليهم بالسّبابات، وتُذكر أسماؤهم في المناسبات...
وقد تبدّى لنا الأدب الهامشي أو بالأحرى أدب الكادحين جليا في المناطق النائية من وطننا الحبيب، البعيدة عن الراهن الثقافي. وكانت أولى خطوات الاحتفاء بالأدب الهامشي سلسلة "نصوص الهامش الشعرية التي طبعتها رابطة كتّاب الاختلاف في نهاية القرن العشرين، وقد صدرت منها منتخبات شعرية لشعراء ظلّوا مهمّشين في المدونة الشعرية الرسمية قبل ذلك، مندرجين ضمن السيمولوجية الاجتماعية، وهم مكرّهون".
كما واكب أدباء الهامش الأزمة، وعانوا ما عانوا على مدى سنين طويلة. ولم تفد الصرخات ولا التنبيهات و لا الاحتجاجات في تغيير وضعهم. فكان أدباء المركز يستكثرون على أدباء المحيط أية بقعة ضوء. يمكن أن تسلّط على إنتاجهم. لأنّ المراكز تستأثر الاستقطاب، ويعتقد روادها أنّ الالتفات للهامش نيل من حصّة المتعالي دون وجه حقّ.


ديوان "أكثر من برد" بين الهامش و المتعالي
ومن شعراء الجزائر المعاصرة الذين تشبّـعوا بالهامـش، وفقـهوا المتعـــالي الشاعر "عيسى نكّاف" الذي أطلّ علينا مؤخرا عبر مجموعته الشعرية "أكثر من برد". وقد استهلّ عتبته الأولى أي العنوان بمعاني الكثرة والمبالغة والتعدّد، فخطورة الأمر أكثر من لسع البرد في ليالي الشتاء. وتعقب ذلك دلالات الجرأة والقوّة والإقدام الناجـــــــمة من العقل (المتعالي) روحيا متحدية قشعريرات الجسد (الهامشي) وارتجافاته المادية بفعل شدّة البرد. لذا تراوحت قصائد شاعرنا بين ملامسات جسدية مادية هامشـــية سطحية، وبين شطحات روحية متعالية مركزية.
فبين الفينة والأخرى تتحوّل القصيدة عند عيسى نكّاف إلى إمكان إبداعي مترفّع يبحث عن قارئ نوعي يتفهّم كبواته ويفكّ طلاسمه ويتعايش مع رمزيته. وبهذه الحميمية ترتقي القصيدة، وتتبوّأ أسمى مقاماتها، إذ تمدّ جسورا ودية بين الملقي، وبين المتلقي الذي غالبا ما يتعسّر عليه تحطيم شفراتها.
ويمسي شاعرنا في حكم المكلّف تكليفا شاقا، أو الواقع في مأزق الاختلاف والبحث عن الدلالة المغايرة. "ينوء بحمل معاناة الروح والجسد، وهو يحاول دائما أن يبحث عن موطن السكينة في عالم تلفّه الحيرة، وتطوّقه الغربة وتباعد بين تفاصيله عوامل شتّى. ويظلّ الوطن وحده المركز الذي تدور حوله جلّ القصائد".
"يغويه جنون الشوق
تملي له أنّ الأرصفة
تحبّ خطاه
و أنّ المواسم تقبض عن ملح
أنفاسه إذا تكلّم
وتعيد له نبض الكلام إذا تلعثم
وتعيده إلى يقينه إذا ثمل
هل يخيفني البرد حد ما لا أستطيع
أن أتسكع في المدن أو أخرج عطرا
أو أحلم
هل يخيفني البرد
حدّ ما لا أستطيع أن أخرج
كراريسي الباردة وأكتب ريثما ينجلي
هذا الصقيع."
يهدف تسكين القصيدة إلى حصر معناها المركزي الذي بنيت عليه في ذلك التصنيف الأحادي، لذلك يعدّ تأجيل الحركة من قبيل التركيز، ولفت الانتباه إلى القضية المركزية، فالبرد التي يحمل معاني القهر والزجر، الاستماتة والصمود. يؤرخ لوجع القصيدة ومخاض ولادتها/ والبرد يحيل على الغربة والانطوائية والوحدة فمن شأنه أن يلغي جميع التصنيفات الزماكنية القبلية والبعدية التي لا تنتمي إلى هذا المحمول الحضاري. إنّ الشاعر يمنح البرد هوية مؤسسة على الألم والمعاناة. "هل يخيفني البرد...ـ هل يخيفني البرد..."، حيث يبقي على ذلك الحصر الذي يعكس تأزّم الذات والفشل في التموضع خارج حدود الوطن/القصيدة من أجل تأسيس زمن إبداعي جديد، لذلك يتحوّل البرد إلى منغلق وجودي أو حضور مسيّج بالتحدي وخطر التقوقع، فهو وجع المتسكعين في المدن، ووجع الفارين منه، وهو فوق ذلك حلم يكسّر ضيق المدن، يحتفي باتّساعها وانفتاحها على دلالات الخير والأمل والبناء، حيث القصيدة/الوطن وهي تهدم أنساقها تبني اختلافاتها من جديد، ولا تبقي على الطلل القديم أو النص الأصلي أو ما يدلّ على ذلك التهديم والتخريب المحدث من قبل التأويل. لتقفز على حال الاستكانة والهدوء إلى حميمية الحضور المؤتلف بين النص وقارئه. ويؤكد النص هذه التوليدات المتعالية. "الشوق ـ جنون" والمكتفية بخصائصها النوعية، حيث تمدّ المتلقي بإشعاعات القراءة المسيّجة بأمل الوصول إلى حقيقة المعنى/الكتابة لحظة انجلاء "أكتب ـ ريثما ينجلي"، حيث يتبرأ من تموضعاته المألوفة حال جرأة شوق المتلقي إلى التوليد على أرضية البوح.
"أحقّا تضيق البلاد بأهلها
لولا هذا الوطن
ألتفت هناك لوجه صباح يتغمّده القصف
أقابل صمت هنالك يشيعه حزن وحتف
لولا هذا الوطن
لم أجد من أنادي أو أكلم
أكتب بحقّ الله و قدر الإنسان
أنّ هذا الأفق وطن."
ويبقى وطن الشعر مؤسّسا على الآه الثابت والمحصور في ذاكرة الحيز، إذ الصباح يشي بذلك التغيّر الفجائي والمدمر لكل العتمات الليلية القبلية التي كان يلفّها الصمت والسكون والهدوء، ومن هنا فالوجوه التي تجعلنا نستحضر الصباح رمز العطاء والكتابة والإبداع، المتغمّد من قبل القصف الذي يحيلنا إلى معنى التناحر والفتنة، وكأن بالنص يكتمل إنجازه خارج حدود البذل والعطاء الشخصي، بحكم التركيز على الوجه كمعنى محايث لا على الصباح في حدّ ذاته، إضافة إلى التأسيس لفتنة التأويل، واحتراق المعنى الثابت، ليكون المستقبل وعدا بمنجز متعدّد يسهم في خلق وطن النص، زيادة على إقصائه "أقابل صمت هنالك يشيعه حزن وحتف"،علّه يتمكن من الرحيل عن ذلك الزمن الثابت المسكون بذاكرة الحزن " لم أجد من أنادي أو أكلم."

"هذا الريح ساقني
والراح..والخيل
وهذا المساء خانني
طوى الجراح على الجراح وساءني
هذا النهار صار مظلما
ركضت في هذا العبق، هل أسمّي
زمن التشرّد منفى أم أنّ القدر
لجسدي ساقني."
ويحفل النص بالمتعالي "الريح" الذي يرافق زمن الالتباس"المساء" وهذا المساء خانني " لتشكل اختياراته المختلفة زمنا للتشرد، ولا ندري إن كان" منفى أم أنّ القدر
لجسدي ساقني."، حيث تقصى جميع السياقات ليتأسس التأويل على الخصائص الذاتية وحدها "طوى الجراح على الجراح وساءني"، ومن هنا فالنص بمنأى عن كل التأثيرات يختصر تلك المسافات الزمنية المتعثرة ليقتطف المنجزات النصية البعدية الهاربة من
التعيين والتصنيف المنضبط. إنّ النص سرعان ما يقع في مأزق التشتّت والدهشة، حيث يصطدم بتلك البياضات الكاتمة لبوح متجدّد، فيسائل لحظتها عن سبب اختراق تلك الآهات التي تلفّ القصيدة " هذا النهار صار مظلما"، فليتجرّد من كلّ المرجعيات القبلية يقرّ قائلا "ركضت في هذا العبق" تأسيسا لزمن جديد تتيه فيه كلّ ممكنات التمثّل الهامشي بعد سقوط وهم التمكن والاصطدام بخيبة الوصول " أم أنّ القدر لجسدي ساقني."
"هذا مسلك الجرح
والبلاد غاوية
وملامحي في نبض الوجد
وطيور تغرّد
وما يسعني الشوق
إن كان بمثل البحر أعمق..
هذه البلاد غاوية
وقد يختلط بي الصبح والفلق
أحلّق في السماوات
أو أعبر هذه المرافئ أو ربّما أغرق..."
ويراوح النص/الجرح بين زمن الانفراج "الصبح"، وزمن الالتباس "الفلق"، وذلك حين ولوجه الذاكرة المسكونة بالتوتر، ويوميات الوجع و"إن كان بمثل البحر أعمق"، حيث يقوم بتغييب الفعل، وتوجيهه من المنقضي إلى الآتي "يسعني ـ يختلط بي ـ أحلّق"، وذلك
استعجالا للحظة التأويل والتعدّد، حينما يموت النص الأصلي، وتنقضي لحظته ويفوت معه أوان قائله، ليصبح تحت سلطة المتلقين، وما يؤكّد ذلك هو صدمة الانقضاء، انقضاء ملامح النص وقائله "وملامحي في نبض الوجد"، حيث طيور تغرّد/وطن القصيدة بهوية الالتباس، فاقدة ملامحها ومعالمها الذاتية، ليرحل النص الأصلي أو المعنى الثابت عن وطنه فاسحا المجال لهذه الإبداعات المبنية على الاختلاف "أو أعبر هذه المرافئ أو ربّما أغرق..."

خاتمـــــــة
ولعلّ ما يثير الجدل ويبعث على الريبة في أحيان كثيرة هو حيازة أعمال عديدة لكتّاب الهامش على رواج واسع، وصدى إيجابيا. وانبرت لمناقشة مضامينها أقلام معروفة في الساحة العربية والغربية على حدّ سواء، في الوقت الذي لا يُلتفت إليها عندنا.. والواقع أنّ الحياة الأدبية طبقات: بعضهم ينعم في الرداءة، والبعض الآخر يشقى بالكفاءة... وفئة هامشية مهمّشة تمزقها الهموم والهواجس، وبالرغم من ذلك لا تفارقها الأمال والأحلام كما هو حال إبداعات شاعرنا عيسى نكّاف، كما أنّ هذه الفئة وإن كانت تعيش في الهامش إلاّ أنّ أعضاءها من صنّاع الحياة، الذين ينهضون على نغمة للغناء حينا وعلى أخرى للبكاء حينا آخر... ثمّ ينسحبون من الحياة الأدبية في صمت مكدود لا يكاد يشعر بهم أحد، بعد أن كانوا أكثر إقبالا على الحياة، وحملوا على كواهلهم همومها المأساوية، واهتماماتها الحالمة بآفاق مستقبلية تبشّر بقدوم غد أفضل.









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-12-30, 13:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الربيع ب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الربيع ب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت يا أستاذ وجزاك الله خير

وإن هاهنا فروقا كبيرة ، وبونا شاسعا بين أهل المعالي ، وأهل العبث والهامشية
ثم إن الأمر تعداه من الشعر والأدب إلى غيره من الفنون ، وقد عاث أقوام فيها فسادا حتى أفسدوا ظنا منهم وممن يتابعهم أنهم على الجادة ، ملكوا زمام الأمور وتبحروا في الفن بقراءة جزئيات واقتباسات من هنا وهناك ليقال شاعرنا .. أديبنا .. وحتى شيخنا .
لقد ضيعنا لغتنا
والله المستعان










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المتعالي, الهامشي, إشكالية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc